ads image
علم 24 349 يوماََ و #غزة_تباد
علم 24

ترجمات وتقارير

تقرير "علم24" : العمل بغير التخصصات الدراسية .. واقع مُر لخريجي غزة

03/03/2023 الساعة 07:41 (بتوقيت القدس)

خـاص علم24 - براء لافي - تُجبر الظروف المحيطة بقطاع غزة المحاصر منذ الـ2006، الخريجين على العمل بوظائف غير مناسبة لهم، أو ممارسة أعمال لا علاقة لها بمجالاتهم التخصصية الجامعية اللذين اختاروها بشغف على أمل أن يتخرجوا منها يوماً ويعملوا بها، ليتفاجئوا بعد التخرج بأن عليهم العمل بما يصادفهم بغض النظر عما إذا كان ملائم لهم أو "لبرستيجهم" أو لا .

وبغض النظر عن جملة الظروف المحيطة، نرى بأن هناك الكثير من القصص التي تفوق أبطالها بغير تخصصاتهم، وهناك من يعمل أيضاََ مضطراً غير راضياً ليحصل بالنهاية على بعض المال الذي يعيله ويسدد احتياجات حياته اليومية .

قصص متنوعة

من داخل سيارة الأجرة التي يعمل بها على خط رفح-غزة، يُحدث الشاب "سالم" عشريني العمر وكالة علم24 قائلاً: "أنا خريج بكالوريوس صحافة للعلم، 4 سنوات قضيتها من عمري ومن تعب أهلي على الفاضي، بعد الجامعة بتركنها على جنب وبتصير قيمتها صفر، وبتضطر تحفر بإيدك على أي فرصة مهما كانت لتعيش" .

ويضيف: "طرقت كل الأبواب حكومة ووكالة وخاص وتطوع لحد مايئست من الحصول على أي فرصة لاقتحام سوق العمل بتخصصي، حتى التطوع والعمل الخاص بكل الظروف الي إحنا فيها ليس له أي قيمة .." .

صمت الشاب "سالم" قليلاً ثم تابع قائلاً: "أنا كنت من المتفوقين كتير، كنت شخص نشيط وموهوب ومحبوب بالجامعة، حتى عملت بإذاعات جامعية وبأعمال أخرى، وقمت بالعمل الحر وتصوير الفعاليات الخاصة و و و لكن بعد كل التعب لاتجد إلا عائد مادي قليل لا يوفيك حقك أبداً، فقررت الاعتماد على نفسي لأخرج من حالة "الاشيء" .

وفي قصة تختلف قليلاً عن سابقتها، تروي الشابة إيناس سبيتة عشرينية العمر لوكالة "علم24" عن شغف حياتها الذي لطالما أرادته بأن تكون مصورة تلتقط مناسبات الناس السعيدة لتجعل منها ذكرى لهم، لكن شاء القدر بأن تدرس تخصصاً طبياً بدلاً عن ذلك، ثم تتخرج بعد سنوات دراسية عدة وبسبب كل الظروف المحيطة بالقطاع، يشاء القدر "السعيد" مرة أخرى بأن يجعلها تمارس الشيء الذي لطالما حلمت به فما قصتها؟

من وسط مكتبها المنشغل الذي يعج بالصور الجميلة وبمعدات التصوير، توقفت الشابة "إيناس" قليلاً لتحكي لـ"علم24" حكايتها قائلة: "أنا خريجة 2017 من تخصص سكرتارية طبية، عملت في مستشفى الشفاء تدريب ثم تطوع واستمر الأمر لمدة 5 سنوات، على أمل أن يتم توظيفي بعد ذلك ولو بنظام العقد، ورغم تفوقي اللافت بالعمل لكن هذا للأسف لم يحدث، فقررت النجاة بنفسي وترك العمل"

وتضيف: "في إحدى أعياد ميلادي أهداني أخي كاميرا تصوير، فرأيت بأنها خطوة تشجيعية لشيء لطالما أحببته منذ زمن وقررت الانطلاق، صرت أتدرب عليها لحالي بدون أي دورات تدريبية أو أي مساعدة من أحد، تعلمت من اليوتيوب بعض الأساسيات فقط وكانت كل مرة النتائج بتطلع مبهرة، لأنني وكما ذكرت سابقاً هاد شغف وموهبة من زمان" .

وتتابع "إيناس" حديثها قائلة: "اشتغلت بعدة أماكن متفرقة لتصوير الأفراح والمناسبات لكن لم أستمر، لعدة أسباب الأول: لم يكن العائد المادي بقدر ماكنت أبذل من جهد، والأخر: كان بعيداً عن المنزل حيث أضطر يومياً بأن أدفع عشرات الشواكل للوصول لمكان العمل، فكانت المواصلات تستهلك نصف راتبي فلم أستمر .." .

وأضافت: "تركت العمل ثم قمت بفتح صفحة على تطبيق الصور إنستجرام، وبدأت بنشر الصور التي ألتقطها، كما إستعنت ببعض صديقاتي ومعارفي الذين لديهم أعداد كبيرة على التطبيق فقمت بتصويرهم ليقوموا بدورهم بعمل مشاركة للصور و"منشن" لصفحتي لتعريف الجمهور بها، ومع الوقت وبعد أن رأت الناس طريقة تصويري المختلفة واللافتة، أصبح عندي أرقاماً جيدة على الحساب ساعدتني بالنجاح، والآن مستقرة في مكتبي الذي يعلم عنوانه الجميع، وهو بالمناسبة شقة عمل خاصة بأخي؛ فأنا أمتلك فيها غرفة فقط جعلت منها مكتباً خاصاً بي لتسيير أموري واستقبال زبائني".

وحول رسالتها للخريجين تقول إيناس: "الكثير من الخريجين والخريجات ومنهم أنا وبعض أصدقائي لا نعمل بتخصصاتنا التي كرسنا سنوات عمرنا لأجلها حيث نعمل جميعنا الآن بمجالات تانية، لذلك أنصح الجميع بأن لا تبقى مكانك منتظراً الوظيفة، إشغل نفسك بأي شيء واعتمد على نفسك فقط؛ فالوضع الاقتصادي بغزة وكل الظروف المحيطة نعلم جميعاً طبيعتها" .

يذكر بأنه في العام الماضي 2022، أعلن مركز الإحصاء الفلسطيني بأن هناك نحو 300 ألف خريج جامعي في قطاع غزة لم يجدوا فرصة عمل ولو لمرة واحدة، منذ تخرجهم، كعمل ضمن سياسة العقد الدائم أو المؤقت، فيما ترتفع نسب الفقر والبطالة وصولاً إلى 85% .

وفي السياق؛ كان رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبدو قد ذكر في وقت سابق؛ بأن الإجراءات الإسرائيلية بحق قطاع غزة بدءاً من الحصار والحروب المتتالية أدت إلى تعطيل شبه كامل للقدرات الاقتصادية والإنتاجية؛ وهو ما تسبب في زيادة نسب البطالة .

نترك لكم بعض الأعمال للشابة "إيناس" مرفق برابط صفحتها لمطالعة بقية أعمالها :

https://instagram.com/enas_khalil1997?igshid=NmE0MzVhZDY=