بقلم: سامي جواد كاظم

لو فكرت أن تتصفح الفضائيات في وقت فراغك، ماذا تعتقد بانك ستطلع عليه؟ وهل تعتقد أن وقت فراغك يكفي لتصفحها على أسرع من العجالة؟

تقف أمام نظرية التفكك الثقافي والتشتت المعرفي ونظرية غسل الأدمغة ونظرية هدر الأموال، ونظرية البحث عن الشهرة أما الموجهة فهذه تعمل وفق خطة مدروسة وبمهنية عالية وبموازنة مفتوحة.

هنالك فضائية للبعران وأخرى للشعوذة وثالثة للدجل ورابعة للاستهتار بل لكل صنف أكثر من فضائية، وهنالك فضائيات لا يمكن أن تعلم ماهي برامجها، هذه العقول التي تدير هذه الفضائيات والكفلاء الذين يمولونها دليل صارخ على مدى ضعف ثقافة المواطن العربي.

الفضائية تحتاج إلى امكانية مادية وكفاءة مهنية ولو قمنا بحساب هذه المصروفات على قرابة (1500) فضائية ولقمر واحد فالكلفة مليارات والمصروف الشهري كذلك، ولو قامت حكومة ما بحجب بعض هذه الفضائيات الركيكة ستتهم بتكميم الافواه وضد الحرية والديمقراطية.

لرب قائل يقول ومن يتابع اليوم الفضائيات ونحن نعيش عصر النت؟ هنا الرد عليه بمحورين، محور إن كان لا يتابعها أحد فلم هذا الصرف والبث والجهد؟ ومحور آخر ألا يعلم أن هذه الفضائيات أيضا لها مواقع الكترونية أي أن الصرف يزداد.

أذكر أيام الارهاب في العراق كان هنالك فضائيات تحرض على الارهاب واخرى تعرض دروسا تعليمية لصناعة العبوة الناسفة، وهنالك فضائيات لا تحمل ذرة من الثقافة والكرامة فتجد برامجها تسقيط لبلدها تحت مسميات سخبفة معروفة الغايات.

هنالك قنوات متطرفة محسوبة على السنة وعلى الشيعة وهذه محصنة لا أحد يغلقها لأن غايتها الفتنة، ولكن العتب عندما أشاهد فضائية تابعة للازهر وهي تشتم وتنكل بابي طالب عليه السلام وهي التي تقوم ولا تقعد لو نال شخص ما من الصحابة، بالرغم أن ما يدعيه على ابي طالب كله افتراء وكذب وبالادلة الموثقة من مصادرهم وهذا دليل واحد قراني.

أية وأنذر عشيرتك / في سورة الشعراء وتفسيرها في تفسير ابن كثير ناصبي بامتياز يقول في تفسير هذه الاية ان الرسول بعد ان جمع بني هاشم قال لهم من منكم يؤازرني على هذا الأمر ( الرسالة ) على ان يكون كذا وكذا وكذا ـ طبعا رسول الله (ص) لم يقل كذا بل قال امتيازات يصعب على ابن كثير ان يذكرها ـ المهم اكثر من مرة يكرر النداء وعلي يقول انا يا رسول الله ، وبعد ان لم يجد احد غير علي قال له رسول الله (ص) ياعلي انت كذا وكذا وكذا ..... فقام بنو هاشم ومنهم ابو لهب يستهزؤون بابي طالب ـ وهنا محل الشاهد ـ حيث قالوا له لقد امرك ابن اخيك ان تسمع وتطيع ابنك ... وسؤالنا اذا كان كافرا فكيف يطيع الإمام علي عليه السلام بامر يخص الرسالة؟!، ولكنهم يعلمون علم اليقين انه اسلم منذ ان كان محمد في حمايته وفي شعبه.

وأعود لبقية القنوات التي فيها القلة القليلة جدا جدا العلمية التي فيها نفع أما الاطلاق فهي دليل على مستوى تفكير العربي المشتت وحب الشهرة والتسلط.

النتيحة نعلم أن القمر الصناعي أمريكي صهيوني والاسم فقط عربي ولو كان القائمون على ادارة هذه الفضائيات بمستوى المسؤولية لما سمح لهم بافتتاح فضائيات ولكنهم يعلمون علم اليقين أن العرب ليسوا بمستوى المسؤولية بل إنهم يقومون من حيث يعلمون أو لا يعلمون ما يخدم الصهيونية؟