اخر الاخبار
تحذيرات من "حمام دم" في رفح ومطالبة مجلس الأمن بتحرك فوري لمنع اجتياحها .. وتحذيرات في "إسرائيل" من تصاعد التوتر مع مصر
غزة - علم24 - حذّر الأردن من وقوع "حمام دم" في مدينة رفح التي باتت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة ومتواصلة من 127 يوما، في ظل التلميحات الإسرائيلية بشن هجوم وشيك لاجتياح المدينة، بينما دعت السعودية وقطر مجلس الأمن الدولي لتحرك عاجل يحول دون اجتياح المنطقة الواقعة جنوبي القطاع.
وكتب وزير الخارجية الأردني - أيمن الصفدي، على منصة إكس، السبت، "لا يمكن السماح بحمام دم آخر في غزة". وحذّر من أن "أي هجوم إسرائيلي على 1.5 مليون فلسطيني يواجهون بالفعل ظروفًا غير إنسانية في رفح سوف يتسبب في مذبحة للأبرياء"، مضيفاََ "يجب على مجلس الأمن، والعالم أجمع، منع ذلك وإنهاء العدوان الذي وصم إنسانيتنا الجماعية".
وكانت الخارجية الأردنية قد حذّرت في وقت سابق "من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي تؤوي عددًا كبيرًا من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".
"على مجلس الأمن الاضطلاع بمسؤولياته"
وجدد المتحدث الرسمي باسم الوزارة - سفيان القضاة، "رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها"، مشددًا على "ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع".
كما دعا المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار بحربها المستعرة، والتي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة"، مشددًا على "ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ومن دون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار".
"إمعان في انتهاك القانون الدولي"
بدورها: حذّرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، "من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة". واعتبرت أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلًا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
من جانبها: دعت قطر، مجلس الأمن الدولي لتحرك عاجل يحول دون اجتياح "إسرائيل" لمدينة رفح، وذلك في بيان لوزارة الخارجية القطرية، أدان "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح". وحذرت الدوحة من "وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات آلاف النازحين داخل القطاع المحاصر"
ودعت "مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح، وارتكاب إبادة جماعية في المدينة". وأكدت الدوحة "الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة".
كما أعربت الكويت، عن قلقها إزاء "مخططات "إسرائيل" لمهاجمة مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها"، وذلك وفق بيان لوزارة الخارجية جاء فيه أن الكويت "تعرب عن قلقها الشديد إزاء مخططات قوات الاحتلال الإسرائيلي لمهاجمة مدينة رفح بقطاع غزة بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها".
وجدد البيان موقف الكويت "الرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني". كما أكد موقفها "الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في حماية المدنيين الفلسطينيين العزل. وطالب بـ"تفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية".
وحذرت القاهرة، من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلة إنها "تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة"، وذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي بالقاهرة، مع نظيرته البلغارية، ماريا غابرييل.
وحذّر شكري من أن "اتساع رقعة العمليات العسكرية له في غزة تداعيات وخيمة". وقال إن "التطورات في رفح تنذر بمزيد من التدهور في غزة" .
كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، من هجوم محتمل لجيش الاحتلال الإسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة، لافتةً إلى أنه قد يشكل "كارثة إنسانية متوقعة". وقالت الوزيرة في منشور على منصة "إكس"، إن "المحنة في رفح تتجاوز فعلا القدرة على الفهم".
وأضافت أن "1.3 مليون شخص يبحثون عن الحماية من القتال في منطقة محدودة جدًا. هجوم للجيش الإسرائيلي على رفح سيشكّل كارثة إنسانية متوقعة"، فيما يشعر المجتمع الدولي بالقلق بعدما طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من جيشه، "الاستعداد" للهجوم على رفح، الملاذ الأخير للنازحين من جراء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وشدّدت بيربوك على أنه "يجب أن تدافع اسرائيل عن نفسها ضد إرهاب حماس، ولكن مع التخفيف قدر الإمكان من معاناة السكان المدنيين". وكررت دعوات ألمانيا إلى وقف لإطلاق النار حتى يتم أيضًا "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في نهاية المطاف". وأعلنت أنها ستتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع.
وفي واشنطن: قال مسؤولون أميركيون إنهم لم يروا أي استعدادات تشير إلى "هجوم كبير" أو "وشيك"، وحذروا من وقوع "كارثة" معربين عن قلقهم من سيناريو مماثل لما حدث في الشمال. كما حذرت حركة حماس، السبت، من أن الهجوم على رفح قد يخلف "عشرات آلاف الشهداء والجرحى".
