ترجمات وتقارير
تقرير "علم24": عام 2022.. الفلسطينيون بلا حقوق
خـاص علم24 - براء لافي - لعله بات واضحاً أمام العالم أجمع أن الحقوق الفلسطينية تعاني من "النقصان" أو ربما من "اللاحقوق" جميعها، خاصة وأن الفلسطيني يعيش ما بين الاحتلال من جهة، وسلطات الانقسام من جهة أخرى، حتى هُدرت حقوقه "الإنسانية"، وبات لا يتمنى سوى أن تمر أيامه بسلام.
ومنذ احتلال فلسطين، وشعبها يعاني الويلات والنكبات المتكررة، وذلك نتيجة لعدم التزامات دولة الاحتلال، بالمواثيق والقرارات الدولية التي نصت بكل وضوح على حق تقرير الشعب الفلسطيني، فبدأت عصابة الصهاينة بإقتلاعه من أرضه منذ عام 1948 وتهجيره وقتله مروراً حتى يومنا هذا مع تشكيل حكومة إسرائيلية هي الأكثر تطرفاً وحقداً على الفلسطينيين .
ترصد "علم24"، أبرز إنتهاكات الإحتلال للعام 2022:
الفلسطينيون وأسراهم
في أحدث تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا) أنه قياسا على المتوسط الشهري كان عام 2022 أكثر الأعوام دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة بتسجيل أعداد الشهداء بشكل منهجي في عام 2005، حيث استشهد 230 فلسطينياً بينهم 171 في الضفة الغربية، و53 من غزة أغلبهم قضوا في العدوان الإسرائيلي على القطاع في أغسطس/آب، و6 من فلسطينيي 48 .
وجاء في تقرير (اوتشا) أن؛ 9335 فلسطينًيا أصيبوا في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أو أثناء اقتحامه للمناطق الفلسطينية .
عدا عن تسجيل 6500 حالة اعتقال بين الفلسطينيين، فيما يقبع في سجون الاحتلال نحو 4700.
وخلال العام 2022، استشهد العديد من الأسرى بعد خروجهم من الأسر نتيجة للإهمال الطبي الذي تعرضوا له أثناء فترة الاعتقال لتفاقم الأمراض التي أصابتهم أثناء الاعتقال وعدم تلقيهم العلاج اللازم في حينها، ومن الأسرى المرضى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال مؤخراً الأسير ناصر أبو حميد والذي استُشهد بعد معاناة مع مرض السرطان وبسبب إهمال سلطات السجون لحالته، ويعتبر الأسير أبو حميد واحداً من 24 أسيراً يعانون مرض السرطان والأورام بدرجات متفاوتة، وهو من أصعب الحالات المحتجزة في سجون الاحتلال .
الصحفيون
"شيرين أبو عاقلة - الجزيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة" لم نعد نسمع هذ الصوت بعد يوم 11 مايو/أيار 2022 وذلك بعد أن إغتالته قوات الاحتلال، وأصابت إلى جانبها الصحفي علي السمودي، أثناء تغطيتهما اقتحام تلك القوات لجنين .
وبالرغم من محاولات الاحتلال التنصل من اغتيالها رفعت قناة الجزيرة ملفا كاملاً بخصوص استهداف مراسلتها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي يوم 6 ديسمبر/كانون الأول 2022 .
وفي السياق؛ سجلت مؤسسات حقوقية إحصائيات الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين/ات الفلسطينيين خلال العام 2022 على يد الاحتلال الإسرائيلي وتبين الإحصائيات أن: هناك ما يزيد على 160 انتهاكاً، منها 60 إصابة لصحفيين على يد جنود الاحتلال ، عدا عن الاعتقالات المتكررة بحق الصحفيين .
الأطفال
تعمدت "إسرائيل" بشكل متكرر بإستهداف وقتل أطفال فلسطين سواء في عدوانها المتكرر على قطاع غزة المحاصر أو في الضفة الغربية المحتلة مما يشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية التي "لم ترحمهم" .
وبحسب إحصائيات رسمية فلسطينية، قتل الإحتلال الإسرائيلي خلال العام 2022, 61 طفلاً فلسطينياً بواقع 44 طفلاً في الضفة الغربية و17 خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة .
ووفقاً لنادي الأسير الفلسطيني؛ فقد جرى اعتقال 811 طفلاً منذ مطلع العام الجاري 2022, ولا يزال 150 منهم في سجون الاحتلال، كما اعتقلت سلطات الاحتلال 11 طفلاً رهن الإعتقال الإداري .
الجانب النفسي
وفي الجانب النفسي ؛ قالت برامج الصحة النفسية والمجتمعية في الأونروا: إن الكثير من الأطفال الفلسطينيين بحاجة إلى الدعم النفسي والإجتماعي ًوذلك بسبب الحروب الإسرائيلية الدامية التي تترك أثراً نفسياً مدمراً في صحة الأطفال، يضاف إلى ذلك الأثر الموجود في نفوس أطفال غزة تحديدا وذلك بسبب الحصار المفروض عليهم منذ أعوام والصدمات التي يتعرضون لها باستمرار الناتجة عن أصوات الصواريخ المرعبة أو النزوح والتشتت المستمر وخسارة المنزل أو أحد أفراد العائلة .
وكثير هي الروايات التي تعرض لها الأطفال في فلسطين حتى باتت تشبه القصص والدراما من فظاعتها, و كلها أدت إلى فقد أي إحساس بالثقة أو الأمل في المستقبل، وأدت إلى صدمات نفسية تعيق حياة الطفل الفلسطيني وتعيق حق من أهم حقوق الطفل في العالم ألا وهو العيش بسلام دون أي ضغوط نفسية .
وفي جانب أخر فقد هدم الاحتلال؛ 833 مبنى فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة بما فيها مناطق شرقي القدس .
كما سُجل 793 هجوًما للمستوطنين منها 582 خلفت أضراراً بممتلكات الفلسطينيين و211 خلفت إصابات بينهم، وتُذكر هنا حادثة قيام أحد المستوطنين بطعن فلسطيني بسكين في صدره حتى استشهد أثناء دفاعه عن أرضه في منطقة سلفيت، في يونيو/حزيران 2022.
كما قام الاحتلال ومستوطنيه بإتلاف 13130 شجرة زيتون .
ومن ناحية الإستيطان؛ فقد صادقت إسرائيل على 116 مخططاً استيطانياً تستهدف 9700 دونم من الأراضي الفلسطينية بأكثر من 13 ألف وحدة استيطانية، منذ بداية 2022 حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول وذلك وفق معهد "أريج" المختص بمراقبة الاستيطان؛ عدا عن المصادقات الجديدة التي من المؤكد نتيجتها مع حكومة الاحتلال المتطرفة الجديدة .
وأخيرا وبالنظر إلى الإنتهاكات الإسرائيلية العلنية اليومية بحق الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، نستنتج أن القوانين الدولية جميعها لم تحقق السلام للفلسطينيين ولم تعطهم أي حق من حقوقهم الحياتية الإنسانية بل تشير تقديرات بأن "العام القادم قريباً 2023 ستكون أكثر عنفاً من قبلها، وذلك بسبب صعود اليمين المتطرف لدى الاحتلال والتأثير السلبي لحكومة نتنياهو على فلسطين، حيث تعكس صعود خطاب الفصل العنصري في النظام السياسي الإسرائيلي المتشدد ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه" .