تقرير علم24 - غزة - مع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون حول العالم بتجهيز أنفسهم لاستقبال عيد الفطر السعيد كلٌ حسب عاداته وطقوسه في بلاده، وفي فلسطين وتحديداََ بقطاع غزة يكثر شراء السمك خاصة نوعي "الرنجة" و "الفسيخ" إذ يعتبر تناولهما من أهم طقوس الإفطار في أول أيام العيد السعيد بالقطاع، واستعداداََ لذلك تنشط المصانع والمعامل بالقطاع المحاصر للعمل المضاعف، لما عليهم من مسؤولية لتوفير السمك بكميات تكفي لجميع المواطنين بغزة .

ويعتبر معمل حجازي للسمك المدخن-المملح - في مدينة رفح - جنوب قطاع غزة واحد من أشهر المعامل بالقطاع، التي تنتج على مدار العام ودون توقف سمك "الرنجة" و "الفسيخ" لكن وكما يقول أصحاب المعمل فيكثر نشاطه عشر أضعاف خلال موسمي رمضان والعيد .

إذ يُخبر - إبراهيم حجازي وكالة "علم24" قائلاََ: "نعمل على مدار السنة لكن بموسمي رمضان والعيد يكون هناك ضغط كبير ومضاعف، مضاعف جداََ بنسبة 10 أضعاف مانعمله بالسنة تقريباََ، لذلك نبدأ التجهيزات قبل العيد بشهر لكي نستطيع تلبية طلبيات كل التجار، لنغطي قطاع غزة بالكامل" .

ويضيف: "مع اقتراب عيد الفطر المبارك، يزداد الطلب على الرنجة والفسيخ بشكل خاص لما تمثله من طقوس فلسطينية" .

وحول آلية تحضير "الرنجة" يقول "حجازي" لـِ"علم24" :"نقوم بشراء "السمكة النرويجية" وتنظيفها جيداََ من الأحشاء الداخلية، ثم نقوم بغسلها وتجفيفها من الماء بشكل متقن جداََ ووضع كميات كبيرة من المحلول الملحي عليها، ووضعها في ثلاجة حفظ لعدة أيام، وبعدها إخراجها وغسلها جيدًا من الملح وتجفيفه" .

ويضيف: "يتم تعليق السمك في مشابك حديدية (شنكل) على قضبان حديدية صغيرة بشكل طولي، على ارتفاع متر داخل فرن من الصفيح، وإشعال النار داخل الفرن باستخدام بقايا الخشب (النجارة) والفحم فقط، وإقفال الفرن 10 ساعات على الأقل" .

وتابع: بعد ذلك وهي المرحلة الأخيرة تقريباََ نقوم بإخراجه من الفرن ووضعه أمام مراوح هوائية كي يبرد ومن ثم يتم تغليفه في كراتين ومظاريف بلاستيكية، عبر آلة حرارية مُخصصة، ووضعه في ثلاجات عالية التبريد؛ كي لا يتعرض للفساد أو التلف، لنقوم بعد ذلك بتوزيعها في الأسوأق المحلية والمولات ليتم بيعها للمواطن .

وينوه "حجازي" بأن هذا العام يشهد ارتفاع طفيف بالأسعار وذلك بسبب الغلاء العالمي من ملح، نيلون، كرتون بالإضافة لنوع السمك المستخدم حيث كان الكيلو بـ9 شواكل فقط واليوم ارتفع ليصبح بـِ12 شيكل. مؤكداََ؛ بأنه وبالرغم من ذلك ومن كل التوترات المحيطة بقطاع غزة إلا أن العمل جاري قدر المستطاع لإتمام مراسم عيد الفطر السعيد بكل مكوناته .