رياضة
ناغلسمان يخرج من الباب الضيّق في قرار صاعق من بايرن
(أ ف ب) -هو قرار تحذيري وصاعق من بايرن ميونيخ الالماني لكرة القدم، قبل أيام قليلة من بدء شهر نيسان/أبريل الحاسم بالنسبة للنادي البافاري الذي قرر الجمعة الاستغناء عن مدربه يوليان ناغلسمان ومنح مفاتيح المهام الفنية لمواطنه توماس توخل.
وصل ناغلسمان في فترة ما بعد الظهر مع مستشاريه الى مقر النادي البافاري حيث قضى قرابة الساعة من الوقت، قبل أن يعلن بايرن بعد قرابة الساعتين عن قراره.
شرح المدير الرياضي البوسني حسن صالح حميدجيتش "كان هذا القرار الأصعب خلال تواجدي كعضو مجلس إدارة للرياضة في بايرن ميونيخ. يؤسفني هذا الفراق مع يوليان. لكن بعد تحليل شامل للتطور الرياضي لفريقنا، خاصة منذ كانون الثاني/يناير ومع تجربة النصف الثاني من الموسم السابق، قررنا الآن تحريره"، علمًا أنه تحدث قبل أيام عن "مشروع طويل الامد".
أما المدير التنفيذي أوليفر كان أوليفر كان تحدث عن تراجع في جودة اللعب، خاصة بعد العطلة الشتوية.
وصل ناغلسمان من لايبزيغ في صيف 2021 بعقد حتى 2026 مقابل صفقة قُدرت بين 20 و25 مليون يورو. لاستبداله، تعاقد القادة البافاريون مع توخل حتى صيف عام 2025 على أن يتم تقديمه السبت في مؤتمر صحافي.
في وقت سابق من الاسبوع الحالي، لم يبخل رئيس بايرن هيربرت هاينر في الثناء على ناغلسمان عندما أدلى بتصريح لصحيفة كيكر جاء فيه "أجد أن يوليان متقدم (فنيًا). هو مدرب رائع أظهر أمام باريس (سان جرمان الفرنسي في ثمن نهائي دوري الأبطال) تفوقه التكتيكي والاستراتيجي على أعلى مستوى أوروبي".
يعد 5 أيام من الكلمات الشهيرة للرئيس، قامت إدارة العملاق البافاري بانقلاب بقياس 180 درجة.
التوقيت مفاجئ. فقبل شهر مليء بالمواعيد الرياضية المهمة في نيسان/أبريل المقبل أبرزها الموقعة المنتظرة أمام بوروسيا دورتموند متصدر "بوندسليغا" بفارق نقطة عن بايرن، وأخرى في ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر سيتي الانكليزي، ما الذي يمكن أن يكون قد دفع "ريكوردمايستر" إلى مثل هذا التحول في خضم استراحة دولية؟
تدهورت العلاقة بين ناغلسمان وقائده مانويل نوير منذ إصابة حارس عرين بايرن وألمانيا بكسر في الجزء السفلي من ركبته اليمنى خلال ممارسته رياضة التزلج في بداية أيلول/ديسمبر الماضي أبعده حتى نهاية الموسم.
وبعد طرد مدرب حراس المرمى منذ صيف 2011 توني تابالوفيتش والمقرّب جدًا من نوير في كانون الثاني/يناير، عبّر قائد بافاريا عن غضبه الشديد في مقابلتين مع صحيفتي أثلتيك وزود دويتشه تسايتونغ قائلاً "يبدو الأمر كما لو أن قلبي قد اقتُلع".
وخلال مؤتمره الصحافي التقليدي قبل المباراة في ليفركوزن الأسبوع الماضي، أبدى ناغلسمان انزعاجه من وجود "جاسوس" في فريقه، بعد تسرب خطط المباراة في صحيفة سبورت بيلد الأسبوعية.
حسابيًا، يعيش بطل ألمانيا في المواسم العشرة الاخيرة في حقبة الفني الشاب البالغ 35 عامًا أسوأ موسم له محليًا منذ 11 عاماً، حيث حصد 52 نقطة فقط في 25 مباراة ليحتل المركز الثاني في الدوري متأخرًا بفارق نقطة خلف دورتموند. خسر زملاء توماس مولر ثلاث مرات هذا الموسم في الدوري، آخرها الأحد في ليفركوزن 1-2.
للمرة الاولى منذ موسم 2011-2012، عندما أفلت آخر مرة لقب الدوري من بايرن لصالح دورتموند، لا يجد البافاري نفسه في الصدارة قبل تسع مراحل من نهاية الموسم، بعد أن تنازل عنها لصالح غريمه الذي لم يذق طعم الخسارة منذ مطلع 2023 (9 انتصارات مقابل تعادل).
وبخلاف معانانه في الدوري، حقق عملاق بافاريا نجاحًا ساحقًا في المسابقة القارية الأم، مع سلسلة من 8 انتصارات تواليًا ومواجهات ضد برشلونة الإسباني وإنتر الإيطالي في دور المجموعات وسان جرمان في ثمن النهائي انتهت جميعها بالفوز ذهابًا وإيابًا من دون أن تهتز شباكه بأي هدف.
من الواضح أن الديناميكية في "بوندسليغا" غير مواتية لبايرن، اذ حصد دورتموند 10 نقاط أكثر منذ نهاية العطلة الشتوية، والأسابيع القادمة هي تلك التي تنطوي على جميع المخاطر: استضافة بوروسيا في الأول من نيسان/أبريل المقبل أمر حاسم في سباق الرمق الأخير للتتويج باللقب. ثم مواجهة فرايبورغ بعد 4 أيام في ربع نهائي الكأس، وخاصة المواجهة القارية ضد سيتي.
المسألة الآن باتت متروكة بين يدي توخل لحسم الأمور بعدما انتهت مهامه في الأندية السابقة التي اشرف عليها على غرار دورتموند وباريس سان جرمان وتشلسي الإنكليزي بشرارات وإقالات. يقود حصته التدريبية الأولى الاثنين في ظل غياب معظم لاعبيه لانشغالهم مع منتخباتهم الوطنية.
يعيد التاريخ نفسه مع توخل. فبعدما اقيل من نادي العاصمة الفرنسية في أواخر عام 2020، عُيّن مدربًا لتشلسي بعد أسابيع في نهاية كانون الثاني/يناير، ليحرز لاحقًا لقب دوري الأبطال مع "البلوز". هذا كل ما يريده بايرن بعد هذه الثورة المفاجئة.