ads image
علم 24 346 يوماََ و #غزة_تباد
علم 24

ترجمات وتقارير

تقرير "علم24"|| أقسم أن يختطف "ضابطاََ" لتحرير أخيه فتحرر أخيه وارتقى هو شهيداََ

01/08/2023 الساعة 08:25 (بتوقيت القدس)

تقرير علم24 - براء لافي - غزة - في مثل هذه الأيام منذ 9 سنوات وتحديداََ بالعام 2014، كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لايزال مستمراََ، وكانت ألة الحرب الإسرائيلية المجرمة لاتزال تحصد المزيد من أرواح الفلسطينيين المحاصرين بتلك البقعة الصغيرة من العالم منذ الـعام 2006 براََ وبحراََ وجواََ، وفي المقابل كانت المقاومة الفلسطينية بكافة أذرعها تدهش العدو بتصديها له بكل ماتملك من عتاد، دفاعاََ وحمايةََ لشعبها الغزي .

وفي تاريخ 1/8/2014 وبينما كانت الدماء تسيل في غزة، كثف الاحتلال الإسرائيلي قصفه بشراسة وبشكل مفاجئ على مدينة رفح جنوب قطاع غزة وحدودها، وأحدث بالمدينة جرائم لن تُمحى من الذاكرة حتى سمي ذلك اليوم "بالجمعة السوداء"، وفي قاموس الغزيين "عندما تشتد الضربات القادمة من طرف الاحتلال نعلم حينها بأن المقاومة أفقدته صوابه بأمر ما" وبالفعل هذا ماحدث، فقد تبين لاحقاََ أن كتائب الشهيد عز الدين القسام اختطفت الضابط الإسرائيلي "هدار جولدن"، وتبين أيضاََ أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اختطفت جثمان أحد مجاهدي القسام "وليد توفيق مسعود" ظناََ منها بأنه الضابط هدار وعندما اكتشفت بأن الجثمان تعود لأحد أبناء القسام جن جنونها .

وحول صاحب الحكاية الشهيد - وليد توفيق مسعود، والذي احتجز الاحتلال جثمانه منذ حينها؛ فقد ولد الشهيد في السادس عشر من شهر أغسطس 1990، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، من عائلة خلوقة بشهادة المدينة وكل من يعرفهم .

كبر "وليد" في مدارس الأونروا للاجئين، وكان تلميذاََ مهذباََ يجاور من يتمتع بخلق حسن ويبتعد عن رفاق السوء، توقف عن الدراسة بعد المرحلة الاعدادية إلا أنه كان يحب المطالعة والقراءة خاصة كتب المفكرين والعظماء .

انتقل وليد للعمل منذ طفولته في محل أبيه في " تنجيد السيارات، انضم بعدها لكتائب القسام في 2007، وما لبث إلا فترة قصيرة قبل أن يتم نقله الى الوحدة الخاصة بالكتيبة عام 2008، لما كان يمتاز به من سرية وكتمان و مخافة الله و حب الصمت وبنية القوية (وفقاََ للقسام)، لكن .. ماذا يقول شقيق روحه الذي تحرر مؤخراََ من سجون الاحتلال الإسرائيلي والذي أقسم الشهيد وليد من أجله ؟

في حديث خاص مع وكالة "علم24"، مساء اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى التاسعة لاستشهاد شقيقه وليد، قال الأسير المحرر - يوسف مسعود: "اعتقلت وأنا في عمر الـ23، كان أخي وليد يبلغ من عمره حينها 11 عاماََ فقط، زارني مرة واحدة بذلك العمر، في سجن نفحة حيث كنت أقبع، أذكر ذلك اللقاء جيداََ عندما رفض وليد المغادرة وأصر على خواتي الزائرات أن يبقى بجانبي وقد كان طفلاََ حينها، وعندما أجبر على المغادرة قال: "خلص أنا قررت بس أكبر بدي أخطف جندي عشان أحرر أخوي يوسف" فقولت له: إنت لسة صغير على هاد الكلام فرد قائلاََ: بكرا بتشوف ...

