ترجمات وتقارير
الحرب على غزة: الجد خالد نبهان يلتحق "بروح الروح"
غزة - علم24 - قتلت صواريخ "إسرائيل" الفلسطيني - خالد نبهان، صاحب مقولة "روح الروح" الشهيرة والتي ودع بها جثمان حفيدته الشهيدة ريم قبل أكثر من عام، وعلقت في أذهان الكثيرين حول العالم.
هكذا يعامل جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين بقطاع غزة، أطفالا ونساء ومسنين، وخاصة من يحاولون إظهار حبهم للحياة وتأكديهم على القيم الإنسانية.
الجد نبهان المعروف بحنانه على أحفاده خاصة الشهيدة ريم (3 أعوام)، أفنى أيامه بعد استشهادها بالعمل الخيري لمساعدة الناس والتخفيف من أهوال الحرب عليهم. لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم تقنيات تكنولوجية عالية في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها بالقطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ويحدد من خلالها أهدافه والأشخاص في محيطها، قتل الجد نبهان، أمس الأحد، بغارة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وانتهت بذلك حكاية "روح الروح" وانطفأت شُعلة العمل الخيري الذي أضاء به حياة العشرات من المكلومين.
قصة "روح الروح"
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023: قتلت غارة إسرائيلية ريم وشقيقها طارق، حفيدي الجد نبهان المكنى بـ"أبو ضياء".
آنذاك: تداول ناشطون فلسطينيون على شبكات التواصل مقطع فيديو يُظهر الجد حاملا بين ذراعيه جثمان ريم، ويودعها بأسلوب مؤثر ومبكٍ.
وهو يحتضن جثمانها برفق، قال الجد نبهان بكلماته الحنونة المعهودة "روح الروح هذه.. روح الروح"، وفق ما أظهره مقطع الفيديو.
وقال الجد نبهان، آنذاك إن "حفيدتي ريم، روح الروح، كانت تعيش معي باستمرار، كنت ألعب معها كل يوم، ولكن لم أكن أقول لها روح الروح، كنت أقول لها: يا حبيبتي، يا قلبي، يا عيوني".
وأضاف أنه "كانت مفاجأة بعد يوم واحد من دفن حفيدتي، حيث انتشر مقطع الفيديو وأنا أداعب ريم وطارق، والناس تقول لي: هذه اللقطات أثرت في قلوبنا".
وعن شوقه لها بعد استشهادها، قال الجد إن "ريم، روح الروح، ذبحت روحي، أستيقظ من النوم وأنام، والدموع تملأ عيني".
ولم ينس نبهان يوما ريم التي بثت الحياة والبراءة في قلبه قبل أن تغادر هذا العالم الذي لم ترَ منه شيئا بعد.
وهذا ما كرره الجد نبهان في مقابلات ومقاطع فيديو انتشرت له خلال عام بعد استشهاد ريم، وفي تموز/ يوليو الماضي رزق الجد بحفيدة جديدة أطلق عليها اسم روجاد.
وقال نبهان في فيديو نشره آنذاك عبر منصة انستغرام: "الحمد لله رب العالمين ربنا أكرمنا بهذه الطفلة، في يوم مميز ميلاديا (7 تموز/ يوليو) وهجريا (1 محرم)، وأسميناها روجاد، وللتسمية سبب وهي تعني وقت صلاة الفجر".
العمل الإنساني
بعد استشهاد حفيدته ريم، أفنى الجد نبهان ما تبقى من حياته بتقديم العمل الخيري للعائلات المكلومة من حرب الإبادة الجماعية. كما ساهم في تقديم الدعم المعنوي لهم من خلال تخفيف أهوال الحرب عليهم وحثهم على الصبر على ما أصابهم.
وشارك في عمل تكيات لتوزيع الطعام على الفلسطينيين في ظل الجوع المستفحل بالقطاع، حيث كانت آخر مشاركة معلنة له قبل نحو 5 أيام، وفق ما أظهره مقطع فيديو على فيسبوك.
كما ظهر له مقطع فيديو لاقى انتشارا واسعا في حزيران/ يونيو الماضي، وهو يطعم قططا ضالة جائعة في الشوارع على الرغم من حالة النزوح والجوع.
وظهر نبهان، في المقطع، وهو يطرق الأرض بقطعة معدنية تجمّعت على إثر الصوت الصادر مجموعة من القطط التي وضع لها طعاما لتأكله.
وظهر اليوم الإثنين: شيّع أقارب نبهان جثمانه وسط حالة من الحزن الشديد، على الرغم من خطورة الأوضاع الأمنية في مخيم النصيرات، ليتم مواراة حكاية "روح الروح" ثرى الوطن.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن السابق، يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.