ads image
علم 24 413 يوماََ و #غزة_تُباد
علم 24

مقالات

الاعتداء على الأقصى عبث في صاعق التفجير

05/10/2023 الساعة 01:43 (بتوقيت القدس)

الكاتب / محمد حمدان القدرة

تتسارع الاحداث على الساحة الفلسطينية بشكل مريب ، وتشتد حملة الاعتداء في القدس ،وتظهر الصور البشعة متلاحقة للاعتداء على المصلين وسحل النساء المرابطات في المسجد الأقصى والسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام ساحاته بشكل يومي وإقامة طقوس تلموديه استفزازية بالتزامن مع اقتحام الحرم الابراهيمي بالخليل بمئات المتطرفين والمجرمين ،وإقامة حفلات موسيقة داخل المسجد بغطاء من حكومة نتنياهو المتطرفة ومشاركة أعضاءها، في حضور هذا المشهد القاتم السواد يجب فهم أبعاد هذه التطورات وتقييم التأثيرات المحتملة على الأوضاع الإقليمية والدولية.

فالمسجد الأقصى يمثل رمزاً دينياً وثقافياً وتاريخياً لجميع المسلمين، لذا فان هذه الاعتداءات ومحاولات المساس بقدسية ومكانة المسجد الأقصى يثير استياء الفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعاً. وحتماً سيؤدي هذا النهج الإجرامي الذي تنتهجه حكومة نتنياهو إلى تصعيد الصراع الديني في المنطقة بشكل لا يحمد عقباه. وخاصة أن الأحداث الراهنة في المسجد الأقصى ومدينة القدس تفرض نفسها بأن تكون جزء من دائرة الصراع في المنطقة لما لها من تأثيرات هامة ومفصلية اقليمياً ودولياً ، خاصة في هذه الأوقات التي يسعى فيها الاحتلال لتطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية فالوضع القائم على الساحة الفلسطينية يؤثر على شعور شعوب الدول المرشحة للتطبيع مع الاحتلال وباقي شعوب المنطقة ، كما للاعتداء على المسجد الأقصى تأثيرات سلبية على الأمن والسياسة في المنطقة ويعمل على عرقلة الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

 لقد ظلت المقدسات الإسلامية في مدينة القدس محكومة بقواعد قانونية خاصة أوردتها الاتفاقيات   والمواثيق الدولية واجمع عليها المجتمع الدولي واكدتها قرارات مجلس الامن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وعبر عنها الضمير الإنساني العالمي والتي أكدت على منع سلطات الاحتلال من القيام بأعمال أحادية من شأنها تغير الوضع القائم للمدينة والالتزام بحرمة الأماكن المقدسة، لذلك فان هذه الممارسات والإجراءات الاجرامية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين تعتبر انتهاك لقرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بالخصوص (252/86، 276/69، 271/69، 298/71، 465/80 ) والتي اكدت في مجملها على بطلان جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والاعمال التي تتخذها سلطات الاحتلال من أجل تغير الوضع القائم في مدينة القدس بالإضافة الى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة (2253،2254/1967) المتعلقة بالإجراءات والاعمال التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغير الأوضاع في مدينة القدس المحتلة الا ان الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية والأممية ويمضي قدماً بمسلسله الاجرامي بحق الفلسطينيين

ان هذا التطور الخطير وهذا التهور لحكومة نتنياهو الاجرامية ومحاولات مساسها بقدسية المسجد الأقصى ينذر بتدهور للأوضاع على الساحة الفلسطينية والإقليمية غير مسبوق أو محسوب العواقب وهو بمثابة عبث بصاعق التفجير في المنطقة وهو اثارة لغضب الشعب الفلسطيني الذي سيجابهه بكل أشكال الدفاع عن مقدساته واراضيه وحقوقه المكفولة له قانونياً ودوليا وكذلك الشعوب العربية والإسلامية التي تعتبر المسجد الأقصى من أولى المقدسات الإسلامية والمسيحية في العالم، لذا يجب ان يكون المجتمع الدولي أكثر جدية وفاعلية لكبح جماح الاحتلال من خلال تفعيل دوره ومؤسساته لوضع حد لهذه الاعتداءات على المدينة المقدسة وباقي الأراضي الفلسطينية والعمل الجاد لمنع الوصول الى مربع الانفجار في المنطقة.


محمد حمدان القدرة