عربي ودولي
دولة أوروبية استقبلت لاجئاً واحداً فقط منذ بداية 2023
أظهرت منصة الأمم المتحدة الخاصة بعملياتها في البحر الأبيض المتوسط، أن مهاجراً واحداً فقط نزل في مالطا منذ بداية العام الجاري، مقارنة بأكثر من 20 ألف في إيطاليا، ما يمثل ثلاثة أضعاف ما كان عليه الوضع في نفس الفترة من عام 2022 .
وتُتهم "مالطا" بعدم القيام بما يكفي لمساعدة المهاجرين الذين يعانون من مصاعب في البحر، خاصة إذا ما أخذت بالاعتبار آليات تعامل الحكومة مع أزمة المهاجرين .
وأوضح مارك ميكاليف - مدير مرصد شمال إفريقيا والساحل في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، أن "الجغرافيا تلعب دورا كبيرا. مالطا تتأثر بتدفقات المهاجرين الذين يغادرون من شرق طرابلس، بينما تتأثر إيطاليا (لامبيدوزا) في الغالب من القوارب التي تغادر من غرب طرابلس، والتي تعتبر أنشط بكثير من تلك الموجودة في شرق العاصمة" .
وأضاف: "لا أستبعد أيضاً أن مالطا تنجح في الضغط (على الجهات الليبية) من أجل اعتراض المهاجرين على البر في أماكن مثل مدينة الخمس (مدينة ساحلية ليبية شرق طرابلس)" .
ومن جانبه؛ يعتقد موريس شتيل من منظمة "هاتف الإنقاذ”، أن العامل الرئيسي لقلة عدد الوافدين إلى مالطا، هو “سياسة مالطا المنهجية لعدم مساعدة المهاجرين" .
وتحاول قوارب المهاجرين في الوقت الحاضر عبور منطقة البحث والإنقاذ المالطية للوصول إلى لامبيدوزا، أو حتى صقلية، الأمر الذي يطيل الرحلات ويزيد من خطورتها بالطبع .
وأضاف شتيل: "يبدو أن المهاجرين الذين يحاولون الفرار من شمال إفريقيا، وخاصة ليبيا، يدركون أنهم لا يستطيعون الاعتماد على أي مساعدة قادمة من مالطا" .
من جانبه؛ أشار - تامينو بوم، وهو منسق في منظمة “سي ووتش” غير الحكومية للبحث والإنقاذ، في لقاء مع صحيفة "تايمز أوف مالطا" بأنه وعلى الرغم من عدم تقديم السلطات المالطية المساعدة للمهاجرين، إلا أن الطائرات التابعة للقوات المسلحة المالطية لا تزال “نشطة للغاية” في البحر المتوسط وتنقل المعلومات إلى خفر السواحل الليبي .
وفي كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، ذكرت الصحيفة ذاتها أنه وفقا لمنظمة “سي ووتش”، أصدر مركز تنسيق الإنقاذ في مالطا، تعليمات لسفينتين تجاريتين بتجاهل 45 شخصا في محنة في البحر، محذرا إحدى السفن من أن الإنقاذ سيعتبر اعتراضا في أعالي البحار، أي أنها جريمة بموجب القانون الدولي .
وفي وقت سابق من هذا الشهر، استضافت مالطا اجتماعا لوزراء من خمس دول متوسطية في الاتحاد الأوروبي، حيث تمت مناقشة نهج أكثر تشددا في التعامل مع أزمة الهجرة، يركز على الوقاية والإعادة إلى الوطن .