ads image
علم 24 حرب الإبادة بـغزة تدخل عامها الثاني
علم 24

ترجمات وتقارير

تقرير|| غياب التطعيم وخطر تفشي شلل الأطفال في غزة يجعل السيناريوهات "أبشعها"

19/08/2024 الساعة 03:46 (بتوقيت القدس)

غزة - علم24 - يتزايد خطر الإصابة بمرض شلل الأطفال بسرعة في قطاع غزة، وتزداد الدعوات الصادرة عن منظمات الإغاثة إلى "وقف عاجل لإطلاق النار"، حتى يتمكنوا من تكثيف التطعيمات، وتجنب تفشي المرض بشكل كامل.

في تموز/ يوليو تم اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في ستة مواقع مختلفة، وتم تأكيد حالة واحدة على الأقل، ويشتبه في حالات أخرى.

منظمات الإغاثة توضّح أنه تم القضاء على شلل الأطفال في غزة قبل 25 عامًا، لكن التطعيمات انخفضت بعد اندلاع الحرب قبل عشرة أشهر، ليصبح القطاع أرضًا خصبة للفيروس، حيث "يتكدس" مئات الآلاف من الأهالي النازحين في مخيمات تفتقر إلى المياه النظيفة أو الصرف الصحي السليم، وترتفع بها أكوام القمامة.

تطعيم لأكثر من 600 ألف طفل

وكمحاولة لتجنب تفشي المرض بشكل كبير، تستعد منظمات الإغاثة المحلية في عموم القطاع، والعاملون الصحيون المحليون، لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل في الأسابيع المقبلة، وفي أقرب فرصة، في حال نجحت الجهود المبذولة بالتوصل إلى "وقف إطلاق النار".

تشدد هذه المنظمات في دعواتها المتكررة، خاصة في الآونة الأخيرة، على أن "خطط التطعيم الطموحة سيكون من المستحيل تنفيذها دون وقف القتال"، وهو الأمر الذي يعاني منه موظفو تسليم المواد الغذائية وإمدادات الإغاثة الأخرى منذ أشهر.

"سيناريو بشع"

فرانسيس هيوز - مدير قسم الاستجابة لغزة في هيئة "كير الدولية"، وفي حديث لوكالة "الأسوشيتدبرس" يقول: "نحن نتوقع ونستعد لأسوأ سيناريو لتفشي شلل الأطفال في الأسابيع أو الأشهر المقبلة".

وفي ذات السياق يتحدث بيان مشترك لمنظمتي "الصحة العالمية" والأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، (صدر بتاريخ 2024.8.16)، عن أن هناك "حاجة ملحة إلى وقف القتال لمدة سبعة أيام على الأقل، لتنفيذ خطة تطعيم واسعة النطاق، لكن وقف إطلاق النار الكامل سيكون أفضل طريقة لتجنب هذا التهديد الصحي".

بدورها: تقول الأمم المتحدة إنها تسعى "لتقديم 1.6 مليون جرعة من اللقاح لأطفال غزة"، حيث تم تدمير أنظمة الصرف الصحي والمياه، ما خلف حفرًا مليئة بالنفايات البشرية في المخيمات المزدحمة.

مئات المواقع العشوائية للنفايات

لا يتوفر لدى الأسر في المخيمات سوى القليل من المياه النظيفة أو الصابون من أجل النظافة الشخصية ونظافة الخيام ومحيطها، وأحيانًا تستخدم هذه الأسر مياه الصرف الصحي للشرب أو غسل الملابس والأطباق.

ما لا يقل عن 225 موقعًا عشوائيًا للتخلص من النفايات باتت تنتشر في أنحاء غزة، بحسب تقرير صدر الشهر الماضي عن منظمة "باكس"، ومقرها هولندا، استخدمت صور الأقمار الصناعية لتتبع المواقع، مشددة على أن "العديد من برك النفايات المفتوحة قريبة من الأماكن التي تحتمي بها العائلات" التي يجبرها الاحتلال على النزوح المرة تلو المرة.

