عربي ودولي
سانتياغو بينيا يفوز بالانتخابات الرئاسية في باراغواي ويرسخ سلطة اليمين
(أ ف ب) -اختار الناخبون في باراغواي رئيسا من الحزب اليميني الممسك بالسلطة منذ قرابة ثمانية عقود على حساب منافس من يسار الوسط تمحورت حملته على مكافحة الفساد المستشري.
حصل سانتياغو بينيا الاقتصادي ووزير المالية السابق البالغ 44 عاما على أكثر من 42 بالمئة من الأصوات، لتتواصل بذلك هيمنة حزب كولورادو اليميني المحافظ، وفق ما أظهرت النتائج.
وحصل منافسه إفراين أليغري البالغ 60 عاما من تحالف أحزاب يسار الوسط على نحو 27,5 في المئة، على الرغم من تقدمه بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي.
وخالفت النتيجة الاتجاه السائد في أميركا اللاتينية مؤخرا بتصويت الناخبين للأحزاب اليسارية لمعاقبة الطبقة السياسية والأحزاب الكبرى.
يحكم حزب كولورادو بشكل شبه متواصل منذ 1947 رغم تحول النظام من ديكتاتوري إلى ديموقراطي عام 1989.
لكن بينيا اضطر خلال الحملات الانتخابية للدفاع عن نفسه من وصمة العار التي لحقت بمرشده السياسي الرئيس السابق هوراسيو كارتيس الذي وصفته واشنطن رسميا عام 2022 بأنه "فاسد بشكل كبير" ومنعت دخوله إلى الأراضي الأميركية والتعامل معه.
وفي أول كلمة يلقيها بعد انتخابه شكر بينيا كارتيس على "تفانيه الثابت للحزب" وسط هتافات أنصاره في مقر الحزب.
وأقر أليغري بالهزيمة، قائلا "لم يكن الجهد كافيا".
دعي نحو 4,8 ملايين ناخب من بين عدد السكان البالغ 7,5 ملايين نسمة، لاختيار خلف للرئيس ماريو عبده بينيتيز الذي أنهى ولاية يحددها الدستور بخمس سنوات.
كما صوتوا لانتخاب نوابهم، وحقق حزب كولورادو أكبر حصة في مجلس الشيوخ بنحو 43 بالمئة.
ورغم أن التصويت إلزامي في هذه الدولة، إلا أن نسبة المشاركة بلغت 63 بالمئة فقط.
وشكل الفساد المستشري والجريمة والفقر مواضيع رئيسية في الحملة الانتخابية.
ومثل منافسه أليغري، فإن بينيا محافظ وله مواقف متشددة من الإجهاض وزواج المثليين في بلد تدين الغالبية الساحقة فيه بالكاثوليكية.
وفيما يتعلق بالسياسات الدولية، تعهد بينيا الحافظ على العلاقات الدبلوماسية مع تايوان، بعكس أليغري الذي وعد بنقل الاعتراف الرسمي إلى الصين.
وباراغواي واحدة من 13 دولة فقط في العالم - والوحيدة في أميركا الجنوبية - تعترف رسميًا بتايوان.
وهنّأت الأخيرة بينيا على انتخابه.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان الإثنين "بناء على القيم المشتركة مثل الديموقراطية والحرية والصداقة التقليدية بين البلدين، سنواصل تعزيز التعاون والتبادلات مع الحكومة الجديدة في باراغواي".
كما تعهد بينيا في تصريحات لوكالة فرانس برس بنقل سفارة باراغواي في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
أشار أليغري مرارا إلى الفساد المستشري في حزب كولورادو.
وتحتل باراغواي المرتبة 137 من أصل 180 في ترتيب منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية.
ومن المتوقع أن يسجل الناتج الإجمالي المحلي الفردي نموا بنسبة 4,8 بالمئة في 2023، بحسب البنك المركزي، و4,5 بالمئة وفق صندوق النقد الدولي، وهي من أعلى المعدلات في أميركا اللاتينية.
غير أن ربع السكان يعانون من الفقر.
فمجموعات السكان الأصليين وسكان أحياء الصفيح يشكون الإهمال بشكل خاص وقال كثيرون منهم إنهم لن يصوتوا.
وقد تعهد بينيا خلق نصف مليون وظيفة دون توضيح كيفية القيام بذلك.
وقال في خطاب الفوز "اعتبارا من غد (الإثنين) سنبدأ في التخطيط لباراغواي نريدها جميعا، بدون تفاوتات اجتماعية غير عادلة. أمامنا الكثير من العمل".
وتمثل الجريمة مصدر قلق أيضا. فقد قتل النائب العام لمكافحة غسل الأموال ورئيس بلدية يحارب الجريمة وصحافي في 2022، في تصفية حسابات بين كارتيلات.
ولأن حدود باراغواي مليئة بالثغرات (غير ساحلية وتقع بين البرازيل والأرجنتين وبوليفيا) فهي نقطة عبور رئيسية لتهريب المخدرات إلى أوروبا.
وقالت مارتا فرنانديز (29 عاما) لوكالة فرانس برس بعد الإدلاء بصوتها في أسونسيون "نأمل في فوز الأقل سوءا. الجميع لديهم نقاط ضعف".
وفي العاصمة أيضًا قالت الناخبة آنا باروس (60 عاما) "أقله يجب أن نأمل في انخفاض نسبة الجرائم. ما أتمناه كأم أن يتمكن الأطفال من الدراسة والعمل".