ترجمات وتقارير
خاص "علم24": هل سلم "أبو الرعد خازم" نفسه لأمن السلطة وأصبح ضمن من شملهم العفو الأمني
جنين - خـــــاص "علم24" - لم يكن فتحي خازم (57 عامًا)، مجرد والد لشهيدين أحدهما "رعد" الأكبر الذي نفذ عملية إطلاق نار في شارع ديزنغوف في السابع من أبريل/ نيسان الماضي، وقتل 3 إسرائيليين قبل أن يستشهد مشتبكًا في يافا المحتلة، قبل أن يودع نجله الثاني "عبد الرحمن" الذي استشهد مشتبكًا بعد حصاره في جنين بتاريخ الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول من العام الجاري.
تحول "أبو الرعد" منذ اللحظة الأولى التي رفضها فيها التجاوب مع ضابط لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" بعد استشهاد نجله رعد بساعات، بتسليم نفسه، للتحقيق معه حول فيما إذا كان له علاقة بالعملية التي نفذت، وتحول منذ ذلك الوقت لمطارد للاحتلال، فخرج بعد أن احتشد سكان جنين أمام منزله يخطب فيهم، محرضًا على القتال ضد الاحتلال والسير على طريق الشهداء وتنفيذ مزيد من العمليات، ليصبح هدفًا بشكل أكبر للاحتلال.
حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي اختطاف أبو الرعد في إحدى العمليات، ثم لاحقت نجله عبدالرحمن وحاولت اعتقاله ووالدته وشقيقه الأصغر، لكنهم نجوا بصعوبة، لتصبح العائلة بأكملها هدفًا للاحتلال.
وبعد حصار نجله عبدالرحمن واستشهاده، خرج أبو الرعد الذي تحول لأيقونة للمقاومة، صابرًا محتسبًا لم يبكي نجله، وودعه بثبات المؤمنين الصابرين، وحينها ظهر بجواره المطلوب ماهر السعيد المتهم بتنفيذ عملية الأغوار، ما زاد من "جنون" ضباط الشاباك الذين فوجئوا بوصول السعيد "غوادرة" إلى جنين، رغم الملاحقة المشددة له ومحاولة الوصول إليه في مكان العملية.
في الأيام الأخيرة، نشرت العديد من الصور لـ "أبو الرعد"، وهو في أحد المشافي بجنين بحالة صحية طارئة، نقل على إثرها إلى رام الله بسبب الإمكانيات الطبية الأكبر، وهو ما أثار الكثير من التكهنات عن طريقة نقله إلى هناك، ثم بعد أيام نشرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية تقريرًا أشارت فيه إلى أن "الخازم" وهو رجل أمن فلسطيني متقاعد قد حصل على "اتفاق عفو" كما المطلوبين الآخرين مقابل تسليم جثمان الإسرائيلي الدرزي الذي قتل في حادث سير قبل أسابيع قليلة في جنين، وأثير حول احتجاز جثته من قبل المقاومة في جنين الكثير من الجدل ما بين رافض ومؤيد مقابل تسلم جثامين الشهداء المحتجزة.
"علم24" تحدثت مع مصادر مقربة من "أبو الرعد الخازم"، ونفت أن يكون نقل أيقونة المقاومة في الضفة الغربية إلى أحد المستشفيات في رام الله أن يكون تم مقابل مقايضته على جثة الدرزي، مشيرةً إلى أنه كان أحد الشخصيات التي لعبت دورًا هامًا في محاولة الوصول لحل وسط يمنح الاحتلال من ارتكاب مجزرة في المخيم على إثر خطف الدرزي بعد أن تم التأكد من أنه لا يخدم في جيش الاحتلال.
ووفقًا للمصادر، فإن أبو الرعد نقل إلى مستشفى الاستشاري في رام الله بعد تدهور حالته والحاجة لرعاية طبية خاصة، وتم نقله بمركبة خاصة لضابط كبير في جهاز الأمن الوطني الذي كان يخدم فيه الخازم.
وتوضح المصادر، أن الظروف الصحية التي ألمت به، إلى جانب مخاوفه على ما تبقى من أفراد عائلته بعد تدمير منزلين له وتشريدها، قرر "أبو الرعد" البقاء في رام الله لفترة لحين تحسن أوضاعه الصحية المتردية في الآونة الأخيرة، إلى جانب محاولة تجنيب ما تبقى من أبنائه أي خطر على حياتهم، وليجتمع شملهم بعد أن فرقتهم الملاحقة المستمرة.
ولفتت المصادر، إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد اتفاق فعلي لينضم أبو الرعد لاتفاق "العفو عن المطلوبين"، مشيرةً إلى أن هناك ضغوط عليه من قبل بعض الأطراف من أجل ذلك، وحتى أن هناك قيادات في مقاومة جنين حثوا أبو الرعد في اتصالات معه بقبول عرض قيادات من السلطة عليه وذلك من أجل ظروفه الصعبة خاصة وأنه وصل إلى مرحلة متقدمة من العمر.
ولم تستبعد أن يوافق أبو الرعد على العرض المطروح عليه من أجل شمله ضمن "عفو المطلوبين"، لكنه حتى اللحظة يفكر بالعودة |لى جنين بعد تعافيه تمامًا وقد يبقي بعض أفراد عائلته في رام الله.