ads image ads image ads image
علم 24

ترجمات وتقارير

كيف يدمر العدوان الإسرائيلي القطاع الزراعي في غزة؟

05/05/2024 الساعة 12:25 (بتوقيت القدس)

غزة - علم24 - عد مرور أكثر من 7 أشهر على الغزو الإسرائيلي لغزة، تضررت قدرة القطاع على إنتاج الغذاء والمياه النظيفة بشدة بحسب تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ودمرت الغارات الجوية والخرافات الإسرائيلية المزارع والبساتين، وقد ذبلت المحاصيل التي تركها المزارعون الذين يبحثون عن الأمان في جنوب غزة، وتركت الماشية لتموت.

وتقول الصحيفة : "لقد كان لدى أشرف عمر الأخرس مزرعة عائلية في بيت لاهيا، شمال غزة بالقرب من الحدود مع "إسرائيل".

وقال: إن الجرافات الإسرائيلية هدمت المنزل في أواخر كانون الثاني، بالإضافة وقلبت الزراعية ومشاريع الطاقة الشمسية، لإفساح المجال لإقامة منطقة عازلة عسكرية".

وقال الأخرس لصحيفة واشنطن بوست: مشياََ إلى الصور ومقاطع الفيديو عن حياته التي انتهت الآن: "لقد عملنا في مزرعتنا الكبيرة التي ورثناها من أسلافنا، لقد قمنا بزراعة البرتقال والليمون والبطاطس والباذنجان والطماطم والخيار".

وبحس الصحيفة: فقد أصبح ما جرى لمزرعة الأخرس قصة الزراعة والمزارع في غزة كلها.

ويكشف التحليل اللاحق للبيانات الزراعية وصور الأقمار الصناعية والمقابلات مع الخبراء والفلسطينيين التي أجرتها الصحيفة في القطاع كيف أن النظام الزراعي الضعيف بالأساس أصبح الآن مدمراََ.

وردا على سؤال للتعليق على مستوى الدمار في القطاع الزراعي في غزة: قال جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن "حماس والمنظمات الأخرى تقوم بشكل غير قانوني بوضع أصولها العسكرية في مناطق مدنية مكتظة بالسكان". وأضاف مدعياََ: أن أفعاله "تستند إلى الضرورة العسكرية وبما يتوافق مع القانون الدولي".

وحتى قبل الحرب: كان يتم استيراد معظم الفواكه والخضروات في غزة إلى القطاع، كانت قدرة غزة على إطعام شعبها محدودة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن بسبب الحصار العقابي الخانق الذي فرضته "إسرائيل" على القطاع منذ 2007.

وسيطرت "إسرائيل" على جميع المعابر الحدودية باستثناء معبر واحد؛ ومنعت إمدادات الكهرباء والمياه؛ ومنع الغزيون من الوصول إلى مياه الصيد العميقة قبالة الشاطئ؛ كما وقيدت استيراد وتصدير البضائع.

ونتيجة لذلك: كانت الزراعة وصيد الأسماك في كثير من الأحيان مشروعات صغيرة الحجم ولكنها ضرورية. وقام سكان غزة بالزراعة وصيد الأسماك حيثما استطاعوا، وقاموا ببناء "الدفيئات الزراعية – Hot Houses " على أسطح المنازل، وجمع مياه الأمطار لأغراض الري، وتجهيز القوارب لتشغيلها بزيت الطهي أو محركات السيارات. وتنتشر بساتين الزيتون الصغيرة وأشجار الفاكهة في المناظر الطبيعية.

وكانت المنتجات المحلية – الطماطم والخيار والباذنجان والأعشاب والفلفل الحار الأحمر والأخضر – تذهب إلى الأسواق أو مباشرة إلى طاولات المطبخ. واعتمدت الأسر على الإنتاج المحلي في أكثر من 40 بالمئة من فواكهها وخضرواتها حتى عام 2022، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وكانت الزراعة تمثل ما يقرب من نصف إجمالي مساحة أراضي غزة قبل الحرب، وفقا ليونوسات، مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة؛ وقد تضرر الآن 45 بالمائة من تلك الأراضي الزراعية.

قال خبراء قانونيون إنه بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجوز للأطراف المتحاربة حرمان المدنيين العالقين في النزاع من الحصول على الغذاء أو الماء. ويمتد هذا أيضًا إلى استهداف البنية التحتية الغذائية.

وقال توم دانينباوم، الأستاذ المشارك في القانون الدولي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس: "مع استثناءات محدودة للغاية، يُحظر مهاجمة تلك الأشياء أو تدميرها أو إزالتها أو جعلها عديمة الفائدة".

وأضاف دانينباوم أنه عندما يواجه المدنيون المجاعة والبنية التحتية للمياه والغذاء - مثل أعمال الري والحقول الزراعية - فإنهم لا يفقدون وضعهم المحمي لمجرد أن المقاتلين يقومون بعمليات من داخل السكان المدنيين.