مقالات
إسرائيل دولة بلا مستقبل.. صراع الوجود سيحسم خلال 50 سنة القادمة
الكاتب: باسم حدايدة
أصبح الخطر وشيكآ وساعة الصفر اقتربت وعقارب الساعة تسير بتسارع وبلا توقف ، سيناريوهات الحلول قد لا تجدها اسرائيل ولن تنفع الهيمنة العسكرية والدبابات والطائرات بين خطر الزوال والوجود أو بين القبول والرفض و التعايش والحرب ، فالأزمه الديموغرافية ستداهمها لا محال ، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيأخذ شكلا آخر ،ستفرض الحلول عليهم ولن يجدوا سبيلا آخر الاختيار بين المتناقضات أما الزوال أو الوجود ، النذورات الدينية بسقوط الدولة الثانية لإسرائيل ستصبح حقيقية ، هذا بالإضافة إلى الواقع والمستقبل الذي يحتويه المجتمع الإسرائيلي من العقيدة الصهيونية وتركيبة المجتمع الإسرائيلي المتناقضة التي ستكون العامل الأساسي المهدد والخطر على وجودها .
2018 عقد اجتماع في مقر الكنيست الاسرائيلي لمناقشة الخطر الديمغرافي الذي يواجه إسرائيل لدراسة التطورات السكانية خلال 50 سنه القادمة ولمعرفة كيف سيكون شكل الدولة والصراع الفلسطيني الإسرائيلي في عام 2060 وأثر الزيادة السكانية على مستقبل إسرائيل ، فالتوقعات تشير إلى أن عدد السكان ما بين النهر والبحر وضمن حدود فلسطين وإسرائيل سيصل إلى حوالي 24 مليون فلسطيني واسرائيلي منهم 10 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة بينما في اسرائيل حوالي 14 مليون إسرائيلي من 10 مليون يهودي ، 3 مليون فلسطيني ومليون من جنسيات وأديان أخرى .
الخطر الحقيقي والمفاجئ أن إجمالي عدد الفلسطينيين في سنة 2060 سيصبح 13 مليون ويشمل ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة والفلسطينيين في إسرائيل مقابل 10 مليون يهودي مما يعتبر تحولا خطيرا على وجود إسرائيل بل على وجه الخصوص الخطر الداهم على يهودية الدولة ، ليس هذا ما يهدد اسرائيل بل التعداد السكاني لدول العربية المحيطة في اسرائيل فتعداد السكان فيها سنة 2060 سيشهد زيادة كبيره ، فعدد سكان الاردن سيصبح حوالي 13 مليون ونصف نسمة ، ولبنان 6 مليون ونصف نسمه ، وسوريا ومصر سيصل عدد السكان إلى أكثر من 177 مليون نسمة .
خطر الوجود يحيط اسرائيل من كل الجهات حتى داخل إسرائيل والتي ستواجه مخاطر داخليه منها ارتفاع عدد اليهود الحريديم والذي يصل عدد المواليد لكل أسره حسب الإحصائيات الإسرائيلية إلى 6,5 طفل ، بل إن نسبتهم في اسرائيل ستتجاوز 40٪ من إجمالي عدد اليهود ،كما أن الخطر الأخطر بارتفاع نسبة المؤيدين للصهيونية الدينية والذي ظهر في الانتخابات 2022 مما يعني سيطرة القوى الدينية والصهيونية الدينية على اسرائيل مقابل العلمانيين مما يشكل خطرا حسب الخبراء الإسرائيليين على شكل الدوله فلن تصبح إسرائيل جاذبة للمهاجرين الجدد مع توقعات بارتفاع نسبة وعدد الهجرة العكسيه ،كما أن معدل انخفاض نسبة الخصوبه والمواليد والتي من المتوقع أن تصل إلى 1.8٪ خلال السنوات القادمة .
من المتوقع أن يزداد الصراع على الأرض ومساحات السكن والصراع على مصادر المياه والطاقة والبيئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين نتيجة التعداد السكاني في اعتبارا من 2060 ،كما سيزداد الصراع الداخلي في إسرائيل على المصادر الماليه بين الأحزاب الحريدية والصهيونية الدينية والقوى العلمانية للسيطرة على موازنة دولة إسرائيل ومحاولة الحريديم تسخيرها لخدمة افرادهم .
وعلى الجانب الآخر فإن الحلول العسكرية وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية ومحاولات ضم الضفة الغربية لن تجدي نفعا وسط تناقضات المجتمع الإسرائيلي وارتفاع نسبة الصراع الديمغرافي مع الفلسطينيين والعرب .
فإسرائيل ستجد أنها مضطرة إلى إعادة تقييم سياساتها وفرص وجودها في ظل تطورات ستفرض عليها ليس بالحرب أو العنف بل بالمسار الزمني للتطورات الديمغرافية.
ففي ظل هذه المعطيات قد لا يضر الفلسطينيين إلى أسلوب الصراع والمواجهة العسكرية بل إلى نمط جديد من المواجهة السكانية بزيادة عدد المواليد سنويا والصمود على أرضهم والدفاع فقط عن مصادر حياتهم من مصادر المياه والطاقة والبيئة والاقتصاد ومواجهة الاستيطان وتقوية جبهتم الداخلية وتعزيز العمل السياسي المحلي والدولي ، فالمستقبل لصالحهم.