ترجمات وتقارير
تقرير خاص| عشية إنطلاق فعالياته: منظمو مؤتمر فلسطينيي أوروبا: لسنا بديلاََ عن أحد
تقرير علم24 - براء لافي - السويد - من المقرر أن تنطلق يوم غدٍ السبت 27 مايو 2023 فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا بدورته العشرين في مدينة مالمو السويدية، وسط مشاركات واسعة من الجاليات الفلسطينية المقيمة في الدول الأوروبية وشخصيات عربية وإسلامية مهتمة بالقضية الفلسطينية من خارج أوروبا، وذلك تزامناََ مع تحذير فلسطيني أو من قبل السلطة الفلسطينية للمشاركة فيه ووصفه بالـ"مشبوه" .
وبالرغم من أن فعاليات المؤتمر ليست حديثة، بل إن بداياتها تعود للعام 2003 أي قبل عشرين عاماََ، حين إنطلق أول مؤتمر عامها في العاصمة البريطانية - لندن، وكان من أهم المفتتحين للمؤتمر آنذاك د. حيدر عبد الشافي أحد أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية بذاك الوقت، وكذلك - أسعد عبدالرحمن مسؤول ملف اللاجئين بمنظمة التحرير حينها، فقد فوجئ المنظمين هذا العام من الهجوم الذي تعرضوا له من قبل أطراف فلسطينية وإتهام المؤتمر بأنه يسعى لإيجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، ما سبب إنزعاج شديد لهم، فلماذا إذن هذه الاتهامات الآن؟ وكيف قابلها منظمي المؤتمر؟
يُعرف حسين الخضر لـِ"علم24" وهو أحد منظمي المؤتمر ورئيس المنتدى الفلسطيني بالدنمارك على أصل مؤتمرات "فلسطيني أوروبا" قائلاََ: "فلسطيني أوروبا هي مؤسسة شعبية فلسطينية تعمل على صعيد القارة الأوروبية، انطلقت كمظلة لجمع كل الفلسطينيين في الديار الأوروبية، مرخص لها على صعيد القارة الأوروبية لأنها تعمل ضمن اللوائح والقوانين الأوروبية، وجميع مؤتمراتها عنوانها الاساسي التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم ضمن قرار 194 وهو قرار دولي أقرته الشرعية الدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يعترف به، لذلك مؤتمر فلسطيني أوروبا يعمل على هذا الأساس حتى أصبح معروف لدى السياسيين والإعلاميين مؤتمر العودة" .
وأضاف: "هذا المؤتمر بدأ يتنقل من دولة لدولة حتى وصل اليوم إلى نسخته العشرين، وهذا إن دل يدل على أن الشعب الفلسطيني شعب حي وصاحب إرادة وعزيمة قوية، ولن يتخلى عن وطنه وأرضه مهما توالت الكوارث والمصائب والنكبات والمؤامرات، إذ سيبقى متمسكاََ بحقه التاريخي في وطنه وقيام دولته الفلسطينية المستقلة" مؤكداََ؛ أن المؤتمر لا يمثل طيفاََ سياسياََ بعينه بل يمثل الكل الفلسطيني .
وتابع قائلاََ: إن: أبرز مايميز هذا المؤتمر استمراريته، إذ أن عمر المؤتمر اليوم 20 عاماََ ونادراََ مايحصل ذلك، كما يميزه الزخم الجماهيري الغفير حيث هناك الآلاف من الفلسطينيين المشاركين فيه عاماََ تلو الآخر، إذ يصل عدد المشاركات إلى 20 ألف، وأقله لِعشرة ألاف، وربما الميزة الأكبر التي تميز المؤتمر هي أن المخرجات الأساسية له: تتمثل بالوحدة الفلسطينية والحفاظ على الثوابت الفلسطينية" .
وأكد "الخضر" بأنه ومن ضمن مخرجات المؤتمر نقول بأن :"منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لكن حالنا كحال كل الفلسطينيين بالأرض نطالب بإعادة بناء المنظمة على أسس ديمقراطية حتى تصبح تمثل الكل الفلسطيني وأن يكون هناك أيضاََ سهماََ للفلسطينيين بأوروبا لتمثيل المنظمة"
وأضاف: "تعداد الفلسطينيين اليوم في قارة أوروبا يقارب مليون شخص، أي حق وطني لهم أن يكونوا ممثلين بمنظمة التحرير الفلسطينية، لذلك نحن نقول هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" .
