ترجمات وتقارير
مع قدوم رمضان .. لن يزين مستفيدي الشؤون قلوب أطفالهم
تقرير علم24 - براء لافي - غزة - أيام معدودات ويطرق شهر رمضان المبارك أبواب المسلمين حول العالم، وبهذه المناسبة الدينية الكبرى يبدأ الناس بتزيين حاراتهم، شوارعم، بيوتهم، مهنئين بعضهم البعض بقدوم شهر الله الذي أنزل فيه القرآن، ليفتحوا له الأبواب ويستقبلوه بكل بهجة وأبهى حلة، وفي ذات الوقت سيأتي رمضان على "آخرون" يستقبلونه بخجل وكسرة نفس، وإنطفاء في قلوب أطفالهم الذين لم يتمكنوا من إشعال الفانوس والزينة الرمضانية كالعائلات المتعففة من مستفيدي الشؤون بقطاع غزة المحاصر، والسبب في ذلك يعود لتأخر صرف مستحقاتهم المالية من قبل المسؤولين عنهم وعن ملفهم بوزارة المالية في رام الله .
سبب التأخير؟
صرح وزير التنمية الاجتماعية - أحمد مجدلاني أمس الأحد الموافق 20 مارس 2023 ، بأن سبب تأخير صرف دفعة من مخصصات الشؤون الاجتماعية يأتي بسبب الظروف المادية التي تمر بها الحكومة، نتيجة الاستقطاعات "الإسرائيلية" لأموال السلطة الفلسطينية، لافتاََ؛ بأن وزاته تبذل جهدها للصرف قبل أو خلال رمضان، الخبر الذي نزل كالصاعقة على مسامع مستفيدي الشؤون خاصة بعد كم الوعود التي تلقوها سابقاََ بصرف مخصصاتهم مع بداية العام الجديد ووعود أخرى قبل شهر رمضان المبارك .
حالات صعبة :
تشكو "فاطمة" لوكالة "علم24" سوء أحوالها وأحوال أطفالها نتيجة تأخر الصرف المستمر لشيك الشؤون الذي تعتاش منه هي وأطفالها الأربعة وزوجها المريض فتقول: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل من كان سبب في معاناتنا، كل شهر يقولون لنا الشهر الجاري .. الشهر الجاي، ولا يصرف لنا، نسمع كم وعود ونسمع أخبار مختلفة ونتفائل دون جدوى .." .
وتضيف: "ماذنب أطفالي أن يأتي رمضان عليهم دون زينة وفانوس كباقي الأطفال؟ وماذنبي أنا؟ أنا التي أصبحت أخجل من رؤية أصحاب البقالات بسبب الدين المتراكم علي لهم، والآن ونحن على أبواب الشهر الكريم من أين سآتي "بالمونة الرمضانية لأطفالي" .
وتشير "فاطمة" بأنه "لا سبيل لها ولأبنائها سوى الصبر والشكوى لله على كل من ظلمهم" .
لايختلف الحال كثيراََ لدى "محمد" من جنوب القطاع الذي ظهر غاضباََ في فيديو مباشر وهو يشكو الله ويناشد رئيس الوزراء اشتية والوزير مجدلاني لصرف مخصصات الشؤون الخاصة بهم، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك عليهم وعلى أطفالهم مايستدعي شرائهم لبعض الحاجات والمستلزمات الضرورية "لسترة" منازلهم .
من جهتها؛ تقول "أم أحمد" التي تعيل أبنائها الثلاثة بعد هجران والدهم لهم ولها بأنها "تعاني" من توفير احتياجات أسرتها، أو حتى توفير مايستلزم من علاجات عند مرض أحدهم، وذلك بسبب سوء المعيشة الاقتصادية، خاصة بأنها لا دخل لها سوى شيك الشؤون والمساعدة الخفيفة من بعض الأقارب والجيران .
وقفات منددة
وقبل أيام، نظم مستفيدو الشؤون الاجتماعية بقطاع غزة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التنمية الاجتماعية، طالبوا خلالها بصرف مخصصاتهم المالية التي هي حق لهم ولأطفالهم، خاصة مع تزايد أوضاع المعيشة الصعبة وتفشي البطالة بالقطاع، ومع دخول شهر رمضان المبارك عليهم، مايزيد من متطلبات الأسر .
وخلال تلك الوقفة قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمطالبة بحقوق فقراء ومنتفعي الشؤون الاجتماعية - صبحي المغربي حينها بأن "هذه الوقفة تأتي للمطالبة العاجلة بصرف مخصصات الأسر الفقيرة والاستجابة لمعاناتهم" لافتاََ؛ بأن الاتحاد الأوروبي أوفى بما عليه وقام بتحويل الأموال لوزارة المالية في رام الله لصالح برنامج شيكات الشؤون الاجتماعية منذ أسابيع مضت .
ودعا "المغربي" الرئيس محمود عباس إلى تحمل مسئولياته تجاه الأسر المتعففة في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر إصدار أوامره الفورية بصرف شيكات الشؤون وانتظام مواعيد صرفها، والعمل على زيادة تلك المخصصات بما يعزز من كرامة الإنسان الفلسطيني. مطالباََ؛ الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي بزيادة الضغط، وتحمل ضمان وصول تلك الأموال لمستحقيها .
كما دعا "المغربي" القطاع الخاص والبنوك وشركات الاتصالات وغيرهم من الشركات الكبرى والتجار ورجال الأعمال إلى تفعيل صندوق المسؤولية الاجتماعية وزيادة التكافل الاجتماعي عبر استهداف تلك الأسر بشكل دوري لتعزيز صمودهم وتحسين واقعهم الاجتماعي .