ads image
علم 24 #غزة_تُباد
علم 24

مقالات

حسابات السياسة وصراع السبق والتحدي (الصين في الشرق الأوسط)

23/12/2022 الساعة 11:25 (بتوقيت القدس)

بقلم: الصحفي جلال نشوان
 
طالما كان الشرق الأوسط ساحة تتنازع عليها مصالح متشابكة ومتضاربة. فالانسحاب الأميركي التدريجي من المنطقة وتزايد مصالح الصين الاقتصادية، وموقف بكين الأكثر ثقة تجاه التفاعلات الأجنبية، فضلا عن مبادرتها (حزام واحد، طريق واحد).

فمنذ عام 2013، أدت إلى تصاعد التكهنات حول مسار العلاقات الثنائية بين الصين ودول الشرق الأوسط. ويتصاعد على وجه التحديد صوت يقول إن الصين تطور سياسة عربية كبرى جديدة وتتجه نحو الشرق الأوسط لسد الفراغ في السلطة الذي خلّفه الإنسحاب الأميركي. ومن ناحية أخرى، يهاجم بعض الباحثين الطبيعة المتغيرة لسياسة الصين تجاه الشرق الأوسط، بحجة أن سياسة بكين تجاه المنطقة مدفوعة باحتياجاتها.

وفي الحقيقة:
يقف العالم بأسره حائراً أمام النموذج الصينى الذى يمضى قدماً الى الأمام غير عابئاً بأى عراقيل تقف أمامه ،حيث قدم دليلاً قوياً على التقدم الإقتصادي الكبير، دون أن يعتنق قيم الديمقراطية من دول أخرى، خاصة الديمقراطية الغربية
وهنا تستحضرني مقولة لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق جاك بومبيو (اذا لم يغير العالم الحر الصين ،فإن الصين الشيوعية، ستغير العالم ).

وفي الواقع كان الغرب يرى الخطر من سياسة فلاديمير بوتين الذى انتشل روسيا من البيروقراطية والكثير من المعوقات، إلا أنه لم يعد يشكل خطراً كبيراً للولايات المتحدة الأمريكية كما الصين
لقد بات العملاق الصينى كابوساً يؤرق الغرب..  ويبقى طوفان من الأسئلة يداهم اي انسان ومن تلك الأسئلة:
كيف لبلد مثل الصين يتحكم فيه حزب واحد يبلغ عدد أعضائه 90 مليون عضو وعلى قاعدة أن بيروقراطية الأحزاب وفلسفتها وأيديولوجياتها ،تقدم نموذجاً اقتصادياً مذهلاُ ولا أبالغ اذا قلت أن الصين باتت تتحكم فى اقتصاد العالم كله.

الولايات المتحدة الأمريكية التى باتت منزعجة جداً من التغول الصيني، وقد جاء هذا على لسان مسؤولي اداراتها المتعاقبة والذى ينتهون سياسة خلط الأوراق اتهموا الصين بأنها تتكتم على الكثير من الأسرار عن أوبئة وتارة ان الأوبئة تم تصنيعها فى مختبرات( أوهايو )وتارة يتهمون منظمة الصحة العالمية بأنها منحازة للصين وأنهم سيوقفون الدعم عنها.

أما قصة التبادل التجاري فهذا موضوع آخر
تحت ضباب الحسابات التجارية والإبتسامات الخادعة، يخبو صراعاً مريراً فى هذا المضمار ورغم ذلك تمضى الصين واثقة من خطواتها كيف لا ؟ومن المتوقع أن تبلغ حجم الاستثمارات الصينة فى إيران وحدها 400 مليار دولار. في السنوات القادمة
الكثير من الصراعات فى هونغ كونغ و كذلك بحر الصين
الكثير من الارهاصات والاحتقان فى العلاقات بين الصين والولايات المتحدة حتى وصل الامر إلى تبادل الاتهامات بالتجسس وإغلاق القنصليات.

لقد أثبتت الصين العظمى بأنها الدولة المتحضرة والراقية،حيث جابت الوفود الطبية الصينية المحملة بالادوية، العالم كله وهى تساعد الدول كافة فى كيفية محاصرة الجائحة والقضاء عليها نهائيا
وهنا يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالب لماذا يشكل( التنين ) حضورا كبيرا وعميقا فى حياة الصينيين الثقافية؟

وفي الواقع يحتل التنين مساحة شاسعة في وجدان الانسان الصيني ويعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافته وتكوينه النفسى كما يمثل التنين المحور الاساسى للاداب والفنون والهندسة والعمارة وكافة المجالات الثقافية الاخرى والتنين يرمزللسلطة القوية والثروة والفال الحسن وهناك من يعتقد انه يطرد الأرواح الشريرة،
الصين العظمى تتقدم وفى فكر وذهن الصينيين قوة التنين الذى غدا حافزا للتحدي واستنهاض الهمم للتقدم إلى الأمام،
سيأتى اليوم الذب يحكم التنين الصينى العالم كله، ولن ينسى العالم ما أذاقته الولايات المتحدة الأمريكية من شقاء وقهر للشعوب ومعاناة، مازالت البشرية تدفع ثمن هذا الاجرام الذي لن ينساه التاريخ.