اخر الاخبار
حرب إعلامية إسرائيلية على حكومة نتنياهو بسبب غزة
غزة - علم24 - شنت وسائل الإعلام العبرية، اليوم الأربعاء، هجوماً حاداً على حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة "نتنياهو"، وذلك بعد الإعلان عن عودة الوضع الطبيعي في مستوطنات محيط قطاع غزة والمدارس ومرافق الحياة .
إذ قال عضو الكنيست المتطرف من الصهيونية الدينية - تسيفي سوكوت: "إن ما فعلناه الليلة ضد غزة بعيد كل البعد عن موقفنا، أريد أن أرى الكثير من المباني المدمرة وعمليات الاغتيال"، كذلك؛ قال أعضاء كنيست من أحزاب اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي بأن "هذه ليست سياستنا .. كان يجب قتل قادة حماس وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم" .
من جهتها؛ قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تقرير تحليلي لمراسلها العسكري - يوسي يهوشع إن: "رد إسرائيل على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، بمثابة فرصة ضائعة لتحسين الوضع الأمني في المستقبل القريب واستعادة الردع الذي تآكل لدرجة أن المنظمات الفلسطينية باتت تسمح لنفسها بإطلاق الصواريخ في وضح النهار" .
وأضاف يهوشع إن "حركتي حماس والجهاد الإسلامي تسعيان لرسم معادلة جديدة مع إسرائيل وقد نجحت، والفرصة الإسرائيلية لإظهار أن "صاحب المنزل قد جن جنونه"، ليس فقط بسبب الأحداث في الجنوب (غزة)، ولكن أيضًا وخاصة بسبب ما حدث على الجبهة الشمالية خلال عيد الفصح، ضاع برد ضعيف للغاية" .
ولفت؛ إلى أن "الرد الإسرائيلي الليلة الماضية نفذ في وقت متأخر وليس نهارًا، ولم يكلف المنظمات بغزة ثمنًا باهظًا، في وقت كان عشرات الآلاف من المستوطنين بالغلاف تحت نار إطلاق الصواريخ ويقضون ليلتهم في الملاجئ، ليكتشفوا في الصباح فقط بأوامر الجبهة الداخلية بالعودة إلى الحياة الطبيعية" مُشيراََ؛ إلى أن هذه المرة على عكس عملية "الفجر" الأخيرة ضد الجهاد الإسلامي بغزة، فإن استشهاد خضر عدنان جر حماس إلى المعادلة أيضاً . لافتاََ؛ بأن: القصف الصاروخي من غزة في وضح النهار خاصة مع عودة الطلاب الإسرائيليين لمنازلهم، أعاد سكان الغلاف إلى الواقع الكئيب بسماع صفير الصواريخ وصفارات الإنذار التي تلون روتين حياتهم بالقلق والإحباط .
واعتبر "يهوشع" أن "إطلاق النار في وضح النهار كان هدفه خلق معادلة جديدة من قبل حماس والجهاد الإسلامي بغزة وهو الأمر الذي يؤشر إلى أن قوة الردع في حالة تآكل مستمر، وأن سياسة الاحتواء والردود المدروسة على مثل هذه الأحداث بات غير متناسب" .
وقال المراسل العسكري: "كان من المفترض أن يحدد الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى حد كبير الواقع الأمني لحكومة نتنياهو في الفترة المقبلة، خاصة وأن شهر رمضان أصبح وراءنا، وأشهر الصيف تنتظرنا، والمنطق الذي تم استخدامه حتى الآن فيما يتعلق بغزة آخذ في التغير وليس للأفضل، إلى جانب رد الفعل القوي، يجب على المستوى السياسي أن يتذكر من التجربة السابقة لجميع الحكومات الإسرائيلية على مدى أجيال، أن مشكلة غزة لا يمكن حلها بالقوة وحدها، يجب أيضًا استخدام الفطرة السليمة، وإذا أرادت المنظمات الإرهابية رسم معادلة جديدة مع إسرائيل، فهذا هو الوقت المناسب لتغيير هذه المعادلة بدافع القوة وليس فقط خلال إطلاق الصواريخ .
