عربي ودولي
أمين عام اتحاد الشغل التونسي يدعو إلى إدخال تعديل على حكومة بلاده
تونس - شينخوا ، دعا نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد) اليوم (السبت) إلى إدخال تعديل على تركيبة حكومة بلاده الحالية برئاسة نجلاء بودن، مُحذرا من أن البلاد تعيش وضعا "خانقا" .
وقال الطبوبي في كلمة ألقاها خلال تجمع عمالي نُظم اليوم بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة بمناسبة الذكرى الـ 70 لاغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد "لقد آن الأوان لتعديل حكومي ينقذ ما تبقى، ويعيد لعديد الوزارات نشاطها ويُخرجها من الركود والعطالة" على حد تعبيره .
وأضاف "لقد نبّهنا إلى أننا إزاء حكومة بلا رؤية وبلا برنامج ويغلب عليها الارتجال والغموض وانعدام الانسجام، وتتحرك بنفس آليات الحكومات السابقة، أي غياب الشفافية وإزدواجية الخطاب واللجوء إلى الحلول السهلة والاكتفاء باستنساخ نماذج تنمية بالية وفاشلة" .
وأردف "ولعل تشبّث الحكومة الحالية المستميت بالاقتراض الخارجي سبيلا وحيدا للخروج من الأزمة خير دليل على ضيق الأفق وعلى محدودية الإبداع والتصورات، علاوة على ما اتسمت به سياساتها من ضرب للحوار الاجتماعي وتنكّر للتعهدات" .
وتابع قائلا "لم نجد مرة أخرى غير الصمت والإصرار على الخطأ، حيث أكدت التعيينات المتتالية هذا التخبط والفشل والارتجال مركزيا وجهويا وقطاعيا، حتى باتت البلاد تَعيش وضعا خانقا وتدهورا على جميع الأصعدة" على حد قوله .
وتولت الحكومة التونسية الحالية الحكم في البلاد في الحادي عشر من أكتوبر 2021، وذلك بعد نحو 11 أسبوعا من إعلان الرئيس قيس سعيد إجراءات استثنائية في البلاد حل بموجبها البرلمان والحكومة التي كانت برئاسة هشام المشيشي .
وترأس هذه الحكومة التي تتألف من 25 عضوا، نجلاء بودن، وهي أستاذة جامعية مُتخصصة في الجيولوجيا ولم تكن معروفة سابقا في الأوساط السياسية، لتكون بذلك أول امرأة ترأس حكومة في تاريخ تونس .
إلى ذلك، حذر نور الدين الطبوبي في كلمته، من "المجهول" الذي يتربص بالبلاد، قائلا "اليوم أصبحنا نخشى على بلادنا من المجهول، ولا يستطيع أي كان أن يُطمئننا في ظل استمرار التفرد والتخبط وغياب التشاركية والتفاعل مع القوى السياسية والاجتماعية الوطنية" .
وأضاف "لسنا مرتاحين لما يجري في تونس.. لقد حرصنا على أن نكون إيجابيين ونواصل دورنا كقوة اقتراح وتعديل بالدعوة إلى العمل المشترك والإنصات إلى النقد وإلى آراء أطياف كثيرة من المجتمع، لكن لم نجد صدى لنقدنا ولمحاولات التصويب والتعديل" .
وتابع "يؤسفنا ولأول مرة أن نقول بأننا لسنا متفائلين بما ينتظر بلادنا خاصة وقد تكالبت عليها القوى من الداخل والخارج واجتمع عليها الطامعون والسماسرة والدائنون وأردأُ الساسة ليحولوها إلى غنيمة مستباحة" على حد وصفه .
وأكد في المقابل، أن الاتحاد العام التونسي للشغل "لم يعد يقبل بالمسار الحالي لما اعتراه من غموض وتفرد، ولما يمكن أن يخبئه في قادم الأيام والأشهر من مفاجآت غير سارة ولا مطمئنة على مصير البلاد، ومستقبل الأجيال فضلا عن مستقبل الديمقراطية في بلادنا" .
وتطرق الطبوبي في هذا الصدد إلى الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في 17 ديسمبر الجاري، قائلا "نحن مُقدمون على انتخابات بلا لون وبلا طعم، جاءت وليدة دستور لم يكن تشاركيا ولا محل إجماع أو موافقة الأغلبية، وبالتأكيد أن مسارا كهذا سيولد نتائج لا أحد يتوقع حجم ضعفه وما يستبطنه من تفكك وتفتيت" .
وتعيش تونس حاليا على وقع الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية التي دخلت أسبوعها الثاني على التوالي .
وستتواصل هذه الحملة الانتخابية إلى يوم 15 ديسمبر الجاري على أن يكون يوم 16 منه هو يوم الصمت الانتخابي، ويوم 17 ديسمبر هو يوم الاقتراع، وذلك بحسب الرزنامة التي ضبطتها في وقت سابق الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسية .
ويُشارك في هذه الحملة الانتخابية 1055 مُترشحا موزعين على 161 دائرة انتخابية بداخل تونس وخارجها سيتنافسون على 161 مقعدا برلمانيا، هو إجمالي عدد مقاعد البرلمان التونسي الجديد .