ads image
علم 24 #غزة_تُباد
علم 24

مقالات

"فتح" ثورة الجماهير انطلقت للنصر والتحرير

31/12/2022 الساعة 10:46 (بتوقيت القدس)

الكاتب:  ربحي دولة

 

ثمانية وخمسون عاما مضت على انطلاق حركة الشهداء والأسرى.. حركة الجماهير العريضة ومازالت هذه الحركة في الميدان تُقارع المُحتل الغاصب على كل الجبهات.

انطلقت حركة فتح العملاقة باسم الله وبعد التوكل على الله بتفجير "نفق عيلبون" المشروع الصهيوني لعمل خط ناقل لمياه نهر الاردن الى الصحراء.. هذه العملية التي أعلنت فتح فيها بداية المواجهة الحقيقية مع الاحتلال ، عملية هزت كيان المُحتل جعلت الهالكة جولدمائير تصيح بأن " هبت علينا عاصفة من الشمال"، وكان رد الشهيد الخالد لها نعم انها العاصفة التي لا تُبقي ولا تذر .

"فتح" التي أعادت الحياة والروح الى شعبنا الفلسطيني المقهور والذي عانى ويلات التشرد وأعادت الهيبة للعربي المكسور والمهزوم جيوشه أمام عصابات الصهيونية والتي احتلت الجزء الأكبر من فلسطين عام .١٩٤٨

"فتح " ، العمل المُستمر على كافة الجبهات من الداخل المُحتل من الاردن ومن لبنان عمليات في العُمق الصهيوني من خلال مجموعات فتح العسكرية التي نفذت العديد من الهجمات ضد الاحتلال في أكثر من موقع مُوقعة بهم خسائر بشرية ومادية كبيرة، سقطت باقي فلسطين في يد المُحتل والذي أيضاً كبد الجيوش العربية هزيمة خسرت ما تبقى من فلسطين والجولان وسيناء أخذت حركة فتح على عاتقها إعادت فلسطين وإعادت ما تم سلبه لكرامة العرب بهزيمتهم، وكان لفتح كلمتها في أول مواجهة حقيقة مع المُحتل بعد سلسلة من الهزائم، حيث كبدت المحتل هزيمته الاولى في معركة الكرامة الى جانب الجيش الاردني عندما حاول ديان القضاء على قواعد الثورة فكانت الكلمة لثوارنا ولكل حر شارك في هذه المعركة .

انكسرت شوكة الجيش الذي لا يُقهر وتعاظمت "فتح" وتعاظم مدها الجماهيري وتعاظم مقاتليها من حد وصوب ولم يقتصر مقاتليها على الفلسطينيين فحسب بل انتمى لهذه الحركة من اشقاءنا العرب والمقاتلين الأجانب الذين امنوا بصدق مقاتلي الثورة وعدالة قضية الشعب الفلسطيني المُشرد .

 

حركة فتح التي غيرت النظرة العالمية الى القضية الفلسطينية بل فرضت النظرية الفلسطينية، حيث تعامل العالم مع قضيتنا على أنها قضية انسانية وقضية لاجيء و"كرت تموين" وفرضتها فتح لأنها قضية شعب صاحب حق وهوية وسارت فتح في طريق النضال وتعرضت للعديد من المؤامرات الداخلية والخارجية وتعرضت للعديد من محاولات الاحتواء من بعض الأنظمة العربية، الا أن حكمة قادتها وحنكتهم تماسكت وبقيت اكثر صلابة وحافظت على ديمومتها وكانت دائماً تتخذ من الاحتلال على أنه العدو المركزي واي تناقضات "هنا وهناك" لا يمكن ان تحرف البوصلة الموجهة نحو القدس عاصمة الدولة الفلسطينيه المستقلة.

 

"فتح " حاضنة الجماهير ايديولوجيتها وعقيدتها هي القتال ومواجهة المُحتل والدفاع عن الشعب الفلسطيني وحمايته من بطش الاحتلال وتحرير الأرض وطرد المُحتل منها ، قدمت قياداتها وخيرة شبابها شهداء في سبيل الله ودفاعا عن حقوق شعبنا المشروعه حيث تسابق الجميع على الصفوف الاولى معركة الخلاص من الاحتلال

"فتح" بعد قيادتها لكل المعارك في مواجهة المُحتل وأعوانه من تل الزعتر الى بيروت الى انتفاضة الحجارة الجبارة التي سطر ابناء فتح فيها ملاحم بطولية، حتى إجبار هذا المحتل بالرضوخ لحقوق شعبنا وشرعية تمثيل منظمة التحرير لهذا الشعب، فيما تشكلت أول سلطة فلسطينية على الارض كثمرة لتضحيات شعبنا الفلسطيني الذي قادته "فتح" نحو هذا الانتصار، وعند وصول المسار السياسي الى زاوية مُغلقة وإفشال الشهيد الخالد ياسر عرفات لمؤامرة "كامب ديفد" عاد ليقود شعبه ويُصدر أوامره لأبناء الفتح والاجهزة الأمنية في مواجة عسكرية، وكان ابناء كتائب شهداء الاقصى الاكثر إيلاماً للعدو من خلال عملياتهم النوعية، سواء "عيون الحراميه لابن الفتح ثائر حماد"، او "عملية دير بزيع" الذي نفذها مجموعة من ابناء المؤسسة العسكرية، عدى عن العديد من العمليات النوعية التي نفذها ابناء فتح سواء على الشوارع الالتفافية او في العمق الصهيوني داخل فلسطين المحتله ، ولم يكتفي ابناء فتح بهذا الحد فهم اليوم يقودون معركة المواجهة في المدن الفلسطينية في نابلس وجنين ورام الله وبيت لحم والخليل وفي كل المواقع لأن "فتح" وجدت لتبقى وتنتصر والتي قال عنها ياسر عرفات أنها العاصفة التي لا تبقي ولا تذر وهذه العاصفة من أجل ان تعصف بالمحتل عن أرضنا لتُعلن التحرير وإقامة الدولة المستقلة وترد الأمانة الى أهلها، و لهذا انطلقت فتح ومن أجل هذا عملت واستمرت .

 

• كاتب وسياسي