عربي ودولي
المغرب: تضامن واسع مع طالبة حُرمت من تكريم لارتدائها الكوفيّة الفلسطينيّة
الرباط: يشهد المغرب تضامنًا واسعًا مع طالبة مغربيّة رفض عميد كلّيّة بمدينة الدار البيضاء، تكريمها ومنحها جائزة في حفل لتتويج المتفوّقين، بسبب "ارتدائها كوفيّة فلسطينيّة".
وقالت النقابة المغربيّة للتعليم العالي والبحث العلميّ بالمدرسة العليا للتكنولوجيا (حكوميّة)، إنّ "عميد كلّيّة العلوم بنمسيك في الدار البيضاء، رفض تسليم طالبة جائزتها في حفل لتتويج المتفوّقين نظم السبت، بسبب ارتدائها الكوفيّة الفلسطينيّة".
وأضافت النقابة، في بيان مساء الأحد، أنّ "عميد الكلّيّة قال للطالبة، إنّها تمارس السياسة، وإنّ هذا موقف يتعارض مع الموقف الرسميّ للبلاد إزاء القضيّة الفلسطينيّة".
وأعربت النقابة عن "استنكارها قمع حرّيّة التعبير" من طرف المسؤول الجامعيّ الّذي اعتبرته "استؤمن على تكوين أجيال المستقبل على قيم الحرّيّة والعدالة ومناصرة المستضعفين والاعتزاز بالهويّة والانتماء الحضاريّ"، بحسب البيان ذاته.
وفي سياق متّصل: تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، مقطع فيديو، ظهرت فيه طالبة مغربيّة تحمل الكوفيّة الفلسطينيّة، في حفل لتتويج المتفوّقين.
وتقدّم المسؤول الجامعيّ لتسليم الجائزة للطالبة، وطالبها بنزع الكوفيّة إلّا أنّها رفضت ليعود المسؤول إلى مقعده دون تسليم الجائزة.
وبدوره: قال مكتب الطلبة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا (هيئة طلّابيّة) إنّ ما أقدم عليه عميد الكلّيّة "إهانة للقيم الأكاديميّة والإنسانيّة الّتي تقوم عليها مؤسّساتنا التعليميّة".
وزاد الطلّاب في بيانهم: "ارتداء الكوفيّة الفلسطينيّة هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطينيّ وقضيّته العادلة، وهو حقّ يكفله الدستور المغربيّ والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان".
ومن جهته: اعتبر عزيز هناوي، الكاتب العامّ للمرصد المغربيّ لمناهضة التطبيع (غير حكوميّ) عبر موقع فيسبوك أنّ موقف عميد الكلّيّة "مخز بامتناعه عن تسليم جائزة لطالبة ترتدي الكوفيّة".
وتابع: "القضيّة الفلسطينيّة ليست قضيّة سياسيّة بل هي قضيّة وطنيّة يا أكاديميّي آخر الزمان".
ولم يصدر تعليق فوريّ من أيّ جهة مغربيّة على موقف عميد كلّيّة العلوم بنمسيك، وادّعائه أنّ تكريم طالب أو طالب يرتدي الكوفيّة الفلسطينيّة "يتعارض مع الموقف الرسميّ للبلاد إزاء القضيّة الفلسطينيّة".
يأتي ذلك بينما تشهد العديد من المدن المغربيّة، بينها العاصمة الرباط، وقفات تضامنيّة مع قطاع غزّة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، طالب فيها المشاركون بقطع العلاقات مع تلّ أبيب ووقف الحرب وإدخال المساعدات، حسبما أفاد مراسل الأناضول.
ومنذ 7 أكتوبر، تشنّ "إسرائيل" بدعم أمريكيّ حربًا مدمّرة على غزّة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 127 ألف فلسطينيّ، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تلّ أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدوليّ بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدوليّة باتّخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعيّة وتحسين الوضع الإنسانيّ الكارثيّ بغزّة.