شديد العدوى

تجد الإشارة إلى أن "شلل الأطفال يعتبر "مرض شديد العدوى، وينتقل بشكل رئيسي عن طريق ملامسة البراز أو الماء أو الطعام الملوث، ويمكن أن يسبب صعوبة في التنفس وشللًا لا رجعة فيه، عادة في الساقين. ويصيب الفيروس الأطفال الصغار على وجه الخصوص، وقد يكون مميتًا في بعض الأحيان".

تقديرات منظمة "ميرسي كور للإغاثة"، تشير إلى أن نحو 50 ألف طفل ولدوا منذ السابع من أكتوبر لم يتم تحصينهم ضد فيروس شلل الأطفال- ولا ضد غيره.

وبحسب منظمتي "الصحة العالمية" و"يونيسف": في بيانهما المشترك المشار إليه أعلاه، بات "يشتبه في إصابة ثلاثة أطفال بالعدوى"، وأن "عينات برازهم يجري فحصها في أحد مختبرات الأردن".

من جهتها: أفادت وزارة الصحة في رام الله بالضفة الغربية، يوم الجمعة الفائت، بأن الفحوصات التي أجريت في الأردن أكدت حالة واحدة لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر في غزة.

التوقعات سيئة جدًا

المتحدث باسم "اليونيسيف" - عمار عمار، شدد في تصريحات، يوم السبت الماضي، على أن "الأمر مقلق للغاية"، لافتًا إلى أنه "من المستحيل إجراء التطعيم في منطقة حرب نشطة والبديل سيكون غير معقول بالنسبة للأطفال في غزة والمنطقة بأكملها".

ويتوقع عمال الإغاثة ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها، ويشعرون بالقلق من صعوبة احتواء المرض دون تدخل عاجل. ويقوق هيوز، من هيئة كير الدولية، "لسنا متفائلين على الإطلاق لأننا نعلم أن الأطباء قد لا يلاحظون العلامات التحذيرية".

حملة من آب حتى أيلول

العاملون في مجال الصحة في غزة، "يستعدون" لحملة تطعيم واسعة تبدأ نهاية آب/ أغسطس وتستمر حتى أيلول/ سبتمبر، هدفها تحصين 640 ألف طفل دون سن العاشرة على مرحلتين من التطعيمات، وفق الصحة العالمية.

"ليست بسوء الحال كما في غزة"

البلدان الوحيدان حيث لازال شلل الأطفال متوطنًا هما أفغانستان وباكستان، لكن ظهرت حالات تفش للفيروس المشتق من اللقاح في أوكرانيا واليمن، اللذين مزقتهما الحرب، علمًا أن الظروف هناك "ليست سيئة كما هو الحال في غزة".

وتقول الأمم المتحدة إن جزءًا من التحدي في غزة، حيث لم يظهر شلل الأطفال منذ ربع قرن، هو رفع مستوى وعي العاملين في مجال الصحة من أجل التعرف على الأعراض التي تسببها السلالة الجديدة.

قبل 7 أكتوبر، بداية الحرب الإسرائيلية التدميرية على قطاع غزة، كان يتم تطعيم 99 بالمائة من سكان غزة ضد شلل الأطفال،

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة: فإن حوالي ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى، و40 بالمائة من مرافق الرعاية الصحية، هي العاملة فقط. لكن منظمتي الصحة العالمية ويونيسف تقولان إن حملة التطعيم الخاصة بهما سيتم تنفيذها في كل بلدية في غزة، من خلال 2700 عامل صحي.

والهدف هو إعادة مستويات التحصين ضد شلل الأطفال في غزة إلى أعلى من 95 بالمائة. لكن منظمات الإغاثة قالت في بيانها المشترك "بدون هدنة إنسانية، سيكون تنفيذ الحملة مستحيلاً".