وفي سياق متصل: تعالت في "إسرائيل" اليوم الأحد، تحذيرات من توسيع الحرب الإسرائيلية إلى مدينة رفح ومن عواقب رد فعل مصر، التي أبلغت "إسرائيل" أنها ستعلق اتفاق السلام بين الدولتين شن هجوم على رفح ووصول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر.
وقال الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط يتسحاق بريك، لإذاعة 103FM إن "جميعنا يعلم بوجود عمليات تهريب من سيناء تحت محور فيلادلفيا. والجيش الإسرائيلي لا يريد التواجد على طول هذا المحور طوال السنين المقبلة، لأنه لا توجد لديه قوات لتنفيذ ذلك ولأنه سيستهدف كثيرون جدا ولذلك أراد أن ينفذ المصريون هذا الأمر".
وأضاف: "لكن اليوم توجد مشكلة كبيرة جدا مع مصر. وهم لا يوافقون على تنفيذ ذلك بدلا عنا، وهم أيضا لا يوافقون على أن ننفذ ذلك من الجانب الغزي للمحور ويهددون بأنه في حال بدأنا بتنفيذ أمور ستؤدي إلى عبور حشود إلى داخل سيناء، فإنهم سيعلقون السلام".
ووفقا لبريك: فإنه بالرغم من أن مصر هي دولة فقيرة، لكن جيشها هو الأقوى في الشرق الأوسط، مع 4000 دبابة، بينها 2000 دبابة حديثة، مئات الطائرات الحديثة جدا، وأحد أفضل الأسلحة البحرية. وطوال سنين شقوا شوارع سريعة إلى داخل سيناء. وهذا كله موجه إلينا. فهم لا يبنون الجيش نحو أي اتجاه آخر. وهذا يعني أن قرارا واحدا حول إلغاء السلام، سيحولوننا إلى دولة عدو، ونحن لا نملك ولو فرقة عسكرية واحدة للوقوف أمامهم" فيما الفرق العسكرية منشغلة بالحرب في القطاع وعند الحدود اللبنانية وفي الضفة الغربية.
من جانبها؛ حذرت الباحثة في الشؤون المصرية في جامعة تل أبيب، د. ميرا تسوريف، من تجاهل "الشرخ بين إسرائيل ومصر" التي وصفتها بأنها "شريكة أمنية مركزية" لإسرائيل.
ولفتت تسوريف إلى أن "هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها المصريون المس باتفاق السلام الإسرائيلي – المصري. وهذا اتفاق عمره أربعة عقود ونصف العقد، وتجاوز أي أزمة ممكنة وجميع الحروب. واعتبر الاتفاق خلال ولاية مبارك ومرسي أنه مصلحة مصرية كبيرة"، حسبما نقل عنها موقع "زمان يسرائيل" الإخباري.
وأشارت: إلى أنه في ظل توتر العلاقات بين الجانبين، فإنه "إذا استمرت إسرائيل بزج مصر في الزاوية، فإنه سيتم الانتقام من إسرائيل. ومصر تدرك مخاوف إسرائيل حيال حراسة الحدود بين غزة وسيناء. وفي العام 2005 تم توقيع ’اتفاق فيلادلفيا’ـ وبموجبه مصر مسؤولة عن صيانة محور فيلادلفيا، وتعهدت بنشر 750 جنديا فيه".
وأضافت تسوريف أنه "من أجل تهدئة المخاوف الإسرائيلية، اقترحت مصر بعد نشوب الحرب الحالية أن تزيد عدد الجنود عند الحدود، لكن إسرائيل لم تكتف بذلك. وبدلا من إجراء مفاوضات مع مصر، نتنياهو تحدث عن ’احتلال’ المحور، والوزيران أفي ديختر ويسرائيل كاتس تحدثا عن ’سيطرة’".
وتابعت أن "هذه المصطلحات تعتبر في مصر أنها تهديد للسيادة على أراضيها، التي تعتبر قيمة مقدسة في مصر، ومعدم ثقة بقدرة القاهرة على توفير أمن حقيقي. والمجتمع المصري لديه كرامة، وهو مجتمع ينظر إلى الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية أنهما قيمتان مركزيتان. ولذلك فإن انعدام الثقة هذا يعتبر إهانة".
وأشارت إلى أنه "رداً على الأحادية والغطرسة الإسرائيلية بنظرها، رفضت مصر تسليم إسرائيل صورا من مواقعها لمراقبة الحدود، وهذا يعتبر أمر اعتياديا عندما لا تكون العلاقات متوترة بهذا الشكل. ودعونا لا ننسى أن الحديث عن ’احتلال إسرائيلي’ يصم آذان المصريين. فهزيمة العام 1967 لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية المصرية".