عربي ودولي
غضب في كييف إثر زيارة بوتين منطقتين على خطوط التماس في أوكرانيا
(أ ف ب) -تفقّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قواته في بلدة أفدييفكا على خطوط التماس في شرق البلاد، غداة زيارة نظيره الروسي فلاديمير بوتين منطقتين أوكرانيتين تحتلّهما روسيا في خطوة أثارت غضب كييف التي يُعتقد أنها تتهيّأ لشن هجوم مضاد.
وخاطب الرئيس الأوكراني جنوده في أفديفكا في شرق البلاد، في حين بث الكرملين مشاهد لبوتين وهو يتفقّد في زيارة سرية منطقتين تحتلّهما روسيا في جنوب أوكرانيا وشرقها.
واعتبر المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك زيارة بوتين "جولة خاصة لعرّاب عمليات القتل الجماعي.. للاستمتاع للمرّة الأخيرة بجرائم أتباعه".
وأُعلن عن زيارة بوتين إلى خيرسون ولوغانسك بعد يوم على إجرائها، وبالتزامن مع وجود وزير الدفاع الصيني لي شانغفو في موسكو للتشديد على ما وصفه بـ"تصميم" بكين على تعزيز العلاقات مع روسيا.
وتبحث موسكو عن حلفاء بمواجهة الغرب بينما تتسبب حربها في أوكرانيا بدمار واسع ومعاناة دون أن تقترب من تحقيق هدف بوتين المتمثل بالسيطرة على هذا البلد.
وبعد ساعات على الإعلان عن زيارة بوتين، زار زيلينسكي أفدييفكا على خطوط التماس في شرق البلاد، حسب الموقع الالكتروني لمكتبه.
وزار زيلينسكي "مواقع متقدمة" في البلدة قرب دونيستك التي تحتلها القوات الروسية، وتمنّى لجنوده فصحا أرثوذكسيا مجيدا، وفق المصدر نفسه.
وظهر في صور جالسا مع جنود إلى مائدة وضعت عليها حلوى تقليدية بمناسبة العيد.
وقال زيلينسكي "يشرّفني أن أكون هنا اليوم، لأشكركم على خدماتكم وعلى دفاعكم عن وطننا أوكرانيا وعن عائلاتنا".
زار بوتين منطقتي خيرسون ولوغانسك اللتين تحتّلهما روسيا جزئيا واستمع إلى تقارير من كبار قادته الإثنين، إلا أن الكرملين لم يعلن عن الزيارة إلا الثلاثاء.
سعت موسكو لتظهير أن الزيارة تشكل تأكيدا على أنها تسيطر على المنطقتين اللتين تحتلهما في أوكرانيا، لكن روسيا لا تسيطر بالكامل على هاتين المنطقتين رغم إعلانها ضمهما في خطوة أثارت تنديدا واسع النطاق.
أثناء زيارته المنطقتين في أوكرانيا، التقى بوتين قادة عسكريين روسًا وناقش الوضع على جبهات عدة، حسب الكرملين.
وأظهر التصوير المسجّل بوتين لدى نزوله من مروحية أثناء زيارته مقر قوات دنيبرو العسكرية في منطقة خيرسون، واطلع على تقرير من قائد القوات الروسية المجوقلة ميخائيل تيبلينسكي.
وقال بوتين "من الأهمية بمكان بالنسبة إلي أن أستمع إلى رأيكم حول الوضع وأن أصغي اليكم وأن نتبادل المعلومات".
كان الكرملين أعلن في آذار/مارس أن الرئيس الروسي أجرى زيارة مفاجئة لمدينة ماريوبول الساحلية التي سيطرت عليها موسكو في أعقاب حصار طويل في الربيع الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "الرئيس يزور المناطق الجديدة أكثر فأكثر"، مضيفا أن من المهم جدا بالنسبة إلى بوتين أن "يطّلع على المعلومات على الفور"، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وبعدما أُعلن عن زيارة بوتين الثلاثاء، أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن القوات الروسية قصفت وسط خيرسون، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة تسعة.
الأسبوع الماضي أدت ضربة روسية على مبنى يضم شققا في مدينة سلوفيانسك بشرق أوكرانيا، إلى مقتل 15 شخصا بينهم طفل في الثانية، وجرح 24 آخرين.
ولا يظهر في التصوير المسجل الذي نشره الكرملين، وزير الدفاع سيرغي شويغو ولا رئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف برفقة بوتين.
تحدّثت الاستخبارات العسكرية البريطانية الثلاثاء عن "معارك عنيفة" متواصلة على طول خط الجبهة في دونباس بشرق أوكرانيا.
ويتركز الجزء الأكبر من المعارك حاليا في محيط باخموت (شرق) حيث تدور المعركة الأطول والأكثر دموية خلال النزاع.
في قرية دروجكيفكا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات إلى الغرب قال مهندسون عسكريون يعملون على نزع ألغام لفتح الطريق أمام القوات الأوكرانية في باخموت في تصريحات لوكالة فرانس برس إن القتال يزداد خطورة.
وقال مهندس عسكري متحدّر من الغرب الأوكراني يدعى دينيس ويبلغ 20 عاما إن "المدينة تشبه الأطلال. لم يسلم أي منزل. عمليا لقد سويت أرضا".
وقال بافيل البالغ 33 عاما وهو رتيب في الوحدة نفسها إن القوات الروسية تقحم عناصر في القتال، ولا تكترث لأرواحهم.
وأشار في تصريح لفرانس برس "رأيناهم مرارا يخرجون من مخابئهم ويلوذون بالفرار".
وقال قائد القوّات البرّية الأوكرانيّة أولكسندر سيرسكي إن القوات الروسية لن تتخلى عن هدف السيطرة على باخموت "أيا يكن الثمن" فيما تكثّف القصف الجوي والمدفعي.
والثلاثاء توصّلت بولندا وأوكرانيا إلى اتفاق بشأن استئناف عملية نقل الحبوب الأوكرانية عبر هذا البلد بعدما علّقت السبت.
وقال وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس في ختام لقاء مع مسؤولين أوكرانيين "تمكنّا من وضع آليات تضمن عدم بقاء طنّ واحد من القمح في بولندا وأن تمرّ البضائع عبر بولندا" اعتباراً من السبت المقبل.
والحبوب الأوكرانية المصدّرة إلى بلدان ثالثة تمرّ عبر الاتّحاد الأوروبي منذ أن أُغلق طريق التصدير التقليدي عبر البحر الأسود بسبب الغزو الروسي.