ترجمات وتقارير
الأسير المحرر أبو جزر يفتح قلبه لـ"علم24": هذا حال الأسرى وهذا أبسط مانتمناه
غزة - خــــاص "علم24" - براء لافي - "هاد أحلى صباح في الدنيا، حضنت أمي، وأفطرت كبدة من تحت إيديها، كان نفسي فيها من سنوات .. لأنها بالسجن كانت ممنوعة زي حاجات كتير" بهذه الكلمات قرر الأسير المحرر منذ أيام، أحمد أبو جزر، من رفح جنوب قطاع غزة، أن يفتح قلبه لوكالة "علم24" ليخبرنا كيف أمضى سنوات حياته الـ19 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي .
رحلة عذاب عاشها الأسير المحرر في سجون الاحتلال طيلة فترة أسره البالغة 19 عاماً، وأخر هذه العذابات كانت يوم الاثنين الماضي الموافق 30 يناير/ كانون الثاني 2023 حين تم نقله بشكل مفاجئ من زنزانته بسجن جلبوع إلى سجن الرملة ومن الرملة لعسقلان، قائلاً: "ماكنت عارف وين رايح مع الجنود وليش بعملوا هيك، مرة حكولي أنت حتروح ومرة حكولي لا، رايح للمحكمة عليك قضية جديدة" مشيرًًا بأن هذه الإجراءات كان هدفها محاولة هزيمته نفسياً، لكن الأسرى جميعًا تعودوا على مثل هذه الممارسات الدنيئة. كما وصفها .
يذكر بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن الأسير أحمد أبو جزر يوم الجمعة الماضي 3 فبراير/ شباط الجاري، بشكل مفاجئ، حيث كان اعتقل عام 2003 بتهمة حيازة السلاح، وعمليات اطلاق نار وزرع عبوات على حدود قطاع غزة .
وكالة "علم 24" بدورها، حاورت الأسير أحمد أبو جزر وهذا أهم ماتطرق إليه:
كيف تشعر بعد يومين من الحرية؟
- الحمدلله فضل ونعمة من رب العالمين، ارهاق، تعب غير هيك أنا مبسوط شوفت أهلي وحبايبي وربنا يطعمها لكل أسير .
شو قصة "الكبدة" وكيف كانت ليلتك الأولى بين عائلتك؟
"نفسي فيها صارلي أكثر من 19 عاما، محرومين منها بالأسر ومن حاجات كتير، محرومين من البطيخ، التين، الجوافة الفواكه، محرومين كل شيء، ولو بدك تجيبها بدك تدفع ثمنها وبيكون أضعاف العادي ومسموح لك الصنف الذي ترغب به لمرة واحدة فقط كإستخدام الكاسات البلاستيك" .
وتابع: "بنذوق الأمرين عشان نذوق اللي نفسنا فيه ولمرة وحدة فقط .. بس أنا الحمدلله اليوم أفطرت كبدة من تحت إيدين امي، وربنا يناولها لكل الأسرى".
وحول قضاء ليلته الأولى خارج أسوار الأسر وبين أحضان عائلته يقول المحرر أبو جزر "لعلم24": "طول الليل بصحى عشان أتأكد إني موجود برا غرف الأسر، بالحرية، بصحى حاسس حالي لسة بالسجن، بلف على غرف البيت معقول هدول مش غرف الأسر .. الله يفرجها على جميع الأسرى، خاصة الذين فقدوا أهاليهم وأمهاتهم، حتى أنفسهم داخل الأسر، والذي كان أخرهم الأخ الشهيد ناصر أبو حميد رحمه الله .
وأكمل الأسير المحرر حديثه قائلاً: "الحرية لاتوصف، الحرية تُعاش، وأنا الآن بفضل الله وله الحمد بعيشها وبدي أعيشها يجانب كل من أحب، بدي أتعرف على عيلتي، حابب أعيش حياتي، أشوف خواتي أهلي أتعرف عليهم أدقق بتفاصيلهم"
وأضاف: "هل تعلمون بأن لي أخت عرفت بأنها تزوجت بعدما أنجبت وذلك بسبب إجراءات الاحتلال داخل سجونه بحق الأسرى، من عزل انفراد عقاب ..إلخ، وهذا مالا يعرفه عنا أهالينا، بس هاد اللي بنعيشه أنا وكتير من إخوتي الأسرى" .
أخبرنا عن الأسرى؟ كيف حالهم بسجون الاحتلال عقب هجمة وزير الاحتلال المتطرف بن غفير عليهم؟
"هناك استعدادات على مستوى كافة الفصائل داخل السجون، وكل إجراءات الاحتلال هي اختبارات للأسرى ولمدى جهوزيتهم لمواجهة عصابة بن غفير، فكلنا نعلم بأن كل وزير يأتي يود إثبات نفسه وينفرد بالأسرى لكن الأسرى على أهب الاستعداد" .
وأضاف: "إخواننا الأسرى بجهزوا حالهم لمعركة مش سهلة، الروحة الها مش سهلة لأنهم بواجهوا فيها (ألة بطش) وبالرغم من إيماني الشديد بقدرتهم على النصر فيها، إلا أنني أدعوا الله بأن يتجنبوها فالذهاب لهذه المعركة ليس سهلاً" .
ماهي الإجراءات الأخيرة بحق الأسرى بالسجون؟
ما حصل مؤخراً زيادة بالتفتيشات والتنقل، نقل الغرف والأسرى، كمان بيحاولوا يقلصوا بعض الشغلات بالأكل عشان يشوفوا ردات الفعل لكن الأسرى على أتم الجهوزية .. الهجمة الموجودة لم تكن مباشرة من المتطرف بن غفير الذي بالأساس يحرض إعلاميًا ولم تطبق علي الأسرى، لكن الشيء الفعلي والحقيقي طُبق على الأسرى بعد عملية هروب الأبطال الستة من سجن جلبوع" .
وأضاف :"بعد عملية القدس التي نفذها أخونا رحمه الله خيري علقم، إدعى الاحتلال بأن بعض الأسرى فرحوا بالعملية فأقفلوا السجون والأقسام وقطعوا الكهرباء علينا، حتى ضربوا بعض اخوتنا بسجن عوفر وكانت هجمة شرسة، ونسيوا بأنهم قبل ساعات كانوا يتفاخروا أمامنا علناً ويقهرونا بقتلهم لاخواننا التسعة بجنين، لكن لابأس بما حصل لنا لأن الشهيد "علقم" أشفى غليلنا وكسر أنفه" .
ما هو الوضع بما يسمى عيادة سجن الرملة؟
العيادة هي بالواقع مجزرة مش مستشفى كما يدعي الاحتلال، فالاحتلال يأخذ إخواننا الأسرى هناك للقتل البطيء، يحاولون قتل هاد الشعب بممارساتهم الدنيئة
عشت في سجن جلبوع الذي شهد عملية "نفق الحرية"، ماذا حصل هناك؟
"بعد عملية التحرر التي قام بها إخواني الأسرى الستة حصلت لنا قمعة همجية داخل السجن، حيث اعتدت علينا قوات الاحتلال بالضرب ونقلوا البعض منا إلى "سجن شطة" وأنا كنت من بينهم .. هؤلاء الأسرى الستة (محمود ومحمد العارضة، يعقوب قادري، أيهم كممجي، مناضل نفيعات وزكريا الزبيدي) يدفعون الآن ثمن كسرهم لأنف ومنظومة الاحتلال بأكملها، الله يحميهم وكان الله بعونهم" .