اخبار
"بات يخشى الخروج من المنزل" طفل فلسطينيّ يسرد تفاصيل تنكيل جيش الاحتلال به بسبب سُترة ارتداها
الخليل - علم24 - يقول الجعبري (11 عاما) في منزله بحي جابر وسط البلدة القديمة في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، "لا أريد الذهاب خارج المنزل، أخاف من الجيش".
وأظهر مقطع فيديو اقتحام جنود جيش الاحتلال بقالة فلسطينية في مدينة الخليل جنوبي الضفة، ونزعوا بالقوة سترة "تي شيرت" عن طفل، ومزقوها لوجود صورة سلاح عليها.
لم يعد الطفل الفلسطيني لؤي الجعبري يخرج من المنزل واللهو في الحي، أو الذهاب إلى البقالة، بعد تنكيل جيش الاحتلال الإسرائيلي له، بسبب ارتدائه سترة عليها صورة سلاح؛ ويقول الطفل: "لا أريد الذهاب خارج المنزل، أخاف من الجيش".
ويظهر في الفيديو قيام أحد الجنود بتهديد صاحب البقالة والطفل، بعد صفعه على وجهه، بينما كانت تحاول إحدى السيدات حمايته.
وعن الحادثة يقول الجعبري: "كنت ذاهبا لأشتري حاجات البيت من البقالة، لحق بي الجنود وأحدهم نزع عني السترة".
وأضاف أن جنديا قام بصفعه مرتين على وجهه، ووجّه له لكمة، بسبب ارتدائه سترة عليها صورة سلاح.
وقال: "حاولت سيدة حِمايتي، ثم عدت إلى البيت دون سترتي رغم برودة الطقس".
وعند سؤاله هل ستعود للحي أو البقالة قال "لا ما بدي (لا أريد)، أخاف من الجيش".
ويقع بيت الجعبري وسط الخليل القديمة الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
للوصول إلى بيت الجعبري عليك المرور عبر عدة حواجز عسكرية إسرائيلية، منها بوابات إلكترونية والخضوع للتفتيش من قبل الجيش الإسرائيلي.
الاعتداء تسبّب بحالة نفسيّة للطفل
بدوره: قال والد الطفل باسم الجعبري (44 عاما)، إن الحادثة خلفت لدى طِفله حالة نفسية، جعلته يستفيق ليلا يحاكي نفسه، كما أنه بات يخشى الخروج من المنزل وحتى الذهاب إلى المدرسة".
وأضاف: "عندما يسمع صوتا في الحي يعتقد أن الجيش قادم للمنزل".
وندد الجعبري بالحادثة وقال: "كيف لقوة إسرائيلية أن تفعل ذلك في طفل بهذا العمر فقط لأنه يرتدي بلوزة عليها صورة سلاح؟".
وذكر أنه بدأ بعلاج طفله لدى مختصين نفسيين لكي يتخطى المرحلة.
وقال الناشط في مقاومة الاستيطان في الخليل - عارف جابر، إن الاعتداء ارتُكب في بقالة تقع بِحارة جابر وسط الخليل القديمة التي تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلية.
ولفت: إلى أن أنه وقع بسبب وجود صورة سلاح على "التي شيرت".
وأشار: إلى أن قوات من شرطة الاحتلال والجيش داهمت فجرا البقالة، وأخضعت صاحبها للتحقيق بعد نشره لفيديو الاعتداء.
وأضاف: "الانتهاكات الإسرائيلية في تصاعد في الخليل، ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) فرضت إسرائيل على السكان الفلسطينيين منعا للتجوال، وسمحت لهم في أوقات محددة الخروج من منازلهم".
وتابع: "لا يمر يوم دون تسجيل حالات اعتداء من قبل الجيش والمستوطنين".
ويوجد في الخليل ما يزيد على 100 حاجز عسكري في كيلومتر مربع واحد، وفق إعلام فلسطيني.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة: صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، كما صعّد جيش الاحتلال عملياته ما خلف 450 شهيدا، ونحو 4 آلاف و600 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى اعتقال 7 آلاف و770 فلسطينيا، وفقا لمؤسسات معنية بالأسرى، وهي أرقام قياسية خلال نحو 5 أشهر، مقارنة بالأعوام السابقة.
ويسكن في البلدة القديمة بالخليل نحو 400 مستوطن في 4 بؤر استيطانية تحت حماية 1500 من جنود الاحتلال، وهجر نحو ألف فلسطيني البلدة جراء تعرضهم لممارسات تضييق وإذلال واعتداءات يومية من المستوطنين والجيش.