عربي ودولي
اتهامات لرئيس الوزراء الهولندي بـ"طمس وتغطية" على جرائم حرب إسرائيلية
أمستردام: اتهم موظفون في وزارة الخارجية الهولندية رئيس الوزراء - مارك روته، بأنه "يطمس ويغطي" على جرائم حرب إسرائيلية في قطاع غزة لأنه يسعى إلى أن يُعين في المستقبل في منصب أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ جاء ذلك من خلال تسريب عريضة إلى صحف هولندية في الأيام الأخيرة.
ووفقاََ للعريضة التي وقع عليها موظفون في الخارجية الهولندية، فإن سياسة روته الداعمة "لإسرائيل" تهدف إلى إرضاء الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى منصب أمين عام حلف الناتو. وأعلن روته عن اعتزال الحياة السياسية وسيرحل عن منصبه لدى تشكيل حكومة جديدة.
وجاء في العريضة: أن تدخل مكتب رئيس الوزراء في الحرب على غزة والموقف الداعم "لإسرائيل" "غير مألوف بشكل متطرف".
وأضافت العريضة: أن "معلومات غير مرغوب بها يتم كنسها تحت البساط".
ووقع العريضة حوالي 20 موظفا في الخارجية الهولندية من دون ذكر أسمائهم تحسبا من إقالتهم.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الثلاثاء، إلى أن هذه العريضة تأتي في إطار قضية تصدير قطع غيار لطائرات مقاتلة من طراز F35 الجارية في هولندا في الأشهر الأخيرة.
وسرب مسؤولون في وزارة الخارجية الهولندية معلومات لصحيفة محلية، في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تفيد بأن الحكومة تعتزم السماح تصدير قطع غيار طائرات مقاتلة لإسرائيل، وأن قطع الغيار هذه موجودة في قاعدة جوية هولندية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الخارجية الهولندية تحذيرها من تزويد "إسرائيل" بقطع الغيار، لأن من شأن ذلك أن يورط هولندا في "انتهاكات كبيرة للقوانين الإنسانية" في سياق الحرب على غزة.
ورفضت الحكومة الهولندية هذا التقرير واعتبرت أن قرارها "أخذ بالحسبان حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وأنه "ليس بالإمكان التأكيد أن طائرات F35 ضالعة في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني".
وإثر هذا التعقيب الداعم "لإسرائيل" من جانب الحكومة التمست منظمات حقوقية محلية إلى محكمة هولندية في لاهاي، مطالبة بمنع تصدير قطع الغيار بشكل فوري. إلا أن المحكمة ردت الالتماس.
وقبيل بدء مداولات في المحكمة حول استئناف على رف الالتماس، تم نشر العريضة في صحيفة NRC الهولندية، والتي اتهمت حكومة روته بـ"كنس تحت البساط" أي بيان في هولندا ينتقد إسرائيل، وأنها "تدافع" عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، من أجل الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة واحتمالات تعيين روته أمينا عاما للناتو.