ترجمات وتقارير
رغم استمرار الحرب: افتتاح روضة للأطفال في غزة
غزة - علم24 - على وقع أصوات الأغاني والأهازيج، يتفاعل الأطفال ويرقصون بإحدى رياض الأطفال التي تم افتتاحها حديثًا في مدينة غزة استعدادًا لاستئناف العملية التعليمية، التي توقفت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
في ساحة صغيرة بروضة "سراج الأقصى"، يمسك عدد من الأطفال أيديهم بشكل دائري، ويدورون مع بعضهم البعض في جو مفعم بالسعادة، متجاهلين أصوات القصف وآلة الحرب الإسرائيلية.
توزعت رسومات هؤلاء الأطفال بألوانها الزاهية على الجدران واللوحات، معبرة عن أحلامهم وأمانيهم بغد أفضل يعمه السلام.
وبينما تمنحهم تلك الروضة، التي تعد الأولى من نوعها بعد الحرب في المناطق المحاصرة إسرائيليًا شمال قطاع غزة ومدينة غزة، الأمل في العودة للدراسة النظامية مستقبلاً، رغم الأوضاع القاسية التي يمرون بها، جراء "حرب الإبادة" على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
"تأهيل نفسي"
روضة "سراج الأقصى"، يوضح تقرير لوكالة "الأناضول"، اليوم السبت، افتتحتها معلمات فلسطينيات بجهود شخصية، وتستقبل الأطفال من مدينة غزة وشمال القطاع بداية من عمر 4 سنوات في فصول دراسية بهدف تأهيلهم نفسيًا لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة من جديد.
وحول هذه الخطوة، ينقل التقرير عن مديرة الروضة، إكرام خلة، قولها: "لقد تمكنا من افتتاح روضة تعليمية في مدينة غزة، استجابةً لطلب الأهالي الذين يرغبون في عودة أطفالهم إلى مقاعد الدراسة".
وتضيف: "إعادة الأطفال إلى الدراسة تشمل تنظيم أنشطة ترفيهية لهم، وتقديم الدعم النفسي من أجل تخفيف آثار المأساة التي شهدوها بسبب الحرب".
وتتابع: "سننتقل بعد ذلك إلى مرحلة التعليم الفعلية للأطفال؛ بهدف بناء جيل متعلم، على الرغم من التحديات الصعبة التي نواجهها والمتمثلة بنقص الكادر التعليمي ومستلزمات الدراسة والكتب التعليمية واستمرار الحرب".
بدورها: عبرت نسرين أبو نحل، وهي والدة أحد الأطفال الذين انضموا إلى الروضة، عن سعادتها برؤية الطلاب يعودون إلى مقاعد الدراسة.
ولفتت: في حديثها للأناضول، إلى أن هذه الخطوة "تأتي في وقت يعاني فيه الأطفال من ظروف نفسية صعبة نتيجة للحرب" و"نحن نسعى لبناء جيل متعلم" و"الأطفال في هذا العمر يحتاجون إلى التعليم والتطور".
وعبرت الأم الفلسطينية الغزية عن أملها في انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعودة جميع الطلبة إلى مدارسهم، ودعت إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال وأسرهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها بسبب الحرب.
يجدر التذكير بأن قوات الاحتلال تستهدف منذ بدء حربها على غزة بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق التعليمية؛ ما تسبب في تدمير واسع في المدارس والجامعات.
تدمير للبنية التعليمية
في غضون أشهر الحرب: دمرت "إسرائيل" 103 مدارس وجامعات بشكل كامل، و311 بشكل جزئي، وفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أفاد في بيان، الأربعاء، بأن "الجيش الإسرائيلي حوّل بعض المدارس في غزة (خلال الاجتياح البري) إلى قواعد عسكرية وتمركز لقواته وآلياته، ومراكز احتجاز واستجواب وانتهاكات تعذيب".
وبحسب المرصد: يقدر بأن "أكثر من 6500 طالب و756 معلمًا استشهد وأصيب آلاف أخرون حتى منتصف أبريل، فيما تزداد الأعداد كل يوم، ويستمر حرمان ما لا يقل عن 625 ألف طالب من حقهم في التعليم على مدار عام دراسي كامل".
وفي السياق: يحذر خبراء بالأمم المتحدة من "إبادة تعليمية متعمدة" في غزة، عقب تدمير أكثر من 80 بالمئة من مدارس القطاع.
ففي بيان مشترك لـ 19 خبيرًا ومقررًا أمميًا مستقلاً، جاء أنه "مع تضرر أو تدمير أكثر من 80 بالمئة من مدارس غزة، قد يكون التساؤل معقولاً عما إذا كان هناك جهد متعمد لتدمير نظام التعليم الفلسطيني بشكل شامل، وهو عمل يعرف باسم الإبادة التعليمية".
وحذر الخبراء من أن "الهجمات القاسية المستمرة على البنية التحتية التعليمية في غزة لها تأثير مدمر طويل الأمد على حقوق السكان الأساسية في التعلم والتعبير عن أنفسهم بحرية؛ مما يحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم"، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتحدة"، بحسب التقرير.