وحول المطالبات بمقاطعة المؤتمر ووصفه "بالمشبوه" قال "الخضر" :"إلى كل الأصوات الباهتة التي تتحدث هنا وهناك وتتهم مؤتمر فلسطيني أوروبا زوراََ وبهتاناََ بأنه بديل عن منظمة التحرير من قال لكم هذا الكلام؟ وماهو الدليل على صحة كلامكم؟ ونقول لهم أيضاََ: إن كنتم صادقين فيما تدعون هاتوا برهانكم في ذلك" مشدداََ؛ أن بيانات المؤتمر ومخرجاته واضحة "ونحن لسنا بديل عن المنظمة ولسنا بديل عن أي مؤسسة فلسطينية أيضاََ، لكن البعض ربما لأنه يعارضك سياسياََ ولا يلتقي مع المؤتمر لا يريد للفلسطينيين أن ينهضوا نهوضاََ حضارياََ ديمقراطياََ فلسطينياََ صحيحاََ" .
وأضاف: "ونحن هنا من نسأل هؤلاء؟ لماذا الآن بهذه المرحلة وهذا المنعطف التاريخي من فضية فلسطين تتناولون مؤتمر فلسطيني أوروبا الذي يتمسك بحق العودة وينادي بحق العودة؟ لا أظن بأن هناك فلسطيني وطني عاقل صادق لايقر بحق عودة الشعب و اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإلى وطنهم وأرضهم" .
وتابع قائلاََ: "أصبح البعض للأسف الشديد يستخدم منظمة التحرير الفلسطينية لأذية الفلسطينيين وتناول أنشطة الشعب الفلسطيني بالقارة الأوروبية" لافتاََ؛ بأن: منظمة التحرير الفلسطينية هي مكسب للشعب الفلسطيني وكل الشعب الفلسطيني قدم وضحى وليس أشخاص بعينهم، بل كل أطر الشعب الفلسطيني ضحت من أجل القضية الفلسطينية ومن أجل المكسب الوطني" "نحن ننادي ونقول بأنه: يجب على هذه المنظمة أن تضم الجميع ويتم إعادة بناءها بشكل صحيح" .
وحول شعار المؤتمر لهذا العام الذي يحمل إسم "75 عاماً وانا لعائدون" يقول الخضر : 75 عاماََ مرت على نكبة فلسطين ومن خلال قرائتنا للوقع نقول بأن النكبة لم تنتهي، النكبات تتوالى على الشعب الفلسطيني، مايجري بالقدس المحتلة الان هو بسبب نكبة فلسطين، ومايجري من حصار ظالم لغزة واعتداء سافر على المدنيين الأطفال والشيوخ كله بسبب نكبة فلسطين، وماجرى للفلسطينيين بالشتات من مجزرة صبرا وشاتيلا والمجازر الأخرى كلها بسبب نكبة فلسطين" " نعم 75 عاماََ ونكبة فلسطين مازالت مستمرة لذلك مؤتمر فلسطيني أوروبا بدورته العشرين أطلق شعاره "وانا لعائدون" للتأكيد بأنه وعلى الرغم من مرور 75 عاماََ على النكبة وعلى الرغم من النكبات التي تتوالى وتهجير الفلسطينيين ووعد بلفور ومجازر دير ياسين وكفر قاسم و و و، شعبنا لايزال متمسكاََ بكل فلسطين وبحق العودة للأرض" لافتاََ؛ بأن الشعب الفلسطيني هو وحدة واحدة وكل منا يناضل بموقعه وطريقته المناسبة حيث يوجد، و"الفلسطيني بأوروبا هو جزء من الشعب الفلسطيني ونحن نناضل من أجل حق عودة الاجئين الي ديارهم لعله يكون قطربا بإذن الله وليس على الله شيء بعزيز".
كما أكد "الخضر" بأن: مؤتمر فلسطيني أوروبا أو منصة المؤتمر هي ليست للكل الفلسطيني فقط بل هي أيضاََ للكثير من الأوربيين الأصليين من أحزاب دنماركية هولندية سويدية ...إلخ. لافتاََ؛ بأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي سيكون له نائب يعتلي المنصة ويلقي كلمة خلال أيام إنعقاد المؤتمر، كما سيكون هناك كلمة لحزب اليسار السويدي، بالإضافة لمشاركة نواب برلمان إيرلنديين وإيطاليين، وسياسيين وحقوقيين وأعضاء مجالس بلديات أوروبيين الأصل أيضاََ، وهذا يضاف إلى نجاح المؤتمر على مدار سنواته السابقة" .
من جهته؛ قال الصحافي والأكاديمي الفلسطيني السويدي - عدنان أبو شقرة - لـِ"علم24" بأنه لا يوجد فلسطيني واحد في أوروبا ينادى لمؤتمر لتأكيد حق العودة ولتثبيث هذا الحق ويتخلى عن المشاركة فيه. مؤكداََ؛ أن لؤتمر فلسطيني أوروبا عدة أهداف مهمة جداََ أبرزها مايلي:
اولاََ: تذكير المجتمع الأوروبي بإزدواجية معاييره عندما يتعلق الأمر بفلسطين، إذ رأينا "عندما احتل جزء من أوكرانيا كيف هب العالم الغربي لمساعدتها وتقديم الدعم المالي والعسكري لها" لذلك فنحن بصدد تذكير هذا العالم الغربي الذي أنشأ إسرائيل على أرضنا بأنه مسؤول عن هذه النكبة .
