ads image ads image ads image
علم 24

ترجمات وتقارير

تقرير: أعباء مضاعفة على ذوي الاحتياجات الخاصة في حياة النزوح بغزة

24/02/2024 الساعة 05:44 (بتوقيت القدس)

غزة - علم24 - فرغت الأم "حياة الرضيع" من هرس حبة طماطم ناضجة مع كسرة خبز وأخذت تطعم طفلها، من ذوي الاحتياجات الخاصة، محمد، الذي يبلغ من العمر عامين ونصف.

يرقد محمد بلا حراك بجانب دورة مياه بدائية حفرها الوالد جميل الرضيع، داخل خيمة في رفح جنوب قطاع غزة لم يفارقها الذباب.

تقول الأم "حياة" التي نزحت وعائلتها من بيت لاهيا شمال غزة، إن ابنها يعاني منذ ولادته من وضع صحي لم يستطع الأطباء تحديد ملامحه بشكل حاسم حتى الآن.

"توجهنا لكثير من الأطباء وذهبنا به لأطباء في مصر، وحتى الآن لم يتضح التشخيص".

وتقول: إن طفلها ووفقا لأطباء يعاني من وجود سائل في الدماغ، الأمر الذي يعيق نموه بشكل طبيعي، مشيرة الى أنه وفقا لإجماع الأطباء فانه لا علاج له في غزة.

ونوهت: إلى أن ابنها يعاني من سوء الامتصاص والهزال وعدم القدرة على المضغ، ويصدر أنينا لا يتوقف ولا تعرف سبيه.

وحول أثر النزوح والعيش في خيمة على حياة محمد، قالت والدته: إن أهم ما يفتقر له هو النظافة، فلا نظافة في خيمة منذ النزوح منذ أكثر من شهرين، ولا أكل جيد فالطفل يحتاج خضارا وفواكه وبروتينات حيوانية وكل هذا عير متوفر.

"أحيانا نحصل على حصص غذائية، وكلها معلبات وبعضها فاسد فنضطر للبحث عن حبات خضار نخصصها لمحمد فقط"، قالت حياة.

وأضافت: أن "حفاضات" الأطفال تعتبر مشكلة كبيرة، فالطفل بحاجة لغيار وتنظيف بمعدل 4 مرات، وشنطة "البامبرز" وصل ثمنها إلى نحو 150 شيقل.

"يئن في الليل والنهار ولا أعرف هل هو جوعان أم يتألم من شيء ما أو من بلل ملابسه. كل شي غامض في حالة محمد"، قالت الأم.

وقال والده جميل الرضيع: إنه أرسل صورا مقطعية لأطباء في الأردن، وأجمعوا أنه بحاجة لعملية حساسة جدا ومن المستحيل إجراءها في غزة لأنها بحاجة لتقنيات غير موجودة.

وناشد الأب المؤسسات الانسانية بالالتفات إلى ابنه ولذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم بحاجة لرعاية خاصة مثل الحفاضات والمستلزمات الإضافية مقارنة بغيرهم من المواطنين الاصحاء.

"لا مؤسسات تلتفت لنا، لا على الصعيد الفردي أو الجمعي، نأمل الالتفات لحالنا في النزوح أو التكفل بالعلاج"، قال الرضيع.

من وسط بعض الاثاث والحقائب المحشوة بالملابس أخرج والد محمد علبة دواء "phenytion sodium " فيها حبتين فقط، وقال، إن الدواء ينفذ وانه لا يستطيع شراء بديل له لأنه مقطوع من الأسواق.

وأشار: إلى أنه ينقل ابنه يوميا لمستشفى الكويت للحصول على "تبخيرة" ليتخلص من ضيق في النفس كل ليلة.

"نحن نعيش في منطقة خطرة لا يدخلها الإسعاف فأضطر لحمله والذهاب مشيا (حوالي 4 كم) وان كنت محظوظا أجد "كارة" يجرها حمار.

في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تقوم نور فرج (25 عاما) من ذوي الاحتياجات الخاصة مع والدتها وأخويها وزوجتي أخويها وأطفالهم في غرفة واحدة في روضة أطفال نستخدم كمركز إيواء.

ولا تزال نور وهي من شمال غزة، تستخدم الرضّاعة الصناعية لتناول الطعام وتستهلك "الكثير" من الحفاضات، وفقا لوالدتها سعاد.

وقالت سعاد، إن نور تعرضت خلال ولادتها لنقص في الأكسجين، أثر على النمو العقلي، و"الآن هي بعمر زهاء عامين".

ولفتت إلى أن حياة النزوح قاسية سيما لذوي الاحتياجات الخاصة.

"تحتاج طعاما مطحونا للرضّاعة، ولا يوجد خلّاط ولا كهرباء للطحن، وتحتاج حفاضات ما يعني مزيدا من المصاريف والنظافة وسط شح مياه" قالت الام سعاد.

وأضافت: "نأمل أن يكون هناك مؤسسة تهتم بهذه الحالات، لقد تعبنا واستنزفنا".

وبسبب العدوان الاسرائيلي دُمرت أو توقفت جمعيات تهتم بمرضى الشلل الدماغي وبالمعاقين حركيا.

وقال محمد لبد مدير جمعية "مبرة فلسطين"، إن جمعيته كانت تؤوي سبعين من حالات الشلل الدماغي والمعاقين حركيا لكن الجمعية أغلقت بسبب الضرر الكبير الذي أصابها جراء قصف قوات الاحتلال التي احتلت المكان لمدة 3 شهور.

وأضاف لبد ، إن أسمهان التي تبلغ من العمر (25 عاما) ووالدتها (60 عاما) ومي حمادة (23 عاما) استشهدن جراء استهداف قوات الاحتلال للجمعية.

كما توفيت الطفلة بتول عزيز (8 سنوات) نتيجة لعدم توفر الغذاء المناسب والأجهزة الطبية والبرد الشديد، وفقا لمحمد لبد.

وأوضح لبد أنه يؤوي الآن 15 شخصا، 9 منهم موجودون في بيت إيواء علي شاطئ البحر، وست حالات في رفح، وباقي الحالات عند ذويهم، سواء في خيام النزوح والمدارس أو في بيوت.

وأضاف: نقدم لهم الرعاية من مأكل ومشرب وتنظيف، ونفتقد إلى علاج التأهيل، مثل العلاج الطبيعي لعدم توفير الامكانيات والمعدات والبيئة السليمة للعمل.

ويعتبر توفير الحفاضات والغذاء الصحي المشكلة الاكبر في هذه الظروف، فما يتوفر من طعام مثل الخبز والجبن والفول لا يصلح لهذه الفئة، لأنهم يحتاجون طعام مهروسا ناعما يعد بطرق خاصة.

وتعكس هذه الحالات صورة عن المئات، وربما الآلاف من الحالات المشابهة، التي تعاني مشكلة حقيقية في استمرار العيش في منطقة باتت تفتقر لكل المقومات الأساسية للحياة.


وكالة وفا