ترجمات وتقارير
تقرير خاص|| موقف عابر يدفع بناشطة غزية للمساهمة بكسوة 600 طالب مدرسي بغزة
خاص علم24 - براء لافي - غزة - مع اقتراب المواسم السنوية بقطاع غزة، تزداد حاجة العائلات الفقيرة لتفقدها ومد يد العون لها من حين لآخر، وذلك نظراََ للعبء الذي يواجهونه ويثقل كاهلهم المثقل أصلاََ جراء ظروف مدينتهم المحاصرة منذ أكثر من 17 عاماً .
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد بمدارس غزة، المقرر يوم غدٍ السبت، لجأ أولياء الأمور إلى الأسواق خلال الأيام القليلة الماضية لتلبية حاجات أطفالهم من الزي المدرسي، والحقائب والقرطاسية وغيرها .
الناشطة الخيرية يسرى العكلوك، واحدة من بين هؤلاء الذين انطلقوا لإيجاد أفضل مايمكن إيجاده لأطفالهم؛ ومع تجولها بالأسواق لفتها موقف عابر جعلها تقيم حملة خيرية كاملة لأجله، دعماََ للعائلات المتعففة بغزة، وتتمثل بالمساهمة بشراء أساسيات المدرسة لأطفال غزة الفقراء .
وفي حديث مع "علم24" بينت العكلوك، أن "الفكرة جاءت من خلال موقف جعلني أفكر به كثيراََ؛ حين كنت أتجول مع أبنائي بأحد شوارع غزة لشراء مستلزماتهم المدرسية، لفتني طفل "متسول" ينظر لما أحمله من حاجيات لأبنائي بعين متعبة؛ قطعت الشارع لكن ذهني وتفكيري بقي عند ذلك الطفل ونظراته التي جعلتني أفكر به وبغيره الآلاف من الأطفال، وأنا أتساءل "هل يا ترى يذهب للمدرسة؟ ..قادر يشتري ملابس؟ .. شو شعوره طيب وهو شايف ابني الي بنفس عمره شايل شنطة جديدة ومتحمس لمرحلة جديدة من حياته وهو قاعد بالساعات عشان يطلع مبلغ مادي بسيط لا يساوي ثمن حقيبة مدرسية ..؟!" كما قالت بلغتها العامية التي تشرح صعوبة الموقف .
وقالت: "وصلت البيت مرهقة لأتفاجأ بوصول عدة رسائل لي تناشد بالمساعدة لتوفير احتجاجات أطفالها المدرسية من بين تلك الرسائل سيدة لديها 5 أيتام تناشد لكسوتهم المدرسية، شعرت حينها بالمسؤولية الاجتماعية الواقعة علي وأدركت بأن هذه إشارات من الله لمساعدة الغير" .
قررت "العكلوك" طلب المساعدة من عائلتها الثانية كما تقول والتي تقصد بها جمهورها على منصات التواصل الاجتماعي وصفحة "الانستجرام" الخاصة بها، البالغ عددها أكثر من 51 ألف متابع فكتبت قائلة: "نزلت ستوري بسؤال شو رأيكم لو عملنا حملة لكسوة طلاب المدارس؟! لأتفاجأ بحصول كلمة "نعم" على تصويت عالي جداََ ممن دعموا الفكرة وقرروا الدعم" .
وقالت: "ترددت في البداية لظروف خاصة بي لكن عندما رأيت كمية التشجيع وكيف جمع الله عدة رسائل ببعضها من مشهد الطفل وحتى رسائل المناشدات قررت فعلياََ البدء بالحملة" .
لجأت "العكلوك" فور قراراها البدء الفعلي بالحملة الخيرية الاستعانة بالصحفي حسن اصليح، نظراََ لعلاقاته المجتمعية وحسه المسؤول بمساعدة الغير قائلة: "أول ما فكرت بتطبيق الحملة فكرت بالزميل الصحفي حسن اصليح لعدة أسباب أهمها: كنت محتاجة شخص يسهل علي ويكون علاقاته منيحة مع الكل، وبحب مساعدة الغير، وفعلاََ حسن كان اختيار صحيح وسليم؛ إذ فتشنا سوياََ على المحلات، والمصانع التي تبيع بالجملة لنغطي فيها أكبر عدد من الأطفال المستفيدين بأفضل الأسعار" لافتة؛ بأنها وخلال وقت قصير حققا سوياً شيئاََ كبيراً، قائلة: "الحمدلله حققنا إشي كبير كتير وذلك بالرغم من أننا قمنا بالحملة بوقت متأخر وقبل انطلاق الموسم الدراسي بـ10 أيام؛ لكن وبفضل الله استطعنا إيصال زي وحقيبة مدرسية لأكثر 600 طفل مستحق" مُشيرة؛ بأن حاجة المواطنين مُلحة و"المسؤولية المجتمعية تفرض علينا كمؤثرين وصحفيين تفقد الغير من حين لآخر" . كما قالت .
وتُشير "العكلوك" بأن "هناك أيادي خير ومتبرعين كثر يريدون المساعدة لكنهم بالوقت ذاته لا يعلمون بمن يثقون، فاستطاعت أن تكون حلقة وصل بينهم للوصول للعائلات المستحقة والمتعففة بغزة" .
يِشار؛ إلى أن يسرى العكلوك هي زوجة الشهيد أسامة جمال الزبدة، وسبق أن أقامت حملات خيرية استهدفت العائلات المتعففة بغزة وكان أخرها حملة "إفطار صائم" التي لاقت نجاحاََ كبيراََ وذاع صيتها محلياََ، واستطاعت خلالها أن تكون حلقة وصل بين المتبرعين والمحتاجين الحقيقيين ما تعتبره بأن هذا هو "التأثير الحقيقي للقب المؤثرين؛ فيجب على المؤثر أن يشعر بآلام شعبه وهمومهم خاصة بهذه المواسم المميزة إذ تكون الناس شايلة همها خاصة بظروف غزة الاقتصادية الصعبة اللي كلنا عارفينها" .
ووجهت "العكلوك" دعوة لكل نشطاء ومؤثري التواصل الاجتماعي لاستخدام منابرهم واستغلالها بما يخدم أبناء شعبنا الفلسطيني "فشعبنا موجوع ويتحمل فوق قدرته ما يقع علينا جميعاََ مسؤولية اجتماعية بهذا الخصوص". لافتة؛ بأن "هناك خير كبير بغزة وهناك مصادر تمويل ومتبرعين كثر، لكن ما نحتاجه هو التكاثف والوقوف يداََ بيد لتشكيل قاعدة بيانات تشمل كافة مناطق القطاع، للوصول لأكثر المستحقين فعلاََ" .