ads image
علم 24 #غزة_تُباد
علم 24

مقالات

(إسرائيل) بوصلة الغلو والتطرف في العالم

23/02/2023 الساعة 01:12 (بتوقيت القدس)

الكاتب: محمد حمدان القدرة

حين أسست الحركة الصهيونية ما يسمى (إسرائيل) ككيان سياسي بدعم دولي على حساب أصحاب الحق والأرض الفلسطينيين ، هذه الحالة غير المبررة من الاضطهاد أنشأت بشكل تلقائي حركات مقاومة فلسطينية وعربية للتصدي لعنجهية الاحتلال وصلت في كثير من الأحيان الى حد الحروب والمعارك ،مما جعل التطرف والغلو له دور كبير في المعادلات الاستراتيجية في المنطقة ،كذلك ساعدت حالة التوحد بين مساعي الحركة الصهيونية المتطرفة والأطماع الاستعمارية (الأمريكية والبريطانية) الى توسع رقعته ،فمنذ اللحظة الأولى لنكبة الشعب الفلسطيني عام1948م هذا التاريخ الذي يعتبر نقطة تحول هامة في مسار التطرف والغلو في المنطقة حين عملت هذه القوى على إحلال كيان غاصب متطرف مكان شعب وكيان فلسطيني قائم ،في ظل الحلم الصهيوني القائم على ادعاءات تلفيقيه وايدلوجيا مشوهة تبرر للمحتل القتل واغتصاب الحقوق وتمجيد العنف والعدوان لا يمكن تغير الواقع الحالي الا من خلال تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير بكافة الطرق والوسائل بما في ذلك المقاومة المسلحة، هذا ما ضمنته كافة الأعراف والشرائع الدولية وأكدته قرارات الأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة .

 تلك الضمانات التي اقرتها الأمم المتحدة والكثير من الأحداث التي تذكر الاحتلال بفاشيته ،و التي كان اخرها طرد ممثلة الاحتلال وسحب بطاقة دخولها كعضو مراقب في القمة الأفريقية  ال 36 في أديس أبابا وغيرها من المواقف على مستوى شعوب العالم المنحازة للحق الفلسطيني ، تشكل قلق دائم ومتواصل للحكومات الصهيونية المتتابعة والتي تؤمن بأن من لا يأتي بالعنف يأتي بالكثير من العنف ، لذلك فان الوجود الصهيوني في فلسطين محكوم بحالة من العداء لعلمهم اليقيني بأنهم بمثابة عضو فاسد مزروع بجسم ترفضه بقية الأعضاء، هذا ما يفسر افعالهم العدائية الممنهجة المنبثقة عن فلسفة العنف اللامحدود وعدم الشعور بالأمن منذ عدوانهم واحتلالهم لفلسطين عام 1948م ،بل الملاحظ لكمية الحقد والعداء للعرب والمسلمين عامة وللفلسطينيين خاصة في مناهج تعليمهم وتجمعاتهم التي تبنى على عقدة الخوف من الفناء والابادة وتتغذى بماضي مزيف من الاضطهاد لليهود في العالم ، كل ذلك يأتي من أجل تبرير اغتصابهم للحقوق وإبقاء شعلة العنف موقدة، وإبقاء بوصلة نهج المستوطنين متجه نحو العسكرية الغليظة ونزع أي شعور بالإنسانية تجاه ضحاياهم من الفلسطينيين والعرب ،وهذا ما يفسر مشاهد الاعدامات الميدانية للمدنيين والأطفال الفلسطينيين على حواجز الموت في الضفة الغربية وغيرها من مشاهد دموية يشاهدها العالم بشكل متواصل والاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين العزل سواء بقصف البيوت على ساكنيها بسلاح محرم دولياً أو التعمد باستهداف الأطفال والمدنيين واحداث اكبر ضرر ممكن أو بأساليب أخرى كالحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عاماً اذاق أهله شتى أنواع العذاب الذي يعكس الصورة التجريدية للإرهاب والعنف وتجسيداً للشر بأفظع الصور .

ان استمرار صمت المجتمع الدولي ودعم الغرب اللامحدود للاحتلال وحالات سعي بعض الأنظمة العربية لإقامة علاقات مع قادة الاجرام في دولة الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ،في ظل ارتفاع وتيرة التطرف و ممارسات الاحتلال الاجرامية وخاصة بعد تشكيل (حكومة نتنياهو المتطرفة) ستنتج حتماً موجه عاتية من العنف والعنف المضاد وخاصة أن هذه الحكومة منذ اللحظة الأولى تسعى لشرعنه وتبرير أفعالها الاجرامية، التي وصلت لحد الاشمئزاز والتقزز من مستوى عنصريتها المجافية للأخلاق وسلوكها العدواني بحق الفلسطينيين وسلوكها الإرهابي المتطرف الذي تسعى من خلاله لإشباع رغبات الناخبين وغرائز المستوطنين بتفريغ فلسطين من ساكنيها العرب .