ترجمات وتقارير
حلم والدة كريم يونس يتحقق بغيابها
خاص "علم24" - براء لافي - في وقت مبكر من فجر اليوم الخميس، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس، بعد 40 عاماً من الاعتقال في سجونها، ليتحقق بذلك حلم والدته التي لم تتمكن من أن تعيش هذه اللحظات بعد أن رحلت عن الدنيا .
"الحاجة صبحية" التي غيبها قدر الله قبل 8 أشهر عن عمر يناهز 88 عاماً، قضت حياتها كلها وهي تنتظر بأن ترى ابنها خارج سجون الظلام ولو لفترة قصيرة، كما قالت في لقاء سابق "إن شاء الله يما بتطلع ياكريم .. يارب يا كريم تطلع وأشوفك والله يعطيني عمر أعيشه معك لو سنتين" ، لتغيب وهي الحاضرة في وجدان ولدها "كريم".
وفور الإفراج عنه؛ وصل كريم إلى قبر والدته، وألقى برأسه على حجارة القبر وكأنه يعانق فيها روح والدته، ثم بكى بحرقة، وقال: "أنا أمي تحملت معي كتير .. حملتها فوق طاقتها .. هي غابت بس بتشوفني من السماء" .
وأضاف الأسير المحرر: "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية .. إن شاء الله يما بقدر أكون عند حسن ظنك" .
وعن تفاصيل الإفراج عنه قال كريم: "اقتحموا عليّ السجن ليلاً ونقلوني بشكل مفاجئ من الزنزانة، وفي الطريق نقلوني من مركبة إلى مركبة ثم تركوني عند أقرب محطة للباصات وقالوا لي اذهب إلى عارة".
وأضاف: "لطف الله جعلني أقابل بعض العمال الفلسطينيين الذين تعرفوا علي ثم هاتفوا أهلي وبقوا معي إلى وصول أشقائي والاطمئنان علي" .
وهكذا وصل كريم إلى بيته في وادي عارة بالداخل المحتل لكن دون والدته التي انتظرته طوال عمرها، ليقول للصحفيين: "سامحوني أنا لا أشعر بأي شيء حاليًا .. لا يوجد بداخلي ما أشعر به .. لا استطيع أن أتحدث عن ما بداخلي وشعوري .. اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس .. وقد أتعود على ذلك مع الأيام المقبلة".
وعن رسالة الأسرى قال الأسير المحرر: "الأسرى يحملون الكثير من التساؤلات والرسائل .. أنا تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم .. هناك أسرى يحملون الموت على أكتافهم .. استشهاد ناصر أبو حميد في ظل انعدام الأمل أصبح الأسرى يدخل سهم اليأس لقلوبهم ولكن عزائنا أننا سنبقى صامدون" .
يذكر أن كريم يونس من مواليد 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958 في قرية عارة، بالداخل الفلسطيني المحتل، اعتقل في الأول من حزيران/ يونيو 1983، وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي" .
وكانت المحكمة العسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً عليه بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها لتصدر حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة أي أربعين عاماً .
ليفرج عنه اليوم بتاريخ 5يناير 2023، بين جماهير شعبه الفلسطيني الذي إحتضنه وأرسل إليه كل مشاعر الحب والتقدير من غزة المحاصرة للقدس العاصمة، ومن الضفة المحتلة وصولاً "لبيت كريم" لـوادي عارة في الداخل الفلسطيني المحتل.