413 يوماََ و #غزة_تُباد
مقالات
المسجد الأقصى.. محطات في تاريخ بيت المقدس وفلسطين
بقلم: نواف الحاج علي
لا بد من ربط قضية المسجد الأقصى بموضوع فلسطين عموما، وبالعالمين العربي والاسلامي والمسيحي، وبكل إنسان حر على هذا الكوكب.
تبلغ مساحة المسجد الأقصى 144000متر مربع، ويتكون من مسجد قبة الصخره والمسجد القبلي والمصلى المرواني ومصلى باب الرحمه ، ويشمل كل ما هو داخل السور من ساحات ومعالم مختلفه تبلغ 200 معلم – وقد ذكر اسم الأقصى في القرآن الكريم، وهو أولى القبلتين للمسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، ومن ضمن المساجد الثلاث التي تشد اليها الرحال.
يختلف المؤرخون حول من بناه ومتى؟ ، فمنهم من يذكر أنه بني في عصر آدم عليه السلام من قبل الملائكة، وقد تعاقب على بنائه وإصلاحه أجيال متعاقبة، لكن لا يمكن فصل تاريخ الأقصى عن تاريخ فلسطين والقدس.
تاريخياً، فإن أول من سكن مدينة القدس وبناها هم اليبوسيون، وهم قبائل كنعانية عربية ( 3000 الى 1550) ق.م وسموها اور سالم أو مدينة السلام، وحرفها الأعداء إلى أورشليم، بعدها هاجر إبراهيم عليه السلام ( وهو يلقب بأبي الأنبياء ) من العراق نحو فلسطين ثم مصر وتنقل في عدة دول، وولد له اسحق وإسماعيل (من هاجر المصرية) وآخرون ومن وراء اسحق يعقوب.
وتقول التوراه إن يعقوب عاش في العراق ثم هاجر إلى فلسطين، ونزلوا في سهل بلاطة شرقي نابلس وكان حاكمها الاداري الفلسطيني ( شكيم )، وأعطوهم الأمان وكل التسهيلات على أن يتزوج ابن شكيم ابنة يعقوب التي أحبها، لكنهم اشترطوا على سكان نابلس ختان جميع الذكور، وفي اليوم التالي بعد الختان قتلوا كل سكان المدينة وحتى الحيوانات لم تنج من القتل، هذه ثقافتهم الغدر والخيانة!
لقد تعاقبت الامبراطوريات على احتلال فلسطين من الفراعنة (1550- 1000 ق.م) – ثم جاء العرب المعروفون بالعموريين العمالقه ) – ثم احتلها داود عليه السلام ثم ابنه سليمان، وقد استمر احتلالهم ثمانون عاما، ( الأنبياء كلهم مسلمون )، بعدها احتلها الفرس ثم انتصرعليهم الرومان، وقد انقسمت امبراطوريتهم ونتج عن الانقسام الامبراطورية البيزنطية في الشرق، وأشهر من حكمها هيرودوس عام 20 ق.م الذي جدد بناء الاقصى، وفي فترة حكمهم جاء عيسى عليهم السلام - ( في كل عهود الدول التي حكمت فلسطين ظل الفلسطينيون في أرضهم ) – وعيسى عليه السلام هو فلسطينيا في الأصل، وقد بنيت كنيسة القيامة في اثناء حكم البيزنطيين.
كانت رحلة الإسراء والمعراج بعد بعثة النبي محمد عليه السلام بعشرة أعوام، ويعود تاريخ القدس الحديث إلى عام الفتح في عهد الخليفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقيادة أبي عبيده عامر بن الجراح عام 636 م – وقد جاء عمر من المدينة المنورة وهو يرتدي الثوب المرقع، وتسلم مفتاح القدس من الحاكم البيزنطي، وكان ضمن شروط البيزنطيين وهو ما عرف بالعهدة العمرية وهو ألا يسكنها معهم أحد من اليهود.
تجددت الاصلاحات المستمره في عهود الخلافات الأموية والعباسية حيث تم بناء قبة الصخرة عام 715 م ، وكانوا يعطون المسجد الأقصى كل العناية والاهتمام – احتلت القدس من قبل المغول والصليبيين وقد تم تحريرها من قبل القاده المماليك: قطز والظاهر بيبرس، ثم من قبل صلاح الدين الأيوبي عام 1187 وهو مسلم من اصل كردي، وتظل معركة عين جالوت ومعركة حطين علامات فارقه في تاريخ الإسلام والمسلمين.
وقد حافظت الامبراطورية العثمانية على القدس وعملت بعض الاصلاحات في المسجد الأقصى، إلى أن سقطت في أعقاب الحرب العالميه الأولى، وجزئت البلاد العربية والاسلامية – ولما زار الجنرال الفرنسي " غورو" ضريح صلاح الدين في دمشق، ضرب الضريح بقدمه وقال : ها قد عدنا يا " صلاح الدين " !!! – ولما دخل قبله الجنرال الانجليزي " ادموند الانبي " القدس قال : الآن انتهت الحروب الصليبة!!! --- وقد وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني كي يهيئوا الظروف لتسليمها للاعداء تطبيقا لوعد بلفور الذي صدر عام 1917 – والذي كان العرب خلالها يقاتلون مع الحلفاء ضد الامبراطورية العثمانية، مخدوعون بوعود الانجليز بقيام مملكة عربية موحدة تضم كل الدول العربية تحت حكم عربي؟!
احتل الاعداء القدس عام 1967، وفي عام 1969 تم احراق المسجد الاقصى – وها نحن نرى هذه الايام ما يقوم به الاعداء من التطاول على المسجد الاقصى واقتحاماته المتكررة في ظل تآمر غربي، وثرثرة عربية اسلامية.
لا بد من وقفة عربية اسلامية قوية تحرر الأقصى وكل ارض فلسطين من قبضة الاعداء، اما اؤلئك الذين يراهنون على كرم الاعداء ورضخوا لمطالبهم وطبعوا معهم فقد خاب ظنهم، بما نراه من ممارسات يومية على ارض فلسطين تظهر الحقيقة – وأما من يساومون على جني بعض المصالح والأرباح السياسية، من اجل فتح سفارات لهم في الارض المحتله، فانهم قبل ان يكونوا خونه فهم أصحاب الغباء والحقارة والدناءه والنفوس المريضة.