ترجمات وتقارير
"البيت الصحي" متجر بغزة مختص بتقديم الأطعمة الصحية
غزة - علم24 - تقرير: هيا الوادية - "أحياناً ربنا برسملك طريق بحياتك غير الطريق اللي انتي رسماه وهذا اللي بخليكي مبسوطة"، بهذه الكلمات البسيطة، بدأت هناء كامل الوكيل (34 عاماً) حديثها، وهي التي تخرجت عام 2012 من كلية البصريات في الجامعة الإسلامية، وعملت في هذا المجال لعشرة أعوام، حتى توقفت عن ذلك بعد أن تعرض مكان عملها لقصف من الاحتلال الإسرائيلي ما أدى لتدميره.
تعرضت الوكيل للكثير من الإلحاح من قبل والدها حتى تفتح مشروعها الخاص، لكنها كانت في كل مرة ترفض ذلك، وتردد على مسامعه "أنا مش حاسة حالي بالبصريات"، وأنها تفضل فتح مشروع يتناسب مع هوايتها وشغفها في الطبخ كما كانت تحلم منذ صغرها.
وبعد جهد طويل، قررت الوكيل المباشرة في تنفيذ فكرة مشروع "متجر صحي"، واتخذت الخطوة الأولى بالعمل على انقاص وزنها، فجمعت بين حبها للطبخ ورغبتها في ذات الوقت بأن تحافظ على صحتها، فاختارت "الأكل الصحي" الذي - كما تقول - أصبح سهل الإعداد في هذا الوقت أكثر من السابق، خاصة وأن هناك الكثير من البدائل التي يمكن اللجوء إليها.
وتضيف الوكيل: "بالرغم من كون الأكل والوجبات السريعة شهية، إلا أنه لا يمكن الانغماس في تناولها بشكل دائم، والاستمرار على هذا النمط يشكل خطرًا شديدًا على الصحة، لذلك يمكننا اللجوء للبدائل الصحية كحل آمن وصحي".
وتتابع: "في البداية تعرضت للكثير من الرفض لفكرة المشروع، وغالبية من حولي لم يشجعوني عليها، خاصة وأن فكرة الأكل الصحي غير منتشرة في مجتمعنا، وولم يكن الوعي الكافي وثقافة الأكل الصحي منتشرة بشكل كبير بعد، لكن رغم ذلك أصريت على فتح المشروع والركض خلف شغفي".
وبينت الوكيل أنه لم يكن الكثير من الإقبال للناس عنده افتتاحها للمشروع، وهذا ما أشعرها في البداية بالإحباط والخوف وهي تسأل نفسها، فيما إذا كانت قد اتخذت القرار الصحيح، لكن مع مرور الوقت - كما تقول - انتشر المشروع في أوساط المواطنين وبدأ الإقبال يتزايد عليه مع مرور الوقت، وهو الأمر الذي دفعها للتطوير من قدراتها.
وأشارت إلى أنها أجرت دراسة للسوق والأطعمة التي يتزايد عليها الطلب ورغبة المواطنين فيها بشكل أكبر، مشيرةً إلى أنها بدأت تشبع رغبات الزبائن بطريقة صحية ومفيدة مثل المعجنات ذات السعرات الحرارية القليلة، والكيك والحلبة والبسبوسة والسينابون والبراونيز والكوكيز والشوكولاتة بكافة أنواعها.
وأشارت إلى أنها عملت لأكثر من عام، في تجهيز الوصفات قبل البدء في المشروع، وتحسب السعرات بشكل دقيق جدًا، مستخدمةً ميزان يتحكم في الكمية المطلوبة عن طريق وزن أحجام أجزاء الأطعمة بالجرام الواحد، وبالتالي حساب عدد دقيق للسعرات الحرارية.
وتقول الوكيل: هذا العمل يأخذ الكثير من وقتي وجهدي، ويحتاج للكثير من الدقة، لكن بالرغم من ذلك فأشعر بالمتعة الكبيرة وأنا أعمل في هذا المجال.
وبينت أنه يتوفر لديها "منيو" يمكن من استخدامه لطلب الوجبات أو الحلويات، وكل صنف يكتب بجانبه عدد السعرات الحرارية الموجودة فيه.
وزاد حب "هناء الوكيل"، للمشروع عندما شعرت أنه يساعد الكثير من مرضى السكري، والمتبعين "نظام الكيتو" ويلزمهم حساب السعرات بشكل دقيق، وكذلك الذين يعانون من حساسية الجلوتين التي تتسبب في عدم قدرة الجسم على هضم أو تكسير الجلوتين، وهو بروتين موجود بشكل رئيسي في الحبوب مثل القمح، والشعير.
وتطمح الوكيل لفتح مطعم بشكل رسمي لزيادة وعي الناس حول الأكل الصحي ولتثبت أنه اعتقاد خاطئ من يظن أن الأطباق الصحية أو الخفيفة عديمة النكهة،وأنه من خلال ابداع الشخص في استعمال أساليب الطبخ الصحية، يمكن أن نحافظ على متعة الطعم، مع إضافة فوائد صحيّة أكبر له. كما تقول.
وتضيف بكلماتها العامية البسيطة "الله ما بحط حدا بطريق، إلا لأنه عارف إنه قد هذا الطريق"، موجهةً نصيحة للسيدات،"ما تحكموا على شيء بدون ما تجربوا، التغدية مهمة جدًا، وتنعكس آثارها على وجهك وشعرك وحركتك في يومك حتى النفس اللي بتاخديه".