غزة - خـاص "علم24"- براء لافي - "هل يمكن إقناع أحدكم بتناول واحد من سلطع برغر اللذيذ"؟؛ لعل جيل التسعينات بأكمله يعرف هذه الجملة الشهيرة لشخصية "مستر سلطع" المنحدرة من كارتون سبونج بوب الشهير، وبالاعتماد على هذه الجملة يبدو بأن الخريجة "أماني شعث" تريد اقناع الكثيرين بتجربة التناول تلك، من خلال كشكها الصغير الذي افتتحته مؤخراً على شاطئ بحر غزة والذي يحمل اسم "برجر سلطع"، في محاولة منها لإخراج نفسها من كابوس البطالة الذي يهدد جيل فلسطيني بأكمله في قطاع محاصر منذ الـ2006 .

بطريقة "مستر سلطع" وعلى كورنيش قطاع غزة وتحديداً بشارع الرشيد الذي يضج يومياً بالمواطنين والحياة، قررت خريجة الإدارة والمحاسبة الشابة أماني شعث عشرينية العمر أن تنجو بنفسها من "سرطان البطالة" الذي ينخر بأجساد خريجي غزة، فلجأت لتقديم الوجبات السريعة من خلال كشكِِ صغير افتتحته تقدم فيه صنفاً واحداً فقط وهو "البرجر" لكن بطريقتها الخاصة المميزة وبمكوناتها السرية، كما تقول .

وكالة "علم24" تحدثت مع الشابة "أماني" التي قالت: "كغيري من جيلنا وتحديداً الخريجين بحثت عن عشرات فرص العمل بغزة ولم أجد، فقررت أن أحدد مصيري بنفسي" .

وتضيف: "فكرت كثيراً ثم جاء بذهني بأنني قمت سابقاً بتجربة العمل في إحدى المطاعم خارج البلاد وبأنني طاهية جيدة نوعاً ما خاصة بقسم البرجر، فقلت بيني وبين نفسي لم لا؟" .

وتردف أماني للوكالة قائلة: "قررت أن أصنع البرجر بنفسي وأبيعه لكن بطريقة مختلفة غير فكرة الاونلاين التي تشعرني بالملل فجاءت فكرة الكشك، إذ أنها فكرة لافتة ومميزة وليست معتادة للناس في غزة بأن تقف فتاة بنفسها بكشك وسط شارع عمومي لتبيع شيء ما" .

لجأت "أماني" لفكرة هذا المشروع، لفتح مصدر دخل خاص بها ولتمكين نفسها اقتصادياً خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تُحيط بقطاع غزة المحاصر من كل الجوانب أما بالنسبة للاسم فقد اختارته بعناية إذ تقول :" اخترت هذا الاسم لأنه اسم جميل وحركي، وكم أن جيل التسعينات يعرف من هو مستر سلطع ويعرف عنه أنه ببيع وجبات سريعة ودائماً ما كان مشهورا بوصفاته السرية" .

وتكمل مبتسمة: "أنا كمان بعمل كل إشي بنفسي من تحضير اللحمة حتى صوص البرجر السري الخاص بي، والذي أعلم بأنني أتقنه جيداً" .

وتؤكد "أماني" بأن كل من زارها وتذوق وصفتها "السرية" أعجب بها جداً ووصاها بأن لا يتغير الطعم مع مرور الوقت قائلة: "الحمدلله كل اللي جرب البرجر أعجبه جداً ورجعلي تاني وتالت ووصاني يضل الطعم نفسه .." .

وتضيف: "لقيت دعم من أهلي وحتى من زبائني الذين يأتون عندي وكتير بسمعوني كلمات تحفيزية زي إنتي جدعة، إستمري، مشروعك جميل" .

ولأن وكالة "علم24" وكالة الكل الفلسطيني، فقد قررت دعم الشابة أماني وذلك من خلال ترك عنوانها هنا لمن أراد الوصول إليها: 

غزة - شارع الرشيد - بجانب النادي البحري - مقابل برج الشام .