ترجمات وتقارير
دكتورة صيدلة غزية تتحدى "البطالة" بمنتجات الجمال
غزة - علم24 - براء لافي - مع تفاقم كابوس البطالة لخريجي قطاع غزة دون حلول ملموسة لمعاناتهم، قررت دكتورة صيدلانية غزية أن لا تستسلم للصفوف المحبطة، لتلجأ لمشروع خاص بها، يساعدها بذلك تخصصها الجامعي، فأقامت فكرة مشروع أطلقت عليه اسم "جوري لصناعة مستحضرات التجميل الطبيعية" .
الدكتورة هبة دلول إحدى خريجات الصيدلة من جامعة الأزهر بقطاع غزة، أنشأت كمكافحة للبطالة من حولها مشروع (تجميلي علاجي) ساعدها بذلك معرفتها بالمكونات والمستلزمات بفضل دراستها الجامعية لتخصص الصيدلة .
تقول هبة لـ "علم24": "أنا خريجة صيدلة من جامعة الأزهر منذ عشر سنوات، عملت خلال تلك السنوات لدى العشرات من الصيدليات بغزة وبكل مرة لم يكن الأمر مجديًا، ولم أستطع أن أخذ حقي بالشكل الذي أستحق، فكنت طيلة فترة عملي أفكر بأن أخطو خطوة خارج الصندوق وأن ألجأ للاعتماد على نفسي بظل الظروف الصعبة التي يعيشها خريجي القطاع".
وأضافت: "في إحدى الأيام، أعلنت نقابة الصيادلة بغزة عن دورة لصناعة بعض الكريمات الجمالية للمبتدئين، وهنا كانت صفارة البداية، حيث التحقت بالدورة وإلتحقت من بعدها لمستوى أخر (المتوسط)، ثم التحقت بالدورة الأخيرة، وهي المرحلة المتقدمة جداً لأحقق صناعة بعض المواد بشكل جيد وفعال" .
وتكمل "دلول" لـ "علم 24": " بدأت بتجارب تلك المنتجات وهي كلها طبيعية لا خوف منها على نفسي وأهلي والجيران بشكل مجاني فقط للتجربة الأولى، لأجد مفعولها بشدة وسط مطالبات بمزيد من الكميات" .
مع الوقت؛ قررت "دلول" أن تستغل إحدى غرف منزلها لتحوله إلى "معمل"، إذ تقول: "أنشأت معملي الصغير بالبيت وهو عبارة عن غرفة من غرف المنزل، وحولتها للعمل فيها، وأقضى ساعات طويلة للخروج بأفضل نتيجة ممكنة، وأضع جميع المستلزمات التي أحتاجها للعمل ومكيف لتكييف درجة الحرارة حسب متطلبات المنتج وذلك للحفاظ عليه" .
وتقول: "بدأت من معملي بالمنزل، صناعة المنتجات وهي عبارة عن "كريمات علاجية للشعر/للبشرة" (واقي شمس - مرطبات مختلفة للجسم - علاج حبوب الشباب - علاج للقشرة - شامبو وبلسم علاجي لأنواع الشعر المختلفة" والكثير، ثم أقوم بعرضها للبيع على صفحاتي الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي وأضع تحت كل منتج مواصفاته واستخداماته، والشكر لله حيث أجد في كل مرة إقبال على الشراء وأثر رجعي وتعليقات إيجابية أكثر من السابق" .
وتضيف:" عند شراء أي طلب خاصة الطلبات العلاجية أقوم بالتحدث مع الحالة والاستفسار جيداً حول وضعها، للحصول على أفضل وصف ولتحصل هي/هو على أفضل مايناسبهم من علاج" .
وتؤكد دلول؛ "أستخدم بكافة منتجاتي مواد طبيعية 100٪ ، وجميعها عبارة عن (زيوت+أعشاب+فيتامينات) وهي كلها منتجات جمالية وعلاجية منافسة ذات جودة عالية" .
وفي السياق؛ تعاني الدكتورة دلول من شح بعض المستلزمات وعدم توفر أخرى وذلك بسبب منع الاحتلال دخولها لغزة، وتقول: "بعاني من انقطاع بعض المستلزمات والأعشاب بغزة وهاد لأنو الاحتلال الإسرائيلي بمنع دخولها" .
وتتابع بثقة: "لكن بفضل الله وبفضل دراستي كدكتورة صيدلة أستطيع أن أجد أغلب الوقت بدائل لتلك المواد الغير متوفرة" .
وتشارك هبة دلول، بالمعارض التي تقام بين كل فترة بقطاع غزة، مضيفةً: "أشارك في المعارض ومن خلال تلك المشاركات أصبح هناك ثقة متبادلة بيني وبين الزبائن خاصة أننا نتقابل وجهاً لوجه ونتحدث عن جميع التفاصيل، حيث يكون شرح منتج ما على أرض الواقع أسهل وأقرب عن الشرح الافتراضي" .
كما أن المعارض بالنسبة لهبة تحقق نسبة بيع أفضل؛ كما تقول .
عدا عن أن "الدكتورة"؛ لديها نظام "بكجات" تزيد نسبة البيع في كلاهما حسب المواسم فمثلاً: فصل الصيف له مجموعة خاصة يحتوي على منتجات للبشرة مع واقي شمس مناسب للجميع،
أما في الشتاء فتكون البكجات للتشققات وعلاج القشرة .. إلخ" .
ومن أبرز ما تعالج "الدكتورة": "أكزيما الجلد" "القشرة لدى الرجال والنساء" "الآلام العضلية" والكثير ..
كما تنتج "دلول"؛ الكثير من المواد العطرية بروائح وأشكال مختلفة .
وبإبتسامة واثقة تخبر "هبة" الحاصلة صفحتها بموقع "إنستجرام" على أكثر من 37 ألف متابع/ة "علم24" عن حصول منتجاتها ترخيص وزاري قائلة: "بفضل الله وبعد جهد متواصل حصلت منتجاتي قبل سنوات وبعد الفحص على تصديق من وزارة الاقتصاد" .
وتطمح هبة؛ بأن يكون لها مكان (معرض) خاص بمنتجاتها تستطع افتتاحه قريباً على أرض الواقع، يحمل علامة منتجاتها التجارية .
وبحسب منظمة أوتشا؛ فإن مستويات البطالة في قطاع غزة تُعد من بين الأعلى في العالم، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل خلال الربع الأول من العام 2022 إلى 48,6 .