ترجمات وتقارير
تقرير خاص|| رؤية "الذبح والدم" الخوف الذي ينغص فرحة الأطفال بالأضحى
تقرير علم24 - براء لافي - غزة - يوم واحد يفصل المسلمين حول العالم عن الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وهو العيد الذي يعتبر من أعظم المناسبات الدينية، إذ يتقرب فيه المسلمون من خالقهم، من خلال تطبيق سنة "ذبح الأضحية"، كما ينتظره الأطفال بشغف متواصل من عام لأخر، وتتجدد فرحتهم بمجرد بدء التحضيرات لقدوم العيد، لكن ومع ذلك يختلف عيد الأضحى المبارك كثيراََ عن عيد الفطر، ويختلف "حب" الأطفال له بسبب مشاهد "الذبح" وكثرة الدماء ..إلخ .
وفي هذا السياق؛ تشرح الاخصائية النفسية ومديرة حالة بجمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل - فاطمة لافي، كيفية تجاوز مخاوف الطفل تلك تجاه الأضحية وماينبغي على العائلات تفسيره لأطفالها .
وفي حديث لها مع "علم24"، اليوم الثلاثاء، قالت لافي: "من الضروري جداََ، أن يفهم الطفل سنن العيد ولايجب أن يتمثل معنى العيد له بالملابس الجديدة والحلوى والعيدية والهدايا فقط، بل هناك سنن وآداب يجب على الأطفال فهمها، كونها طقوس إسلامية خاصة" .
وتضيف: "مع بدء مراسم العيد، وقبل رؤية الأضاحي وكل تلك الأمور، يجب على العائلات أن تجلس مع أطفالها وتفسر لهم بأن ماسيجري عبارة عن طقوس وشعائر دينية يجب علينا كمسلمين إتباعها" مشددة؛ بأنه "يجب فعل ذلك بطرق محببة للطفل" .
وتتابع: "فمثلاََ: يمكن البدء بأسلوب القصص وبشرح قصة سيدنا إبراهيم حين رأى في منامه بأنه يذبح ولده إسماعيل عليه السلام، وكان الحلم، رؤية تحمل أمر من الله بأن يذبح ولده، وكيف امتثل الأخير لأمر ربه، فكبّر وتشهد استعدادا للموت، ليمرر إبراهيم عليه السلام السكين على رقبة إسماعيل عليه السلام ولكنها لم تذبحه، لينزل الله آياته "وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" صدق الله العظيم، ثم ذبح إبراهيم عليه السلام الكبش الذي أنزل له من عند الله بدلاً من ابنه إسماعيل، مايدل على أن حياة الإنسان غالية وعظيمة عند خالقها، ولتصبح الأضحية بعد ذلك، جزء لا يتجزأ من ديننا في عيد الأضحى" .
ونوهت؛ "لافي" بأنه يجب مشاركة الأطفال بتوزيع لحوم الأضحية على الفقراء والمساكين من الجيران والأقارب، وذلك بهدف تقبل الطفل للأمر وبأنه بذلك يعمل عملاََ صالحاََ" مؤكدة؛ بأن الطفل سيشعر بالسعادة والفرح عند تقدير الناس له وتعزيز مايفعل وسيجعل الطفل يتأكد من مقولة "التقرب إلى الله، بالعمل الصالح" .
ولفتت؛ بأن "على عائلة الطفل تعزيزه بمكافئة بسيطة أخر اليوم، ليشعر بالراحة ولتثبت لديه الشعائر الدينية وطقوسها المحبة" .
وحول السؤال الشهير الذي يخطر على بال الأطفال جميعهم "مش حرام نذبح الخروف؟ لماذا نؤلمه !؟ قالت لافي "الأطفال اليوم عندهم وعي أكثر، مش زي زمان، عشان هيك مش غلط نطمنهم إنو ربنا لما حلل إلنا بعض الحيوانات لتناولها، جعلنا نتعامل معها وفقاََ للمراسم الإسلامية، إذ أننا لانؤلمها، ولانتعامل معها كما يتعامل الغرب والدول الغير مسلمة بل أن هناك مراسم خاصة للذبح يجب على المسلم إتباعها، مثل: أن لاتشاهد الذبيحة ذبحها وأن تترك بدمائها حتى تفارق روحها قبل البدء بعملية تقطيعها ..إلخ" .
وأضافت: "يجب إيصال لأبنائنا الأطفال بأن هناك من لايستطيع تناول اللحم لأشهر ولربما طوال العام، لذلك؛ فإن الضحية يتصدق بها المرء على الفقراء والمساكين وأهل البيت ..إلخ، كما ويجب تعزيز الطفل عند مشاركته بالمساعدة بعدة أقوال مثل: ربنا مبسوط منك اليوم عشان ساعدت غيرك، ربنا بحبك، أعطاك حسنات ..إلخ" مؤكدة؛ بأنها ستخلد مشاعر جميلة داخل الطفل ستتعزز مع الوقت .
و"عيد الأضحى" هو ثاني أعياد المسلمين الذين يحتفلون به في شهر ذي الحجة من كل عام تزامناََ مع موسم الحج .
وأمر الله به أن ندخل الفرحة على قلوب الفقراء والمحتاجين، وكذلك على قلوب أهل بيتنا، من خلال ذبح الأضحية التي تعتبر امتثال لسنة نبينا إبراهيم عليه السلام وتقرباََ بذلك إلى الله عز وجل، كما أنّ في الأُضحية تعبيراً عن شُكْر الله على نِعَمِه التي لا تُحصى وهي سنة مؤكدة بالاجماع، وسط مشاعر من الفرح والسرور، ومشاعر الأخوة بين المسلمين في كل بقاع العالم، ما يجعل روابط التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع الإسلامي تقوى وتتماسك، وتنتشر مظاهر البهجة والسرور في كل مكان .