ads image
علم 24 #غزة_تُباد
علم 24

ترجمات وتقارير

تقرير: "إسرائيل" تستخدم التجويع والقتل للتهجير القسري من غزة وشمالها

29/02/2024 الساعة 08:42 (بتوقيت القدس)

غزة - علم24 - قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "إسرائيل" تتعمد تعميق أزمة التجويع الكارثية لجميع سكان قطاع غزة، بحرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على نحو شديد ومتواصل، ومنع وعرقلة إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، خاصة في مدينة غزة وشمال القطاع، بهدف دفع السكان إلى التهجير القسري من مناطقهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في القطاع منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وأبرز الأورومتوسطي اليوم الخميس، أن استمرار تراجع وتيرة إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، وتقويض آليات حمايتها وسبل توزيعها، يأتي كأداة أساسية تنفذ فيها "إسرائيل" مسعاها في إخضاع فلسطينيي القطاع عمدا لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكهم الفعلي، وكذلك لاستكمال تنفيذ خططها في تفريغ مدينة غزة ومناطق شمالي قطاع غزة من السكان، وإجبارهم على النزوح جنوبا بشكل قسري تحت ضغط الهجمات العسكرية، والتهديد والترهيب، وسياسة التجويع وإبقاء مستويات مساعدات غير متناسبة مع حجم الاحتياجات الهائلة.

وفيما يؤمل أن تعوض عمليات الإنزال الجوي للأغذية والإمدادات الأخرى التي شهدها قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة جزءا ضئيلا من الانخفاض في المساعدات التي يتم جلبها عبر البر، فإن المخاطر تتفاقم وتستمر بشأن انتشار المجاعة والارتفاع الحاد في سوء التغذية لدى جميع سكان مدينة غزة وشمالها، لا سيما بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن. وعليه، يدعو المرصد الأورومتوسطي جميع الدول إلى فتح جسر جوي مباشر إلى قطاع غزة، وتنفيذ إنزالات جوية مكثفة ويومية تشمل جميع مناطق القطاع، وبشكل خاص مدينة غزة وشمال القطاع، والمشاركة في التصدي والحماية من الخطط الإسرائيلية الهادفة إلى التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة، وهو الأمر الذي حذرت منه الدول بشكل مستمر منذ بدء الهجوم الإسرائيلي العسكري على القطاع.

ويعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي إلى استهداف السكان عند تجمعهم قرب نقاط دخول وتوزيع الإمدادات الإنسانية في مدينة غزة، سواء بإطلاق النار أو القصف المدفعي

ووثق المرصد الأورومتوسطي إفادات من سكان في مدينة غزة وشمالها بشأن تلقيهم اتصالات هاتفية من جيش الاحتلال خلال الأيام الماضية، يطالبهم فيها بشكل واضح وصريح بالنزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة من أجل الحصول على الغذاء والماء وتفادي الموت جوعاََ.

وبحسب الإفادات: فقد تضمنت رسائل مسجلة تلقاها السكان قول جيش الاحتلال إنه ما يزال "يعمل بقوة" في مناطقهم بينما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية في منطقة "المواصي" جنوبي القطاع، مطالباََ: إياهم بالتوجه إلى تلك المنطقة للحصول على المساعدات.

وبحسب متابعة المرصد الأورومتوسطي: فإن الإمدادات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة في شباط/فبراير الجاري انخفضت مقارنة مع كانون ثانٍ/يناير بنسبة 50% على الرغم من تعاظم الاحتياجات الهائلة لأكثر من 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف معيشية بائسة.

ففي وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية، وقرار محكمة العدل الدولية، لزيادة إدخال المساعدات المنقذة للحياة ودخول الإمدادات التجارية، وضمان إدخالها وتوزيعها على نحو سريع وفعال ودون معيقات، شهد شهر شباط/فبرير دخول نحو 98 شاحنة يوميًا في المتوسط، ما يمثل انخفاضًا بنحو النصف في الإمدادات التي كانت تدخل قطاع غزة مقارنة بشهر كانون ثانٍ/يناير.

يأتي ذلك رغم أنه في الأصل يبقى عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من الهدف المحدد، وهو 500 شاحنة في اليوم، كما كان يجرى قبل السابع من تشرين اول/أكتوبر الماضي، ويقدّر المرصد أن الاحتياج الحقيقي والفعلي لسكان القطاع يفوق حتى هذا العدد من المساعدات الخارجية، نتيجة لقيام إسرائيل باستهداف مقومات الحياة ومقدرات الإنتاج المحلي الداخلي بشكل شبه كامل، إما بالقصف والتدمير، أو بتجفيف مصادر الإنتاج، كالوقود والكهرباء والمواد الأساسية والخام، نتيجة القرارات الإسرائيلية والحصار المشدد الذي تفرضه "إسرائيل" منذ حوالي خمسة أشهر.

هذا بالإضافة إلى تعاظم الاحتياجات الطبية والصحية والعلاجية لسكان قطاع غزة، وبخاصة المرضى والجرحى والنساء والأطفال وكبار السن، نظرا لاستمرار سقوط الضحايا الجرحى بشكل يومي وكبير بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي، وانتشار الأمراض والأوبئة المعدية بشكل سريع، وخروج معظم القطاع الصحي عن العمل بسبب الاستهداف الإسرائيلي لجميع مكوناته، بالتدمير والحصار وقطع الإمدادات.

وذكر الأورومتوسطي أن "إسرائيل" بدلا من زيادة وتسهيل إدخال الإمدادات الإنسانية، تعمدت فرض المزيد من القيود على عمل المعابر وآليات إدخال شاحنات المساعدات، وكرست واقع انعدام الأمن بسبب استمرار عملياتها العسكرية وتسببها بانهيار النظام المدني، وهو ما يضاعف من الأزمة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة.

هذا بالإضافة إلى الصعوبات الكبيرة في إدخال الإمدادات عبر معبري "رفح" و"كرم أبو سالم/كيرم شالوم"، المعبران الحدوديان الوحيدان لإدخال المساعدات الإنسانية، في ظل القيود الأمنية الإسرائيلية.