ads image
علم 24 348 يوماََ و #غزة_تباد
علم 24

ترجمات وتقارير

خاص| أمام موجة الغلاء وظروف المواطنين .. ملابس العيد في غزة: لمن استطاع إليها سبيلآ

19/04/2023 الساعة 06:15 (بتوقيت القدس)

تقرير "علم24" - براء لافي - غزة - يوم واحد فقط يفصلنا عن حلول عيد الفطر السعيد ولم تستطع عشرات الآلاف من العائلات الفقيرة بغزة، حتى الآن شراء ملابس العيد لأطفالهم، وذلك نظراََ لارتفاع الأسعار بالأسواق وحالة الفقر وظروف المعيشة الصعبة التي تجتاح القطاع المحاصر، أبرزها البطالة وانعدام فرص العمل .

"أم خالد" هي واحدة من إحدى تلك الحالات التي التقت بها وكالة "علم24" صدفةََ بإحدى الأسواق الشعبية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث كانت تمسك بشدة بأيدي اثنين من أطفالها خوفاََ من فقدانهم وسط الزحام، وتتلفت حولها ثم تتقدم ببطئ شديد نحو "بسطات الملابس" الخاصة بالأطفال، وكلما سألت عن سعر قطعة معينة تواصل المشي بسرعة دون أن تأخد شيئاََ وعند سؤالنا لها عن الأسعار أجابت: "والله الأسعار غالية كتير، خاصة للناس الي على قدها زي حالاتنا، لحتى الآن ماشريت إشي .." .

وأضافت: "عندي كمان طفل غير هدول الاثنين وكلهم بدهم والوضع والأسعار مش مناسبة" لافتة؛ بأنها أقنعت أطفالها أن تشتري لكل واحد منهم لعبة وحلوى العيد البسيطة، وأن يلبسوا مما عندهم من ملابس سابقة تعيد ترتيبها عند "الخياط" إذ تقول:"بدي أشتري لكل واحد منهم لعبة يختاروها على ذوقهم، هاد الي بقدر عليه، وأجيب شوية حاجات طيبة الهم وأروح، وبالنسبة للملابس بصلح الموجود وبلبسهم منو، الله يفرجها علينا وعلى الجميع" .

من جهته؛ يروي الحاج "محمد" لـِ"علم24" وهو ممسكاََ بيد حفيده الوحيد الذي يعيش معه هو ووالدته منذ 5 سنوات وذلك بعد أن هجرهم الأب، عن ظروف الحياة المريرة في غزة قائلاََ: هاد ابن بنتي الوحيد ولو أخر شيكل معاي بجيبتي بدي أفرحه .

ويضيف: "زوج بنتي هجرها من 5 سنين وأكتر بحثاََ عن فرصة حياة خارج القطاع المحاصر، ولحد هاد اللحظة لم يتكفل بإبنه ولو "بشيكل واحد" ولا علوم عن موعد عودته" .

ويتابع الحاج قائلاََ: "لمين بدي أترك بنتي وطفلها؟ صح الظروف صعبة والأسعار السنة أصعب، بس هدول "لحمي" وكباقي الأطفال بدو يفرح، وبدنا نعمل الي بنقدر عليه ونفرحه" .

وفي العادة؛ تشهد أسواق الملابس بقطاع غزة، ازدحاماََ شديداََ لشراء ملابس العيد، لكن أخذت هذه العادة بالتراجع في السنوات الأخيرة وهذه السنة تحديداََ، وذلك بعد أن أجبرت الظروف الاقتصادية بالقطاع المحاصر الغزيين على مراجعة نمط سلوكهم الاستهلاكي، عدا عن تأخر صرف مستحقات الشؤون للأسر الفقيرة التي لم تستطع أن تصل "الأسواق" أصلاََ بسبب ذلك .

يذكر بأن قطاع غزة، حاصره الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2006، حصاراََ مشدداََ براََ وبحراََ وجواََ، ومنذ حينها يشهد القطاع حالة من الفقر والبطالة، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، التي وصلت بحسب تقارير أممية، إلى مراحل غير مسبوقة .