ads image
علم 24 413 يوماََ و #غزة_تُباد
علم 24

عربي ودولي

خبراء: تحالف واشنطن بالبحر الأحمر يفتقر للدعم الإقليمي .. الدول العربيّة تتجنّب الصراع مع الحوثيين

22/12/2023 الساعة 10:37 (بتوقيت القدس)

صنعاء: يرى خبراء أن تحالف ما يُسمّى "حارس الازدهار" الذي تقوده الولايات المتحدة "لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثي اليمنية"، لا يحظى بدعم إقليمي لشن حرب محتملة في اليمن، مؤكدين أن الهدف الأساسي من التحالف هو "حماية إسرائيل".

ومع استمرار هجمات الحوثيين على السفن التابعة "لإسرائيل" منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت واشنطن في 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري تشكيل تحالف "حارس الازدهار"، وهو قوة عمل بحرية دولية تهدف إلى "حماية السفن التجارية التي تبحر عبر البحر الأحمر من هجمات الحوثيين في اليمن".

ويتألف التحالف من بريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا والبحرين وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة .

و"تضامنا مع الفلسطينيين" الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية مدمرة في قطاع غزة، أعلنت جماعة الحوثي في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر ، الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

وتوعدت الجماعة في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "إلى حين وقف العدوان على غزة"، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

الدول العربيّة تتجنب الصراع مع الحوثي :

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجموعة الأزمات الدولية، جوست هلترمان، إن "الدول العربية لا تريد الدخول في صراع مع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن".

وأضاف هلترمان: "لا أعتقد أن الدول العربية حريصة مثل الغربية على قتال الحوثيين".

وأشار إلى أن الدول الغربية لا تريد الانخراط في الأزمة مباشرة، قائلا إنها تريد "إنشاء قوة ردع" فقط.

وذكر هلترمان أن "السعودية ليس لديها مصلحة في التحالف، ولا تريد الانجرار إلى الحرب أكثر"، موضحا أن "الرياض تريد الخروج من الحرب في اليمن".

ولفت إلى أن "السعودية منخرطة بشكل كبير في المفاوضات مع الحوثيين"، موضحاً أن "الانضمام إلى التحالف قد يعني على الأرجح وقف تلك المفاوضات".

وأشار: إلى أن "الدول العربية بشكل عام تنظر بإيجابية إلى قيام الدول الغربية بهذا الدور، لأن لديها مصالح مشتركة في حرية الحركة التجارية".

حماية "إسرائيل" :

من جهته؛ ذكر أستاذ علوم السياسية بجامعة أنقرة، أطاي أكدفيلي أوغلو، أن "القوة متعددة الجنسيات التي تم تشكيلها بقيادة الولايات المتحدة ضد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر مسؤولة عن وقف الصواريخ التي يمكن إطلاقها على إسرائيل من مسافة قصيرة".

وأضاف أن "القوة ستحاول أيضا تأمين أنشطة النقل في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين".

وبيّن أن القوة المذكورة "من الأرجح أنها ستنجح"، مضيفا أن "الولايات المتحدة وحلفائها سيرسلون سفنًا مزودة بمعدات تقنية".

وذكر أكدفيلي أوغلو أن "الهدف المباشر للقوة المذكورة هو حماية إسرائيل".

وتابع: "الهدف على المدى الطويل، هو تأمين التجارة البحرية في المنطقة، تماما كما في حالة القراصنة الصوماليين، لأن النظام الغربي والنظام الرأسمالي العالمي يعتمد في الواقع على أمن الشحن البحري".

وفي إشارة إلى أن معظم التجارة في النظام الرأسمالي العالمي تتم عبر البحر، ذكر أكديفيلي أوغلو أن "غياب الأمن في نقاط العبور المهمة مثل البحر الأحمر أمر غير مقبول بالنسبة للنظام العالمي".

واستبعد "احتمال شن الولايات المتحدة هجوما على الحوثيين بشكل مباشر، وجر اليمن إلى الحرب"، مضيفا أن "التهديد الذي يشكله الحوثيون ليس خطيرا".

وأكد أكدفيلي أوغلو أن "خطوة الولايات المتحدة متعددة الجنسيات جاءت لأغراض رمزية وسياسية"، موضحا أن "الولايات المتحدة لن تشارك في هجمات مباشرة ضد الحوثيين".

وذكر أن "البيت الأبيض لن يجد تدخلا مباشرا في اليمن مناسبا للسياسة الداخلية، إلا إذا زاد الحوثيون من هجماتهم بشكل كبير"، مشيرا إلى أنه لا يتوقع مثل هذه الخطوة من الحوثيين.

تدخُّل محدود :

من جانبه؛ أشار الخبير بشؤون دراسات الخليج بمركز أبحاث الشرق الأوسط (أورسام)، مصطفى يتيم، إلى أهمية اليمن بالنسبة لإيران.

وأوضح أن "إيران اكتسبت الآن جبهة مختلفة في اليمن من أجل الضغط على الجهات الغربية وإسرائيل وردعها"، إضافة إلى سوريا ولبنان.

وأشار يتيم إلى أن "جبهة اليمن في وضع حرج بسبب موقعه"، موضحاََ أن "الحلف الأميركي متعدد الجنسيات أنشئ بهدف حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وردع خطر الحوثيين في اليمن".

وذكر يتيم أن "أغلبية المشاركين في التحالف من دول غربية، إضافة إلى البحرين التي لها نهج مختلف في التعامل مع احتلال غزة".

وأضاف: "يمكن القول إن قدرة التحالف على التدخل في الصراع اليمني ومنع الحوثيين محدودة للغاية".

وتابع: "من ناحية أخرى، يرتبط هذا التحالف بالرسالة الموجهة إلى إيران والجهات غير الحكومية التي تدعمها، ومفادها أنه قد تكون هناك عواقب وخيمة إذا تعمق الصراع أو اتسع، وزادت المخاطر التي يشكلها اليمن على إسرائيل والنقل البحري في البحر الأحمر".

وأشار يتيم إلى أنه "من المستبعد أن تتجه الولايات المتحدة إلى جبهة غامضة".

وأضاف: "واشنطن لم تشارك في صراعات اليمن من قبل، ولن تتجه إلى جبهة مختلفة وغامضة، حيث من المستبعد جدا أن يحظى ذلك بدعم الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة".