ads image
علم 24 #غزة_تُباد
علم 24

ترجمات وتقارير

غزة: ذهب ليشتري الخبز لأفراد عائلته .. عاد فوجد جميعهم قد أصبحوا (شهداء)

14/02/2024 الساعة 03:46 (بتوقيت القدس)

غزة - علم24 لم يتخيل الفلسطيني - نعيم أبو الشعر (58 عاما) أن مأساة كانت تنتظره عند عودته إلى المنزل بعد شراء الخبز لإطعام أفراد عائلته، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزله.

ففي ساعات الصباح الباكر: خرج أبو الشعر وحيداََ في ظل أجواء من البرد، ليحضر القليل من الخبز من أحد أفران مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ليتناول طعام الإفطار برفقة أبنائه وزوجته.

لكن عندما عاد إلى منزله ليجد نفسه أمام مشهد لم يكن يتخيله: فالمنزل الذي كان يعتبر ملاذا له ولأسرته، قد تحول إلى ركام وأنقاض واستشهد وأصيب من فيه بفعل غارة إسرائيلية عليه.

ومن النظرة الأولى لأبو الشعر لمنزله من بعيد، خطا بخطوات سريعة تاركًا الخبز خلفه وذهب ليعرف مصير أفراد عائلته بعد قصف المنزل وتدميره بشكل كامل.

وبينما ذهب أبو الشعر ليتفقد ما حصل بعائلته، وجد بين الركام بجانب منزله جثمان ابنته، فاهتزت كلماته بالحزن وهو يصرخ، "أمل يابا.. أمل يابا، طولها (أخرجها).. يابا، أين أولادي؟، كلهم كانوا بالدار".

تلك المشاهد المأساوية دفعت أهالي الحي وأقرباؤه للتوجه نحوه وهم بحالة من الحزن العميق، بهدف تقديم الدعم له بالرغم من الألم الشديد الذي أصابهم.

وفوق أنقاض المنزل: حاول عدد من الشبان إزالة الركام والبحث عن جثامين الشهداء الذين استشهدوا في تلك الغارة، باستخدام أدوات بسيطة.

وخلال عملية البحث بين الأنقاض تمكنوا من العثور على سيدة تظهر علامات الشيخوخة على يديها، ما يشير إلى أنها مسنة.

وقال أحد الشبان الذين يساهمون بالبحث على الجثامين بين الأطلال "هي والدة أبو الشعر".

ولم تنحصر الغارة الإسرائيلية في منزل أبو الشعر فحسب، بل أصابت أيضا العديد من منازل الفلسطينيين وأسفرت عن استشهاد 15 شخصا، وإصابة عشرات آخرين وفقًا لشهود عيان.

وبمجرد انتهاء أبو الشعر من تفقد منزله سارع بالتوجه إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، ليطمئن على أفراد عائلته ويعرف مصيرهم.

وعندما وصل إلى المستشفى: اكتشف أن كل من في المنزل قد استشهدوا بينهم أطفال ونساء ومسنون، حيث بلغ عددهم 15 قتيلا من عائلة أبو الشعر والعائلات التي تسكن في الأبنية الملاصقة.

وفي داخل المستشفى: حمل أحد الشبان طفلاََ صغيراََ من بين شهداء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منزل أبو الشعر، وقال بصوت مرتفع، وعلامات الحزن والغضب تظهر عليه: "حسبي الله ونعم الوكيل".

وما إن حمله حتى بدأ الصحافيون في التقاط الصور ومقاطع الفيديو لتوثيق جرائم "إسرائيل" ضد الأطفال.

وعلى مقربة من جثامين الشهداء الذين اصطفوا في ساحة المستشفى، يحتضن الفلسطيني المكلوم أبو الشعر، جثامين عائلته في وداعهم الأخير.

وبينما كان المسن يلقي نظرات الوداع على أفراد عائلته، قال: "ذهبت لإحضار الخبز منذ الساعة 4 صباحًا، وعدت لأجد كل من في المنزل، نساءً وأطفالًا وشيوخًا، أصبحوا شهداء".

وما أن انتهوا من توديعهم: بدأ الرجال بحملهم الجثامين لدفنها، في ظل امتلاء المقابر بسبب الأعداد الكبيرة من القتلى، وصعوبة الوصول إلى مقابر جديدة بسبب القصف الإسرائيلي.