عربي ودولي
هجمات أميركية جديدة ضد الحوثيين ومجلس الأمن يبحث العدوان على اليمن
صنعاء: نفذت سفينة حربية أميركية هجمات جديدة استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء؛ فجر اليوم السبت.
وأورد إعلام تابع للحوثيين: بأن طيران الولايات المتحدة وبريطانيا استهدف العاصمة صنعاء بعدد من الغارات؛ وأفيد بأن الضربات الجديدة استهدفت مطار صنعاء ومحيطه وقاعدة الديلمي الجوية القريبة منه؛ دون الإبلاغ عن أي تفاصيل إضافية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، أن "الجيش الأميركي نفذ ضربة أخرى في اليمن".
وقال مسؤول أميركي: إن "الولايات المتحدة نفذت الليلة بشكل منفرد ضربات إضافية في اليمن ضد أهداف للحوثيين واستهدفت منشأة رادار لهم".
وأضاف: أن "الضربات الجديدة ضد الحوثيين أقل نطاقا بكثير من تلك السابقة".
ويأتي تجدد الهجمات على اليمن بعد أن هدد الحوثيين بالرد على الغارات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضد مواقع تابعة لهم، متوعدين باستهداف مصالح البلدين التي قالوا إنها باتت "أهدافا مشروعة".
وذكر مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، دوغلاس سيمز، أن الحوثيين أطلقوا "صاروخا واحدا على الأقل" الجمعة، لكن أي سفينة لم تصب.
ولاحقاََ: قال الرئيس الأميركي - جو بايدن، إن الولايات المتحدة "سترد إذا واصل الحوثيون سلوكهم غير المقبول" واستمروا في مهاجمة سفن في البحر الأحمر.
ونُفّذت الضربات الأميركية والبريطانية فجر الجمعة على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، ما صعّد المخاوف من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وحذر المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين الجمعة في بيان من أن "كل المصالح الأميركية البريطانية أصبحت أهدافا مشروعة للقوات المسلحة اليمنية ردا على عدوانهم المباشر والمعلن على الجمهورية اليمنية".
كما توعّد نائب وزير الخارجيّة في حكومة الحوثيّين حسين العزي بالردّ، قائلا "يتعيّن على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا".
وكان الناطق العسكري باسم الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء شاسعة من شمال اليمن أبرزها العاصمة صنعاء، أعلن في وقت سابق أن الضربات استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، مشيرا إلى سقوط خمسة قتلى.
وأضاف المتحدث العسكري العميد - يحيى سريع أن الغارات أسفرت عن سقوط خمسة قتلى وستة جرحى في صفوف الحوثيين، متحدثا عن أن 73 غارة قد نُفّذت.
مما يذكر أن الحوثيين يشنون منذ أسابيع هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر مرتبطة "بإسرائيل"، وذلك تضامنا مع قطاع غزة وتنديداََ بالحرب الإسرائيلية المدمرة المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي سياق متصل: بحث مجلس الأمن الدولي، بطلب من روسيا الغارات التي شنتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
وفي الجلسة قال مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسة والسلام في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، محمد خالد خيري، "دوامة العنف التي نشهدها قد تتسبب بعواقب سياسية وأمنية واقتصادية وإنسانية خطيرة في اليمن والمنطقة".
و"تضامنا مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لحرب إبادة إسرائيلية بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.
وتستحوذ التجارة البحرية على 70 بالمئة من واردات إسرائيل، ويمر 98 بالمئة من تجارتها الخارجية عبر البحرين الأحمر والمتوسط، وتساهم التجارة عبر البحر الأحمر بـ34.6 بالمئة في اقتصاد إسرائيل، بحسب وزارة ماليتها.
موسكو: نأسف للغارات :
وأعرب مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، "عن أسفه للغارات" التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا.
ووصف نيبينزيا القصف الغربي على اليمن بأنه "انتهاك للقانون الدولي" ودعا المجتمع الدولي "لإدانة القصف طالما لم يكن بتفويض من الأمم المتحدة"
وذكر نيبينزيا أن الهجمات لا يمكن اعتبارها دفاعًا عن النفس وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وقال "لا يمكن تطبيق مبدأ الدفاع عن النفس لضمان حرية الملاحة".
وبالمقابل ذكّرت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، أن بلادها أدانت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر عدة مرات.
لندن: الحوثيون يعرضون الأبرياء للخطر :
وأشارت وودوارد إلى أن الحوثيين استهدفوا أيضًا السفن البريطانية، قائلة: "لقد اتخذنا خطوة محدودة وضرورية ومتناسبة مع الولايات المتحدة الليلة الماضية".
واعتبرت وودوارد أن الحوثيين عرضوا حياة الأبرياء للخطر من خلال تنفيذ أكثر من 100 هجوم بطائرات بدون طيار وهجمات صاروخية منذ تشرين الثاني/نوفمبر، وقالت "نحن مصممون على الحفاظ على حرية الملاحة".
واشنطن: الغارات على اليمن تتماشي مع الحق بالدفاع عن النفس :
أما المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد وصفت الهجمات على اليمن بأنها كانت "متناسبة" وتتماشى مع القانون الدولي والحق في الدفاع عن النفس.
ودعت أعضاء مجلس الأمن ممارسة الضغط على إيران لإنهاء هجمات الحوثيين، قائلة: "الهجمات نُفذت بعد استنفاد كافة الوسائل غير العسكرية".
وكان البيت الأبيض، أعلن فجر الجمعة واليوم السبت أيضاََ، في بيان مشترك لـ 10 دول أنه "ردًا على هجمات الحوثيين ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وصدر البيان المشترك باسم حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، وفق ما نشره البيت الأبيض.
ورغم الهجمات جددت جماعة الحوثي في بيان صادر عن المجلس السياسي للجماعة (أعلى سلطة سياسية)، تأكيد أن جميع المصالح الأميركية والبريطانية باتت "أهدافًا مشروعة" لقواتها، ردًا على "عدوانهم المباشر والمعلن" على اليمن.