ثانياََ: تذكير الجيل الجديد بماجرى بفلسطين وتأكيد انتماءه بالأرض .
ثالثاََ: التشبيك بين أبناء شعبنا الفلسطيني المقيمين بمختلف الدول الأوروبية، إذ يتم اللقاء خلال المؤتمر بين الكتير من الفلسطينيين ويبنى بينهم عمل مشترك .
رابعاََ: يضم كل أشكال الطيف الفلسطيني بمعنى: كل التنظيمات ممكن تكون موجودة لكن والأساس بهذا المؤتمر أن يدخل الجميع "وقد ترك عباءته التنظيمية بالخارج أي عندما ندخل كلنا فلسطينيين وفلسطينات وعندما نخرج نبقى كلنا فلسطينيين وفلسطينيات"، ولكن نتفق على العمل من أجل حق العودة .
خامساََ: كشف زيف هذا الكيان خاصة أن قرار 273 الذي تحدث عن قبول "إسرائيل" بالأمم المتحدة كان يربط هذا الاعتراف بقرارين أساسيين وافقت عليهن "إسرائيل" الأول: قرار التقسم والثاني: حق العودة، إذاََ فنحن نعيد تذكير العالم الغربي بأنه لاشرعية لهذا الكيان إلا إذا تم تطبيق تلك القرارات التي هو وافق عليها بالأساس .
وأضاف "أبو شقرة": لذلك فإن مشاركتنا كفلسطينيين مقيمين بأوروبا هي إعادة لإثبات حق العودة، فصحيح نحن بالغرب لكن بمشاركتنا بهذه المؤتمرات وكأننا نرسل رسائل "لأبناء شعبنا بالداخل والشتات بأننا لن ننسى فلسطين، لن ننسى يافا، عكا وحيفا، لن ننسى غزة التي تعني لنا الكثير، وكذلك القدس وجنين وكل بقعة فلسطينية، لكن لا يتم عودتنا إلى فلسطين إلا بعودتنا لديارنا فمن هجر من يافا يعود إلى يافا ومن هجر من عكا يجب أن يعود إلى عكا، ولن نقبل إلا بذلك، كل فلسطين يعني كل فلسطين" .
وتابع قائلاََ: "إذاََ فمن الضروي المشاركة، مع الآلاف من أبناء شعبنا القادمين من كافة الأراضي الأوروبية للمشاركة و لرفع علم فلسطين، ويكفي بكتير من الأحيان أن نرفع العلم الفلسطيني عالياََ لإثبات بأن هذا الحق لن ينتهي إلا بعودتنا" .
وأشار أبو شقرة؛ بأن هذا المؤتمر هو تأكيد بأن مقولة القيادات الصهيونية "كبارهم يموتون والصغار ينسون" ماهي إلا زيف لن تجد طريقها في قلوب الفلسطينيين فقد انتقل حب فلسطين من الكبار للصغار، ولو رأيتم المشاركات فهي أكثرها من فئة الشباب وكأنهم يقولون لقيادات العدو: والله لن ننسى وسنبقى نقاتل ونقاوم مع إخوتنا بالداخل حتى نعود لفلسطين .. كل فلسطين .
وفي السياق؛ علمت "علم24" بأن: المؤتمر خلال أيام انعقاده سيكون موزعاََ إلى 9 مؤتمرات: مؤتمر بالإنجليزية "مخصص للشباب الفلسطينيين في أوروبا وذلك للتفكير فيما بينهم حول كيفية الدفاع عن القضية الفلسطينية والتشبيك بين بعضهم البعض للترافع عن حق العودة" إضافة إلى مؤتمر للمرأة الفلسطينية في أوروبا، وذلك بالإضافة لورشة للتفكير في تشكيل لوبي فلسطيني قوي .
كما سيعلن المؤتمر خلال انعقاده عن منصة "المبدعين" وهي منصة للاحتفاء بكل الكفاءات والمواهب الفلسطينية المميزة في أوروبا .
ومؤتمر "فلسطينيي أوروبا" هو مؤتمر يقام سنوياََ بالقارة الأوروبية، يهدف إلى جمع كل الفلسطينيين بتلك القارة تحت مظلة واحدة، يؤكدون فيها سنوياََ على حقهم الثابت والراسخ بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة كلها "دون أن ينقص منها شبر واحد" .
ويتضمن المؤتمر عدة فعاليات تبدأ بالنشيد الوطني الفلسطيني، يتخللها الرقصة الشعبية الفلسطينية "الدبكة"، ثم إلقاء كلمات لسياسيين وحقوقيين فلسطينيين وأوروبيين وعرب، يؤكد جميعهم على عدالة القضية الفلسطينية وعلى حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم .