يسود الاعتقاد في إسرائيل أن التقارب بين إيران وروسيا سيمنع العودة إلى مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، وأن احتمال ذلك "يراوح الصفر". ومن الجهة الأخرى، يتحسب جهاز الإسرائيلي من اكتساب إيران قدرات هجومية متطورة إثر هذا التقارب.

وسعت إسرائيل إلى إفشال المفاوضات النووية بين الدول العظمى وإيران، وتعتبر أن وقف هذه المفاوضات يصب في مصلحتها، إثر وقوف الدول الغربية ضد روسيا في أعقاب غزوها أوكرانيا. ويقولون في إسرائيل، حاليا، إن المخاوف المركزية لدى الدول الغربية تتعلق بعدم إمكانية أن تنفذ روسيا الدور الذي كُلفت به في إطار الاتفاق النووي الأصلي، من العام 2015، وهو الإشراف على إخراج احتياطي اليورانيوم المخصب من إيران، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين.

وتطالب إسرائيل الولايات المتحدة بتعميق العقوبات على إيران بعد إعلان الأخيرة عن تقدم برنامجها النووي. إلا أن الولايات المتحدة والدول الغربية ستعمق العقوبات على إيران بسبب التعاون المنسوب لها مع روسيا، إلى جانب انتهاك حقوق الإنسان إثر قمع النظام للاحتجاجات في إيران، المتواصلة منذ أيلول/سبتمبر الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يواجهون صعوبة في تقدير مدى تأثير العقوبات الغربية على إيران واستمرار تطوير البرنامج النووي، إذ أعلنت إيران مؤخرا عن توسيع تخصيب اليورانيوم وقمع الاحتجاجات أصبح أشد، إلى جانب استهداف طائرة إيرانية مسيرة سفينة بملكية إسرائيلية في الخليج.

إلى جانب ذلك، تتحسب إسرائيل من اكتساب إيران خبرات وتجربة إثر تقاربها من روسيا، وأن ذلك "سيساعدها على مهاجمة أهداف في الشرق الأوسط". وتنظر إسرائيل بقلق إلى تزويد إيران طائرات مسيرة إلى روسيا.

وعبرت إسرائيل عن قلقها في هذا السياق خلال محادثة أجراها السفير الإسرائيلي في موسكو مع نائب وزير الخارجية الروسي. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إنه "لم تكن لدى إيران حتى اليوم خبرة عسكرية كبيرة في موضوع التسليح، والحرب في أوكرانيا بواسطة عتاد تعرفه إيران جيدا (مثل الطائرات المسيرة)، من شأنه أن يمكنها من جمع خبرات في استخدام ناجع أكثر للطائرات المسيرة وقدرات إطلاق صواريخ وقذائف صاروخية".

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون حاليفا، الأسبوع الماضي، إنه يتوقع أن تسعى إيران قريبا إلى رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 90%، في تلميح إلى أن إيران تقترب من صنع سلاح نووي. من جانبها، أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تعتزم تخصيب اليورانيوم بمستوى 60% في منشأة فوردو