ads image
علم 24 412 يوماََ و #غزة_تُباد
علم 24

ترجمات وتقارير

خاص علم24 || في الذكرى الـ41 لمجزرة صبرا وشاتيلا .. رائحة الموت لاتزال عالقة

16/09/2023 الساعة 04:51 (بتوقيت القدس)

تقرير علم24 - براء لافي - غزة - في السادس عشر من سبتمبر 1982 أي قبل قرابة الـ41 عاماََ؛ غابت شمس الحياة عن مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان (وهما من ضمن المخيمات الفلسطينية الـ12 المتواجدة على الأراضي اللبنانية) وحل مكانها ظلاماََ دامساََ عم الأرجاء، لتنفذ حينها أكثر الجرائم دموية ووحشية في العالم "مجزرة صبرا وشاتيلا" التي راح ضحيتها أكثر من 3500 شهيداََ فلسطينياََ ولبنانياََ ذُبحوا بدم بارد على مدار 3 أيام متواصلة .

ففي ذلك اليوم وحتى قبل أيام منه بدأت المؤامرة حين فُجع فلسطينيو ذلك المخيم وبعض العائلات اللبنانية المتواجدة فيه؛ بمجموعات من ميلشيات من "القوات اللبنانية" و"جيش لبنان الجنوبي" وكلاهما عملاء "لإسرائيل" ؛ تتقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية إلى مخيم صبرا وشاتيلا المقابلة لمستشفى عكا في منطقة كانت تسمى "الحرش"، وانتشروا في جميع شوارع المخيم وسيطروا عليه بالكامل؛ بحجة البحث عن 1500 مسلح فلسطيني، وذلك بالرغم من علم الجميع بإستحالة ذلك؛ بعد مغادرة مقاتلي منظمة التحرير لبيروت وخلو المخيمات من قطعة سلاح واحدة. كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بمساندتهم من خلال تطويق الموقع وإنارته ليلاََ بالقنابل المضيئة لتسهيل مهمة القتلة بعيداََ عن أنظار العالم ووسائل الإعلام، في حين تتحدث الروايات أن "شارون" اعتلى سطح مبنى السفارة الكويتية السابق المطل على المخيم، للإشراف بنفسه على مراقبة مجريات المجزرة .

وعلى مدار 3 أيام بلياليها؛ ارتكبت تلك المجموعات وجنود الاحتلال الإسرائيليون مذابح بشعة ضد أهالي المخيم العزل، استخدموا فيها الرشاشات والمسدسات والسكاكين والسواطير والبلطات وكل ماأَوتوا من أسلحة وأدوات قذرة .

مشاهد لايتحملها العقل :

تتذكر أم عباس (75 عاماً) وهي لبنانية من سكان صبرا شهدت المجزرة، مشاهد "لا يمكن تخيّلها" قائلة: "ماذا رأيت؟ إمرأة حامل أخرجوا الطفل من بطنها، بعدما شقوه إلى جزئين.. من نُحر عنقه ومن قطعت أطرافه" .

وتضيف: " أن إمراة أخرى كانت حامل أيضًا، انتزعوا الطفل من أحشائها" .

فيما نقل أحد شهود العيان: بأنه رأى جثة إمرأة عجوز ملقاة على كومة من الحجارة بعد أن ضُرب عنقها بواسطة "بلطة" وإلى جانبها جثة حصان انتفخ بطنه، وبدا أنهما قُتلا في أول أيام الحصار .

كذلك نقل شهود عيان عايشوا المجزرة مشاهد لحوامل بقرت بطونهن وألقيت جثثهن في أزقة المخيم، وأطفال قطعت أطرافهم، وعشرات الأشلاء والجثث المشوهة التي تناثرت في الشوارع وداخل المنازل المدمرة، كما اقتادوا ممرضين وأطباء من مستشفى عكا إلى وجهات أخرى حيث تمت تصفيتهم .

من جهتها؛ روت ميساء الخطيب "للجزيرة" ذكريات دخولها مع والدتها مخيم شاتيلا بعد المجزرة مباشرة للإطمئنان على أحبتها التي لم تجدهم فقد قضوا جميعاََ في المجزرة قائلة: "اعتقدت أن والدتي أصابها الجنون حينها؛ حيث لم تستوعب ما رأته وبدأت بالصراخ بشكل هستيري؛ إذ كانت فاجعتها الأكبر في بيت شقيقتها ذيبة أحمد الخطيب، حيث وجدتها مع أبنائها التسعة وزوجها جثثاََ، وقد قُتل كل منهم بطريقة مختلفة .." .

وخلال تنقلها بين أزقة المخيم؛ سمعت "الخطيب" من بعض الناجين عن عدد كبير من الشبان من الجنسين جُمعوا في شاحنات ونقلوا لجهة غير معلومة، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن وكأنهم دفنوا بشكل جماعي دون أن يدركهم أحد.

وتقول "الخطيب": "واصلت التقدم بين أسراب الجثث حتى بيت خالتي وهو الأول في المخيم، الذي تحول فيما بعد إلى مقبرة جماعية، دفن فيها جميع شهداء المجزرة وبُني عليه نصب تذكاري؛ إذ لم تتوقف مشاهد الموت عند بيت الخالة، ففي كل زقاق في المخيم كانت الجثث فرادى وجماعات. ولعل أكثر ما علق بذهني مشهد رأس متفجر لطفلة كانت ترتدي تنورة باللون البني، وبجانبها عدد من الجثث المكدسة فوق بعضها. وكأنهم قتلوا بشكل جماعي" .

المتورطون بالمجزرة (إسرائيل وعملاؤها) :

ارتكبت مجزرة صبرا وشاتيلا على أيدي حزب الكتائب اللبناني المسيحي "القوات اللبنانية" بقيادة إيلي حبيقة، وجيش لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد وهو الجيش الذي أسسته "إسرائيل" أثناء اجتياحها لبنان في يونيو/حزيران عام 1982، وهرب أغلب عناصره إلى "إسرائيل" بعد تحرير الجنوب عام 2000؛ وكذلك على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أرييل شارون آنذاك إذ كانت مهمة جيش الاحتلال الإسرائيلى الأولى محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة، ومنع هرب أى شخص وعزل المخيمين عن العالم، لتسهيل قتل العزل، بوحشية لا مثيل لها .

عدالة غائبة :

رغم الإدانة العالمية للمجزرة الأكثر بشاعة في العالم؛ لم يتم محاكمة أي من الذين شاركوا فيها؛ ولم يتم محاسبة أي إسرائيلي ثبت تورطه بها؛ بل إن مجموعة من الناجين قاموا برفع دعوى قضائية على وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي في حينه أريئيل شارون، في بلجيكا، لكن المحكمة رفضت النظر في القضية في أيلول/سبتمبر 2003 .

ويرى الفلسطينيون بأن هذا تحديداََ هو السبب الذي لم يرفع عنهم الظلم الذي يعيشونه منذ عشرات السنين؛ وكذلك السبب الذي يدفع "بإسرائيل" مواصلة جرائمها أينما حلت (فهي بطبيعة الحال لن تتلقى أي عقاب) .

ويرى الفلسطينيون كذلك؛ بأن العدالة يمكن أن تتحقق يوماََ ما بشرط واحد " تخلي العالم؛ ومحافل العدل الدولية عن ازدواجية معاييرها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل" .