ترجمات وتقارير
طلبة توجيهي الأوائل .. بين فرحة النجاح ومرارة ظروفهم من ينقذ أحلامهم من الضياع؟
تقرير علم24 - براء لافي - غزة - منذ اللحظات الأولى التي تم فيها الكشف عن نتائج الثانوية العامة للعام 2023، الخميس الماضي، بدأت أصوات أوائل الطلبة الفلسطينيين بقطاع غزة تتعالى مستنجدين بإنقاذ مستقبلهم وأحلامهم من الضياع وذلك نظراََ للحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أسرهم العاجزة عن سداد رسوم التعليم الجامعي بفعل سيل الأزمات الامحدودة التي يمر بها القطاع وسكانه منذ سنوات .
الطالبة - نور محمد السرساوي، هي واحدة من إحدى تلك الحالات التي تفوقت بمعدل 96.3 بالفرع العلمي، وذلك بالرغم من ظروف عائلتها الصعبة، والأصعب من تلك الظروف فقدان نور لوالدتها الشهيدة - ميساء السرساوي بتاريخ 20/7/2014، في مجزرة الشجاعية، إحدى مجازر الاحتلال الإسرائيلي التي نفذها خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2014، في حين كانت "نور" تبلغ من عمرها 8 سنوات فقط، لتُحيي اليوم ذكراها بالتميز والنجاح وتهدي روح والدتها ماكانت تتمناه لها .
تُحدث "نور" التي تطمح لدراسة الطب وكالة علم24 قائلة: "قررت أدرس الطب وأنا طالبة بالمدرسة، بالإعدادية تحديداََ، إذ كان الجميع وأولهم عائلتي يصفوني بالطيبة والرحيمة مع الجميع، ولأن الأطباء هم ملائكة الرحمة أطمح بأن أكون طبيبة وأدعو لدعمي ومساعدتي لتحقيق حلمي بدراسة الطب، وذلك نظراََ لسوء الأوضاع التي نعاني منها، خاصة وأن والدي لايعمل ولن يستطع بطبيعة الحال تسديد رسوم الجامعة لي .." .
وتُشير "نور" بأن دافعها الأكبر للنجاح بجانب والدها وخواتها هي عيون والدتها الراحلة قائلة: "عندما ظهرت نتائج الثانوية العامة 2014 رأيت بعيني فرحة أمي بنجاح أختي أنسام علمت حينها أن الطريق لإسعاد أمي تفوقنا وتميزنا، لذلك اجتهدت وثابرت ليكون هذا سبيلي لأعبر لأمي الراحلة عن حبي لها" ، "الفرحة التي كنت أراها بعيون أمي وأبي وعيون خواتي خاصة اختي الكبيرة هي دافعي الوحيد لنجاحي وستبقى هذه الفرحة التي أراها لنجاحاتي المقبلة بإذن الله" .
وفي قصة أخرى مشابهة: ظهر الطالب خليل القرطوس، من سكان النصيرات وسط قطاع غزة، في مقطع فيديو على منصات التواصل الإجتماعي يناشد كل من يستطيع أن يكمل فرحته وفرحة عائلته بالإلتحاق بالحياة الجامعية ودراسة التخصص الذي لطالما حلم به "الهندسة".
علماََ أن "القرطوس" حصل على معدل 98.6 من الفرع العلمي .
من جهته؛ عانى الطالب - محمد سلامة من سكان خانيونس جنوب قطاع غزة، خلال دراسته الثانوية العامة حيث كان يعمل لساعات خارج المنزل خلال اليوم، ليعيل أسرته ولتدبير طلبات بيته، ومع ذلك ورغم ظروفه الُمرة التي عاشها فقد حصل على معدل 95,7، ويطمح بأن يحقق أحدهم حلمه بإكمال دراسته الجامعية .
وفي حكاية ربما هي الأكثر وجعاََ، حصل الطالب - محمد مقداد على معدل 98.9 في الفرع العلمي، وذلك بالرغم من ظروف منزله الغير صالح للمعيشة، حيث لاتتعدى مساحة منزله الـ 30 متراََ .
ويناشد "مقداد" بأن يُنظر له بعين الرحمة وأن يتكفل أحدهم بدراسته وبإصلاح وضع عائلته، علماََ بأن الطالب المذكور له أخوة سابقين تفوقوا بالثانوية العامة قبل سنوات، ولم يستطيعوا الالتحاق بالحياة الجامعية نظراََ لظروف المعيشة الصعبة جداََ لديهم .
ووفقاََ لإحصائيات سابقة؛ فقد تسببت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنين في قطاع غزة بحرمان عشرات الآلاف من الطلبة الجامعيين من الالتحاق بمقاعد الدراسة، بالإضافة لتراجع عدد المسجلين لسنوات، وسط تحذيرات من انهيار المنظومة التعليمية في حال استمر الوضع على ما هو عليه .