لعل أهل مدينة رفح جميعهم يعلمون، الوعد الصادق الذي قطعه الشهيد وليد لأخيه الأسير يوسف، فوفقاََ لعائلته: كان كلما رأى والدته تحزن لغياب أخيه يوسف قال لها: "تزعليش بإذن الله مارح أقبل غير بضابط مش جندي عشان يوسف واخوتنا الأسرى" .

وأضاف يوسف: "كلي فخر بأخي الشهيد وليد آسر الضابط هدار جولدن، والذي أدخل الفرحة على قلوب الأسرى جميعاََ حينها" .

وتابع قائلاََ: "صحيح أن ذكرى الفراق صعبة، وذكرى فراق وليد تمر علينا بألم، خاصة على والدتي فهذا اليوم من كل عام يشعرها وكأن وليد قد استشهد اليوم، إن هذه الذكرى تُحيي الآلام لكن الحمدلله على كل شيء فهذا قدرنا كفلسطينيين، فلا يخلو أي بيت فلسطيني من أسير، شهيد، جريح مبعد .." .

وأضاف: "نعم، كنت أتمنى أن اخرج من الأسر والتقي باخوتي حسين ووليد لكن الحمدلله على كل حال، وشرف عظيم أن يكون أخي وليد قائد فرقة خاطف الضابط هدار جولدن، نسأل الله الثبات ونسأل الصبر والآجر والثباب لأهلي".

وحول حريته التي لم يمضي عليها سوى شهرين قال يوسف لـِ"علم24" : "الحمدلله على الأسر ثم الحمدلله الذي أكرمنا بالحرية، شرف عظيم أنني بغزة، غزة التي لم تكن كما الآن عندما أسرت فهي الآن شبه دولة، ويكفي انها "عاملة قلق" للاحتلال، فلا تجرأ أي دولة عربية وغير عربية أن تهدد بقصف الاحتلال وتفعل ذلك بشكل مباشر إلا غزة ومقاومتها، وهذا شرف عظيم" .

يذكر؛ بأن الأسير يوسف مسعود قد تحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل أقل من شهرين، وذلك بعد أن أمضى قرابة الـ20 عاماََ بداخلها، وقد فقد خلال أسره اثنان من إخوته اللذان ارتقيا شهداء خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 وهم: الشهيد - حسين توفيق مسعود، أحد أبطال الدفاع المدني الذي إرتقى بقصف إسرائيلي طال أحد أنفاق المقاومة حينها، حيث كان "حسين" يحاول إنقاذ من بداخله وذلك بعدما توجه إلى هناك برفقة زملاؤه، لتقوم طائرات الاحتلال الغادرة بقصف المكان مرة أخرى بمن فيه، ليستشهد الجميع من بينهم "حسين" تاركاََ خلفه طفليه يوسف ورهف، وأخيراََ "صبا" التي لم يرها ولن ترى هي والدها أبداََ، إذ استشهد وقد كانت زوجته حاملاََ بشهرها السادس .

والشهيد: وليد توفيق مسعود (شهيد على قائمة الانتظار) إذ لم تتأكد عائلته حتى الآن ماهي ظروف نجلها الغائب منذ سنوات، وذلك بعد أن اختفت أي معلومات حوله بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 وتحديداََ بتاريخ 1/8/2014، عندما سحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي "جثمانه" خلال أشد المعارك شرق مدينة رفح، ظناََ منها بأنه أحد جنودها ليتبين لاحقاََ بأنه أحد مقاومي كتائب القسام ولتكتشف في ذات الوقت بأن أحد عناصرها وهو الضابط - "هدار جولدن" قد إختفى، ومنذ ذلك الحين لا معلومات مؤكدة حول "وليد توفيق مسعود" صاحب القسم الصادق لحرية "وليد" .

وفي السياق؛ وعقب العدوان الإسرائيلي على غزة 2014، أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريراََ شاملا عن الخسائر البشرية والمادية بالتعاون مع وكالة الصحافة الفلسطينية .

وأظهر التقرير استشهاد 1742 فلسطينيا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، واستشهاد 340 مقاوما فلسطينيا، وجرح 8710 من مواطني القطاع .

كما استشهد 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف و16 صحفياََ.

ودمر القصف الإسرائيلي للقطاع 62 مسجداََ بالكامل و109 مساجد جزئياََ وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى .