ads image
علم 24 #غزة_تُباد
علم 24

اسرى

شهادة أسير فلسطيني: سجن النقب نسخة طبق الأصل عن غوانتنامو .. الأسرى لا يرون الشمس

05/01/2024 الساعة 06:42 (بتوقيت القدس)

غزة - علم24 - قال أسير فلسطيني من الضفة الغربية المحتلة أُفرج عنه مؤخرََا من سجون الاحتلال الإسرائيليّ إن: السجون باتت نسخة طبق الأصل عن معتقَلي أبو غريب وغوانتنامو، "سيئا السمعة" في إشارة إلى التعذيب الذي يتعرض له الأسرى.

لؤي الطويل (37عاما) من مدينة الخليل، روى مشاهد من "التعذيب والإهانة والحرمان من الطعام والدواء" الذي لاقاه في السجون الإسرائيلية وذكر أن الأسرى في سجن النقب "لا يرون الشمس، ولا يستنشقون الهواء".

ووصف الطويل سجن "النقب" بأنه نسخة مطابقة لسجني أبو غريب وغوانتنامو؛ وهما "رمزان سيئا السمعة" لانتهاكات أميركية لحقوق الإنسان.

ومعتقل غوانتانامو أنشأته الولايات المتحدة، في خليج "غوانتانامو" جنوب شرقي كوبا، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن المعتقل يمثل "همجية هذا العصر".

بينما سجن "أبو غريب" حاليا اسمه سجن "بغداد المركزي"، ويقع قرب مدينة أبو غريب التي تبعد 32 كلم غربي العاصمة العراقية بغداد، واشتهر لاستخدامه من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وإساءة معاملة السجناء داخله.

واعتقل الطويل في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وصدر بحقه حكم إداري بالسجن لمدة 6 أشهر، حيث كان يقبع في سجن عوفر غربي رام الله، قبل أن ينقل إلى سجن النقب.

وأشار "الطويل" إلى أنه صدر بحقه حكم إداري بالسجن لمدة 6 شهور، قبل تخفيض الحكم لشهر ثم تمديده لشهر آخر، وتمديده مرة أخرى لشهر ثالث.

وقال إن "القاضي لم يجد أي سبب للاعتقال، وكل مرة يمدد الاعتقال بناء على توصية جهاز المخابرات".

وبحسب معطيات مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى: فإن السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، 5630.

ولا تشمل هذه الحصيلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية، وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى، ومئات المعتقلين.

تعذيب يوميّ وتفتيش عار :

وعن أهوال التعذيب: قال الطويل: "عشنا ظروفا صعبة للغاية، حيث يتعرض الأسرى كل وقت للتعذيب بكل أنواعه الجسدي والنفسي، والحرمان من الطعام والإهانة".

وتابع: "بعد أيام من الاعتقال نقلت إلى سجن النقب، كانت صدمة للغاية، حيث يستقبل الأسير بوحدة مدربة للقمع تدعى (كيتير)، يتم تجريد الأسير من ملابسه بشكل عاري، وبشكل مهين للغاية، يتعرض للضرب المبرح وسط سباب وشتائم نابية".

وأضاف: "أصبت بكدمات وجروح لم أستطع على إثرها لفترة طويلة تحريك رجلي اليمنى، حيث تعرضت للضرب على منطقة الركبة".

وأوضح: أن "المصابين لا يتلقون أي علاج، وطبيب السجن لا يقدم شيئا، ويترك المرض لمصيره".

"الطويل" أشار إلى أنه منذ اللحظة الأولى للاعتقال يتعرض الأسير للتنكيل والضرب والإهانة، ورغم عدم وجود تهم يوصف بأنه "قاتل" و "داعشي".

واعتقل "الطويل" مرات عدة في السجون الإسرائيلية، حيث أمضى نحو 10سنوات، غير أنه وصف الاعتقال الأخير بـ"الأصعب".

وقال: إن "الحالة في السجون خطيرة للغاية، وحياة الأسرى جحيم بمعنى الكلمة، ويتم التعامل مع المعتقل على أنه مجرم وداعشي، لا وجود للقوانين و هناك غياب كامل للمؤسسات الحقوقية".

واشتكى "الطويل" من اكتظاظ السجون الإسرائيلية، وقال إنه كان قابعا في غرفة بسجن النقب مع عشرة أسرى آخرين، بينما يتواجد في السجن نحو 1100 أسير.

وقال: "في كل وقت وعلى مدار اليوم، يتعرض الأسرى للتنكيل بالضرب المبرح، والإهانة والتعذيب النفسي، والتجريد من المقتنيات.

وأضاف: "يملك كل أسير ملابس بسيطة لا تقيه برد الشتاء، وهناك نقص حاد في الأغطية، والمياه والطعام".

وأشار: إلى أنه خسر من وزنه نحو 20 كيلو غرام، خلال شهرين ونصف.

وقال: "يمنع أي مظهر عبادة، وتُمنع قراءة القرآن، وتُمنع صلاة الجماعة ورفع الأذان".

ولفت: إلى وجود حالات مرضية بين الأسرى، ولا سيما كبار السن، بسبب الإهمال الطبي والتنكيل اليومي.

تنكيل وقت الإفراج :

لم تقتصر عملية التنكيل خلال فترة الاعتقال فحسب، وفق الطويل. وقال: "يوم الأربعاء (3 كانون الثاني/ يناير الجاري) طُلب مني تحضير مقتنياتي البسيطة. توقعت أنه سيتم نقلي إلى سجن آخر أو زنزانة أخرى، لكن السجان قال لي إنه سيُفرج عنك".

وأضاف: "أدخلوني إلى غرفة وحدة التنكيل، وانهالوا علي بالضرب بصورة وحشية، وسط إهانات وشتم حتى كدت أفقد وعيي".

وتابع: "رغم عدم وجود أي تهمة وأنا في طريق الإفراج، تعرضت لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي".