ترجمات وتقارير
واشنطن بوست: غزة تعاني من الجوع وأطفالها سيواجهون الأذى مدى الحياة
غزة - علم24 - قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، اليوم، أن أطفال غزة يتضورون جوعاََ. وأنه "بحسب ما ورد توفي أكثر من 25 شخصًا بسبب مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية" كما يواجه مئات الآلاف من الأشخاص خطر المجاعة مع استمرار "إسرائيل" في حصارها المطبق على القطاع.
ويقول الأطباء وخبراء التغذية: إن "الأطفال الذين ينجون من نقص التغذية والقصف المستمر والأمراض المعدية والصدمات النفسية: محكوم عليهم بمواجهة مشاكل صحية مدى الحياة سوف يحرمهم سوء التغذية من القدرة على تطوير أدمغتهم وأجسادهم بشكل كامل ونتيجة لذلك: سيكون العديد منهم أقصر وأضعف جسديًا"
وتنسب الصحيفة إلى ذو الفقار بوتا - الطبيب ورئيس قسم صحة الطفل العالمية في مستشفى الأطفال المرضى في تورونتو: "على أبسط المستويات .. إذا كنت تعاني من ضعف التغذية والنمو فإن دماغك يتوقف عن النمو".
وعلى المدى القصير: سيكون هناك قدر أقل من الغذاء المتاح لأطفال غزة: ففي هذا الأسبوع، أدت غارة جوية إسرائيلية إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة إلى إعلان العديد من منظمات المساعدة أنها ستعلق عملياتها.
وتستشهد الصحيفة: "عندما ولد عاصم النجار في 21 كانون الأول في مدينة غزة، كان وزنه يزيد عن ثمانية أرطال، وهو أعلى من المتوسط بالنسبة لطفل حديث الولادة ولكن بعد أكثر من ثلاثة أشهر بعد حرمانه من الحليب والمواد المغذية طوال معظم حياته القصيرة في غزة التي تعاني من الجوع، انخفض وزنه إلى ما يزيد قليلاً عن ستة أرطال، حسبما قال والد الرضيع". "ولم تعد هالة، والدة عاصم، قادرة على إرضاع طفلها لأنها لم تكن تأكل ما يكفي. وقال محمد إنهم يعيشون على علف الحيوانات، ولم يتمكنوا من العثور على ما يكفي من حليب الأطفال".
يشار: إلى أن المسؤولين في المجال الإنساني دقوا ناقوس الخطر بشأن مجاعة "وشيكة" في غزة، وحثوا الحكومة الإسرائيلية، السماح بدخول المزيد من الغذاء.
وقالت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية - مارغريت هاريس، في إيجاز صحفي في جنيف، الثلاثاء، إنه "يتم الإبلاغ من مختلف الأطباء، تحديدا في مستشفيات الولادة، عن ازدياد كبير في عدد الأطفال الذين يولدون بوزن منخفض، ولا يعيشون في فترة ما بعد الولادة نظرا إلى أنهم ولدوا صغارا جدا".
وأضافت: أنه في مجمع كمال عدوان الطبي، مستشفى الأطفال الوحيد في شمال غزة، "يدخل المنشأة يوميا 15 طفلا على الأقل يعانون سوء التغذية، وتزداد الاحتياجات بشكل حاد أكثر من أي وقت مضى".
ورغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها منظمات أممية من تأثير القيود التي تفرضها "إسرائيل" على دخول المساعدات الإنسانية، وما قد يتسبب به الأمر من مجاعة بين الفلسطينيين في غزة، إلا أن إسرائيل تنفي أنها تحد من المساعدات، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة لعدم قيامهم بما يكفي لتقدم المساعدات، ناهيك عن اتهامهم للمجتمع الدولي بتضخيم حجم أزمة المساعدات والجوع في غزة.
وتظهر آثار الجوع على جسم الإنسان واضحة ، بغض النظر عن الأعمار من البالغين إلى الأطفال، وكلما كان الشخص أصغر سنا، كلما كان التأثير أكبر.
وأدت المجاعات أو أزمات الجوع الشديدة السابقة: بما في ذلك تلك التي حدثت في إثيوبيا والسودان واليمن، إلى نزوح جماعي للاجئين إلى البلدان المجاورة، حيث يمكن لعمال الإغاثة توزيع الغذاء. ولكن في غزة، يُمنع معظم الناس من المغادرة، ونادرا ما يتمكن عمال الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين، وخاصة في الشمال، المعزول عن بقية العالم.
وهذا انتهاك للأعراف الاجتماعية التي تم وضعها خلال الصراعات على مدى العقود القليلة الماضية، وفقا لأليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في جامعة تافتس ومؤلف كتاب "المجاعة الجماعية: تاريخ المجاعة ومستقبلها".
وقد أدى نقص المساعدات إلى ترك أطفال مثل نور الهدى محمد البالغة من العمر 11 عاماً، عالقين في سرير المستشفى دون ما يكفي من الطعام أو الدواء. وقالت والدة نور، أميرة، إن ابنتها فقدت أكثر من ثمانية أرطال منذ بدء الحرب. وأضافت أميرة: "كنا نعيش على فتات الطعام". "وحتى القصاصات لم تعد متاحة مؤخرًا".