اخر الاخبار
العاروري: حكومة الاحتلال تدفع المنطقة لمواجهة واسعة وخطيرة جداََ خلال العامين المقبلين
بيروت: أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس - صالح العاروري، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية تدفع المنطقة بأكملها إلى مواجهه واسعة وشاملة خطيرة جداََ خلال العامين القادمين .
وقال "العاروري" في حوار خاص مع "الجزيرة نت" اليوم الأربعاء، إن "هذه الحكومة غير مسبوقة في تاريخ الكيان، وخطيرة بكل معنى الكلمة وتنتهج 3 مسارات خطيرة" وهي:
1. التسبب في الانقسام داخل المجتمع الصهيوني وهذا جيد .
2. والتسبب بنشوب نزاع واسع نتيجة الممارسات في جه المسجد الأقصى وما يخططون له بالضفة الغربية خلال سنتين إلى 3 سنوات وخلال المدة المتبقية لهذه الحكومة .
3. كما قد تتسبب أيضاََ بنشوب حرب إقليمية نتيجة سياسات نتنياهو تجاه إيران وحزب الله .
وأكد: أن استراتيجية حركته هي "أننا كشعب فلسطيني بكل مكوناته مطلوب منا أن نخوض معركتنا مع الاحتلال والاستيطان، والانتظار يضعف من موقفنا ويقوي من موقفهم ويزيد عدد المستوطنين ويفرض الوقائع على الأرض، خاصة أن الضفة تم تسليمها للتيار الديني القومي الذي ينفذ فيها ما يشاء" .
وشدد "العاروري" على وجوب استغلال المتغيرات الدولية وخاصة المأزق الأميركي في تآكل مصداقية الشرعية الدولية التي تقف عاجزة عن إنهاء الاحتلال الصهيوني رغم جميع القرارات الدولية التي تنص على ذلك، وفي ظل توفر موقف دولي يتحدث عن عدم شرعية الاستيطان وما تقوم به حكومة المتطرفين، ورغبة دولية -خاصة أميركية- بمنع تفجر صراع واسع في المنطقة من أجل التفرغ للصراع مع روسيا .
وأضاف: "إذا صعدنا مقاومتنا الميدانية ضد الاستيطان وجيش الاحتلال بشكل حقيقي وفعال ومؤثر فسيصبح الاستقرار العالمي كله وأمن المنطقة على شفير الهاوية، عندها يمكننا فعلا أن نطرد الاحتلال من الضفة الغربية" .
وأكد "العاروري" أن الحركة حاضرة في المقاومة بالضفة الغربية، وتبني القسام لعدة عمليات فدائية يخضع للتقدير العسكري، وهي ليست سياسة جديدة، وتسير وفق اعتبارات تتعلق بمصلحة المقاومة .
وقال: "إن حماس اليوم تشكل العمود الفقري للمقاومة، ودخولها العلني يؤثر في بيئة المقاومة ويعطي رسالة قوية أن المقاومة لها قيادة سياسية تسعى لتحقيق هدف، وأنها ليست مجرد تعبير عن الغضب من ممارسات الاحتلال" .
وأضاف: "المقاومة لها هدف سياسي، وتشارك فيها حركة بثقل وقوة حماس التي ترفع شعار المقاومة من أجل التحرير وحماية المقدسات"، مشيراً؛ إلى أن المقاومة في شمال الضفة الغربية نمت بشكل سريع وكبير، لتراجع الاحتلال وانسحابه من بعض المناطق الذي حصل فيها انسحاب أحادي عام 2005 .
وأوضح "العاروري" أن "المقاومة لها حواضن تاريخية في مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس، ما يجعلها قادرة على استرداد عافيتها ومن كافة فصائل المقاومة بشكل سريع" مضيفاً: أنها ستتطور لمواجهة مخططات اليمين الصهيوني التي تستهدف جميع محافظات الضفة بالتهويد وخاصة مدينتي القدس والخليل .