ورأى "يهوشع" أن "هناك 3 قضايا مهمة يجب أن تزعج المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا الصباح، بأن القبة الحديدية بعد سنوات اقتربت فيها النسبة المئوية للتصدي للصواريخ بشكل جدي، إلا أنها بالأمس أظهرت انخفاضًا بجودتها بعد فشلها بالتصدي لعدة صواريخ أطلقت تجاه مناطق مأهولة وكان من المفترض أن تتصدى لها" مشيراً؛ إلى أنه في عمليات سابقة، أظهرت قدرة أعلى وغير مسبوقة في التصدي للصواريخ خاصة في عملية "الفجر" في شهر آب الماضي، بعد أن وصلت نسبة التصدي للصواريخ 96% وهي أعلى نسبة مسجلة، ومنذ ذلك الحين هناك انخفاضًا واضحًا في معدل نجاحها بالتصدي للصواريخ، وخلال التصعيد من جنوب لبنان كان من المفترض أن تعترض 28 صاروخًا، لكنها لم تعترض سوى 3، ولكن كان معدل نجاح الاعتراض وفق السياسة المتبعة بنسبة 92% .
أما القضيتين الثانية والثالثة، فهما الضفة الغربية، والجبهة الشمالية، حيث لا زال يركز الجيش الإسرائيلي على هاتين الجبهتين حتى لا يتكرر سيناريو ما جرى في شهر رمضان، وجر إسرائيل لقتال على 3 جبهات .
من حهتها؛ سلطت صحيفة معاريف العبرية، الضوء على غضب المستوطنين، من ضعف ردة الفعل الإسرائيلية ضد الفصائل بغزة، مشيرة؛ إلى حالة من الاستياء تعم غلاف غزة وقادة المستوطنات الذين اتهموا رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بالضعف والاستسلام أمام حماس .
وفي السياق؛ قالت صحيفة هآرتس العبرية إن: جولات التصعيد على حدود غزة ليست بالأمر الجديد، وكان على جميع الحكومات المتعاقبة في العقود الأخيرة أن تواجه معضلات مماثلة، لكن الفارق الوحيد هذه المرة هو أن الحكومة الحالية اليمينية متشددة للغاية، ويدعو أعضائها إلى حملة أكثر تشدداََ باستمرار وبيد قوية تجاه الفلسطينيين، لكن عملياََ في التصعيد السابق قبل نحو شهر بعد إطلاق الصواريخ من ردًا على اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين، اتخذت حكومة نتنياهو خطًا شديد الانضباط مع التزامها بالخطاب المتشدد إعلامياً .
ورأت الصحيفة في تقرير تحليلي لمراسلها العسكري - عاموس هرئيل، إن "الخطر الحقيقي بعد استشهاد خضر عدنان قد ينعكس من الضفة الغربية، ويتوقع أن يؤدي إلى هجمات انتقامية سواء من خلال عمليات إطلاق النار أو غيرها" .
وأشار "هرئيل" إلى أن "قضية إضراب خضر عدنان عن الطعام لم تلق اهتمامًا من الحكومة اليمينية، وليس من الواضح فيما إذا كانت ترفع تقارير للمستوى السياسي حول حالته الصحية أو أي تحذيرات من إمكانية استشهاده ومنع ذلك" .
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في إحاطة إعلامية صباح اليوم، أنه تم طلاق 104 صواريخ من قطاع غزة، وأن القبة الحديدية تصدت لـ 90% منها وفق السياسة المتبعة، مشيراً؛ إلى أن 11 صاروخًا سقطت في البحر و14 انفجرت بغزة، 24 تم اعتراضها، و84 سقطت في مناطق مفتوحة .
وزعم؛ إلى أن قواته هاجمت 16 هدفًا على مرحلتين بغزة، منها مواقع إنتاج وتخزين أسلحة وصواريخ ومعدات عسكرية لحماس، إلى جانب موقع للقوة البحرية التابعة لها، ونفق أرضي .