ads image
علم 24 416 يوماََ و #غزة_تُباد
علم 24

اخر الاخبار

خاص| في الذكرى الـ18 لاندحاره منها .. غزة مُحرمة على الاحتلال

12/09/2023 الساعة 01:29 (بتوقيت القدس)

خاص - علم24- يُحيي الفلسطينيون بقطاع غزة، اليوم الثلاثاء 12 سبتمبر، إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، التي أتمت صباحاََ مناورة "الركن الشديد 4"، ذكرى مرور 18 عاماََ على اندحار الاحتلال من غزة، وإخلاء مستوطناته منها بعد قرابة الـ38 عاماََ على احتلاله لها وتحديداََ منذ العام 1967 عقب حرب النكسة .

ففي هذا اليوم من العام 2005 أنهى الاحتلال إخلاؤه 21 مستوطنة كانت تمثل نحو 35٪ من مساحة قطاع غزة، في حديث فريد من نوعه إذ لم يسبق للاحتلال الإسرائيلي أن أخلى أرضاََ استولى عليها منذ احتلاله لفلسطين بنكبة الـ48.

ومنذ ذلك اليوم وعقاباََ لغزة؛ فرضت "إسرائيل" حصاراََ مشدداََ خانقاََ على القطاع ولم تكتفي بذلك بل شنت عدة حروب وخلفت آلاف الشهداء والجرحى، في محاولة منها لقلع المقاومة الفلسطينية من جذورها التي لازالت تعاند الاحتلال وتتطور يومياََ، وتطور من إمكانياتها لتواجهه في كافة بقاع الأرض المحتلة .

لكن ماهي الأسباب الحقيقية لانسحاب الاحتلال من قطاع غزة؟

وفقاََ لتقارير سابقة؛ فإن الإنسحاب من قطاع غزة لم تكن دوافعه سياسية وشخصية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، وحدها هي التي أدت إلى الإنسحاب، فقد كان لعمليات فصائل المقاومة الفلسطينية الأثر الكبير على قرار الانسحاب ذلك .

إذ كشفت قناة (كان) العبرية في تقرير سابق لها، أن أحد أبرز الأسباب التي دفعت "شارون" للتفكير في قرار الانسحاب من قطاع غزة هو عملية "نتساريم" التي قُتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين، معتبرةً أن هذه العملية كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر شارون" .

وقال غلعاد شارون، نجل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أرئيل شارون: "إن المستوطنات في تجمع "غوش قطيف" والمستوطنات المجاورة لها في قطاع غزة لم تكن جنة عدن كما يحاول أن يُصور بعض الإسرائيليين، بل كانت جحيمًا لا يُطاق" .

وأكد "غلعاد شارون" في تصريحات سابقة لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، أن الكثير من المستوطنين التقوه وأوضحوا له أن والده (شارون) أنقذهم من الجحيم في غزة، وأنقذهم من الجحيم الذي عاشوه في غزة، وبأنهم كانوا يعيشون تحت وطأة نيران الفصائل الفلسطينية باستمرار .

وكشفت دراسة بعنوان: "التوازن الاستراتيجي للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة 2005-2016"، أن التهديدات الكثيفة حوّلت المستوطنات في قطاع غزة إلى مناطق أمنية، فقد أُنشئت في كل مستوطنة قواعد للجيش وأبراج مراقبة، كما تم إحاطتها بمنظومة جدار أمني وألغام وعوائق هندسية، وبدت المستوطنات كمواقع عسكرية، وفي بعض الأحيان زاد عدد الجنود على عدد المستوطنين .

وأضافت الدراسة: أن تحركات المستوطنين في قطاع غزة باتت تحتاج إلى مرافقة أمنية من الجيش، وقد وصف ضابط احتياط إسرائيلي خدم في تلك الفترة أنه في كل صباح كانت تخرج فيه سيارة تقل ثلاثة أشخاص ترافقها ناقلة جند ودبابة وجرافة "D9" التي كانت تفتح الطريق وتزيل العبوات .

وبحسب الدراسة؛ وصف الباحثان الإسرائيليان عميرام أوران ورافي ريجف بأن هذا "أعنف روتين أمني مستمر يتم فرضه على المستوطنين الإسرائيليين منذ حرب الاستقلال" .

وأوضحت الدراسة أن حوالي 8000 مستوطن سكنوا قطاع غزة قبل الانسحاب، مقابل 1.5 مليون فلسطيني، أي أن نسبة المستوطنين إلى عموم من يسكن في القطاع هو 0.2%، وشغلت المستوطنات حوالي 35% من مساحة القطاع .

