ترجمات وتقارير
تقرير .. شهادات قاسية: الاحتلال يستخدم مدنيين دروعًا بشرية في مجمع الشفاء
غزة - علم24 - وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عدة إفادات متطابقة بشأن تعمد استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية رغمًا عنهم والزج بهم في ظروف شكلت خطرًا على حياتهم؛ لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة وفي محيطه، والمستمرة منذ فجر الاثنين الماضي.
وأكد الأورومتوسطي في بيان له، اليوم السبت، أن الإفادات التي جمعها تظهر أن قوات الاحتلال الإسرائيلية استخدمت مدنيين من المرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي كدروع بشرية واستغلتهم سواء لتحصين عملياتها العسكرية داخل المستشفى، أو لتشكيل ساتر خلف قواتها وآلياتها العسكرية، أو إرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمع الطبي، للطلب من سكانها إخلاءها، وذلك قبيل تنفيذ جيش الاحتلال لعمليات اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.
وقال “خ.ف” (طلب عدم الكشف عن اسمه)، وهو فلسطيني نازح كان يتواجد في مجمع الشفاء الطبي، إن القوات الإسرائيلية أمرته وثلاثة شبان آخرين بالدخول إلى عدة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن ثبتت كاميرات على رؤوسهم، وأجبرتهم على التحرك من خلال إصدار أوامر لهم عن بُعد باتجاه أماكن محددة لفحصها.
وأضاف: أنه أجبر على التحرك بأوامر من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مبنى الجراحة العامة داخل مجمع الشفاء الطبي لعدة ساعات متواصلة، قبل أن يتم إخلاؤه بشكل قسري مع زوجته وطفلته، فيما لا يعرف شيئًا عن مصير الشبان الآخرين الذين استخدمهم جيش الاحتلال كدروع بشرية في نفس الحادثة.
وأشار: أن جيش الاحتلال حرق عدة مبانٍ داخل مجمع الشفاء، بما في ذلك مخازن للأدوية، وجمع مئات المرضى والنازحين في مبنى واحد بينما نفذ إعدامات ميدانية عديدة في عدة أماكن داخل المجمع.
(احتجاز داخل الآليات)
من جهته: قال المسن “م.ن” وهو في الستينات من عمره إن جيش الاحتلال أجبر نجله البكر بالدخول إلى أقبية مجمع الشفاء وأماكن الصرف الصحي، فيما شاهد معتقلين آخرين وُضعوا داخل مدرعات أثناء القتال، وآخرين تم إجبارهم على الوقوف خلف قوات الجيش وآلياته العسكرية المتمركزة على أطراف مداخل المجمع، لتحصينها ومنع أي استهداف لها.
فيما أفادت زوجة ممرض أجبرها جيش الاحتلال الإسرائيلي على إخلاء المجمع دونه باتجاه مدينة دير البلح وسط قطاع غزة لفريق الأورومتوسطي، إنها شاهدت استخدام القوات الإسرائيلية زوجها كدرع بشري من أجل فتح أبواب أقسام في مجمع الشفاء على مدار عدة ساعات متواصلة، مشيرة إلى أن مصير زوجها ما يزال مجهولًا، وتخشى من تعرضه للتصفية.
(إخلاء منازل)
وفي السياق: أفاد أفراد من عدة عائلات تقطن في محيط مجمع الشفاء أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم شبانًا تم اعتقالهم من داخل مجمع الشفاء في الدخول إلى منازلهم من أجل الطلب منهم بإخلائها فورًا والنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة.
وذكرت سيدة من عائلة “عرفات” لفريق الأورومتوسطي، إنهم تفاجئوا بدخول شاب في نهاية الثلاثينات من عمره تم تعريته من ملابسه باستثناء ملابسه الداخلية، وأخبرهم أن "الجيش الإسرائيلي" أرسله لهم لإخلاء المنزل خلال 30 دقيقة وإلا سيتم قصفه فوق رؤوسهم، موضحة أنهم عند خروجهم من المنزل، تنفيذًا لطلب الإخلاء، شاهدوا عددًا من الشبان الفلسطينيين بنفس الحال، حيث أجبرتهم قوات الجيش على الدخول إلى المنازل المجاورة لتحذير سكانها.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم فجر يوم الاثنين الماضي مجمع الشفاء غربي مدينة غزة وسط إطلاق نار كثيف وتحليق لطائرات مسيرة، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى واعتقال مئات آخرين، فضلًا عن تدمير وحرق العشرات من المنازل السكنية المجاورة للمجمع بعد اقتحامها.
وأكد المرصد أن الشهادات التي جمعها تبين أن جيش الاحتلال أبقى وما يزال عددًا من المعتقلين من داخل مجمع الشفاء لأيام متواصلة في مناطق القتال، بغرض استخدامهم كدروع بشرية وجعل مواقع تجمع قواته وآلياته في مأمن من العمليات العسكرية.
ومساء اليوم: دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الأمين العام للأمم المتحدة ومفوضة الاتحاد الأوروبي للتدخل بشكل فوري وعاجل لمطالبة "إسرائيل" بوقف الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في مدينة غزة والكف عن حرق المباني السكنية والتنكيل بسكانها وتهجيرهم قسريًّا نحو جنوبي قطاع غزة.
وقال المرصد: وثقنا قيام "الجيش الإسرائيلي" بحرق عشرات المنازل السكنية غربي مدينة غزة وفي محيط مجمع الشفاء الطبي، وفي عدة حوادث: أشعلت "القوات الإسرائيلية" النيران بالمنازل خلال تواجد سكانها بداخلها، فيما تمنع من الاقتراب كل من يحاول إجلاءهم أو إطفاء النيران.