وشدد؛ على أن محاولة تطوير العمل المقاوم تشكل أولوية لدى حركة حماس ومعها فصائل المقاومة، مبيناً: أن الوصول لقدرة على إيذاء العدو واستنزافه، يعتبر هدفاََ أساسي من أجل إجباره على الاعتراف بحقوقنا الوطنية والسياسية .
وأردف "العاروري" قائلاََ: "لذلك تعتبر مهمة تطوير المقاومة لتكون فاعلة ومؤثرة، هي غاية كبرى يجب أن تنخرط فيها جميع القدرات والطاقات بما فيها الوصول لأن يكون موضوع الصواريخ مؤثر وفاعل" .
وأشار؛ إلى أن المقاومة في الضفة حققت نقلات نوعية خلال الفترة الزمنية الماضية في ظل ظروف صعبة وضعف الإمكانيات، نتيجة الحصار الأمني والعسكري الذي يفرضه الاحتلال على المناطق الفلسطينية وأدوات تطوير المقاومة، لكن الإرادة الفلسطينية في شباب الضفة صلبة وقوية .
وقال: "نرى اليوم أن الأجيال الشابة من أبناء المقاومة يبذلون جهودا في عمليات التصنيع والتطوير، وهذه الإرادة الفلسطينية كانت وستظل دائما حاضرة، فالنقلات النوعية للمقاومة دائما تأتي من خارج حسابات الاحتلال ورغما عنه، كما أن نموذج تطور المقاومة في غزة يشكل حالة إلهام أن الإرادة الفلسطينية لا تعرف الاستسلام أو الانكسار، ولذلك المقاومة في الضفة ستواصل درب التطوير الذي سيصل حتما لنشوء حالة مقاومة قادرة على مواجهة الاحتلال" .
ولفت: إلى أن التنسيق بين حماس والتشكيلات العسكرية مرتفع، فكتائب القسام متواجدة في مدن جنين ونابلس وطولكرم، وهي تشارك بالتصدي للاقتحامات لجانب أبناء الفصائل الأخرى، كما أن العدد الأكبر من العمليات النوعية نفذها مجاهدون من كتائب القسام .
وتطرق "العاروري" إلى نظرية القتل التي يتبناها الاحتلال من أجل الردع، والتي نتج عنها ارتقاء أكثر من 200 شهيد منذ بداية العام، مشدداً على أن شعبنا وعلى مر التاريخ يرى في الثمن المدفوع من أجل فلسطين الوطن والقدس القضية ثمن مستحق .
ونوه؛ إلى أن الساحات الفلسطينية موحدة في مواجهة العدو، وهي تعيش حالة نضال تكاملية في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني، موضحاً أننا "نواجه نفس الخطر، والأدوار التكاملية التي تديرها قيادة المقاومة هي من أجل تشكيل بيئة ضاغطة على العدو من أجل دفعه نحو التراجع والانكفاء" .
وذكر "العاروري" أن "الضفة اليوم رأس حربة في مواجهة العدو لأن المشروع الاستيطاني لا تكفي معركة واحدة لدفعه نحو التراجع والتفكك، بينما معركة استنزاف ميدانية تدور رحاها على أرض الضفة وبوجود دعم وإسناد من الساحات الأخرى سواء في داخل فلسطين أو خارجها، سيجعل المشروع الاستيطاني ينكفئ ويتراجع ويردع قادة العدو وحكومته المتطرفة عن مواصلة برنامجها في تهويد الضفة" .
وحول تهديدات الاحتلال باغتياله قال "صالح العاروري" إن "العدو الصهيوني طبيعته الإجرام ضد أبناء شعبنا، فنظريته القتل من أجل الردع، ونحن في قيادة حماس مستعدين لدفع الثمن من أعمارنا وكل ما نملك من أجل الدفاع عن حقوق شعبنا وأرضنا، وسبق لهذا العدو أن اغتال القيادات من ضمنهم الشيخ المؤسس أحمد ياسين لكن المقاومة لم تتوقف" .