هذه الحقائق بحسب الدراسة أوجدت تداعيات أمنية ثقيلة في عملية حماية مستوطني القطاع، كما أن الصعوبة تضاعفت ووصلت إلى مستويات عالية مع بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر عام 2000م .

وأشارت الدراسة؛ إلى أن المستوطنين كانوا في تلك الفترة أهدافًا سهلة للفصائل الفلسطينية، التي كانت تجد صعوبة في تنفيذ العمليات داخل الخط الأخضر، كذلك كانت هناك أهداف أخرى سهلة للفصائل وهي سيارات المستوطنين التي كانت تتحرك على محاور الطرق بالقرب من التجمعات الفلسطينية

ولفتت؛ إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية كانت مطالبة طوال هذه السنين بتوفير الحماية للمستوطنين مقابل ثلاثة أنواع من التهديدات المركزية، وهي: عمليات اقتحام المستوطنات، والعمليات على محاور الطرق، وعمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون .

وقد نفذت الفصائل الفلسطينية على مدار سنوات من احتلال قطاع غزة العديد من العمليات، تنوعت بين إطلاق النار من مسافة صفر واقتحام المستوطنات الإسرائيلية وتنفيذ العمليات الاستشهادية وإطلاق الصواريخ وعمليات تفجير المواقع العسكرية الإسرائيلية عبر الأنفاق، والتي كانت الأشد وقعًا على الجيش الإسرائيلي والمستوطنين .

وحول دوافع قرار الانسحاب من غزة، كشف مسؤول إسرائيلي أن "شارون" بادر إلى تنفيذ خطة "فك الارتباط" عن غزة من أجل الهروب من التحقيقات الجنائية والشبهات القانونية ضده، وهو ما بدأ بالتحضير له عند نهاية عام 2003، أي قبل عام ونصف من تنفيذ الانسحاب على الأرض .

وأوضح عضو الكنيست حينها "تسفي هندل" والذي شغل منصب رئيس مجلس غوش قطيف لمدة ثماني سنوات، أن المحامي دوف فايسغلاس، رئيس ديوان شارون وأحد المقربين منه، هو من أشار عليه بهذه الخطة مع أحد مسؤولي العلاقات العامة المتواجدين حوله، "لأن جميع الإسرائيليين يكرهون غزة وهذه الخطة كفيلة بإخراجهم من ذلك الوحل" .

وأشار "هندل" إلى أن "شارون لم يؤمن بهذه الخطة على الفور، بل إنه وصفها بالجنون، لأنه كان يعتبر أن الاستيطان في غزة له ميزة استراتيجية، وهو يؤمن به حقًا" .

وقال "هندل": "إن خطة الانسحاب من غزة التي شملت تدمير المستوطنات هناك أصعب ألف مرة من تدمير الهيكل، لأنها تسببت بالسعي لاندلاع حرب أهلية بين المؤيدين والمعارضين لها، لأن إزالة تلك المستوطنات قام بها أرئيل شارون تنفيذًا لدوافع نجسة"، وفق تعبيره .

يُشار؛ إلى أنه ومنذ انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة، مارست كل أصناف الخنق والتدمير ضد القطاع وسكانه، وشنت العديد من التوغلات العسكرية والحروب المتتالية، بُغية القضاء على الفصائل الفلسطينية ونزع سلاحها .

فبعد عملية أسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط عام 2005، وفوز حركة حماس بالانتخابات عام 2006 وتسلمها زمام الحكم في قطاع غزة، فرضت "إسرائيل" على القطاع حصارًا خانقًا لازال مستمرًا منذ أكثر من 17 عاماً .

وبفعل الحصار الخانق الذي تفرضه "إسرائيل" وسيطرتها على البحر والمعابر التجارية، ومنعها التصدير من القطاع إلا في أضيق نطاق، ومنع دخول الكثير من السلع بما فيها المواد الخام، تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل خطير، مما أضر بحياة سكان القطاع وأصابهم باليأس، وزاد نسبة البطالة عشرات المرات .

ولم تكتفِ إسرائيل بحصارها للقطاع بل شنت منذ انسحابها عدة حروب عنيفة أودت بحياة آلاف الشهداء وخلّفت آلاف الجرحى .

وبالرغم من ذلك كله: يرى الفلسطينيون أن إنسحاب الاحتلال من قطاع غزة إنجازاََ تاريخياََ للشعب الفلسطيني ولمقاومته التي أجبرته على "الهروب" بفعل نضالها المستمر والذي يتطور يوماََ تلو الآخر حتى رحيله عن كافة الأرض الفلسطينية المحتلة.