اخر الاخبار
وتيرة مجازر غزة ترتفع في ظل تجاهل عالمي وإعلامي
غزة - علم24 - تتصاعد وتيرة المجازر الإسرائيلية والاعتداءات بحق الفلسطينيين في قطاع غزة مع استمرار الحرب والأحاديث المتزايدة عن الأجواء الإيجابية في المفاوضات لوقفها؛ لكن "إسرائيل" لا تترك لحظة في غزة إلا وتستمر في تنفيذ مخططي القتل والتدمير متجاهلة كل الدعوات لوقف استهداف المدنيين. وبات الاحتلال الإسرائيلي يستخدم كثافة نارية عالية في مجازر غزة المتواصلة، ما يتسبّب في بعض الأحيان في ذوبان جثامين الشهداء أو صعوبة الوصول إليهم، نظراً لتوقف خدمات الدفاع المدني في الكثير من المناطق وعدم القدرة على الوصول إلى الضحايا، بسبب خطورة الأوضاع الميدانية وصعوبة العمل في ظل نقص الإمكانيات جراء استمرار الحرب.
وشهدت الأيام الأخيرة مجازر متعددة ارتكبتها "إسرائيل" واستهدفت في أحدثها فريقين من فرق حماية المساعدات على الشريط الساحلي بين مدينتي رفح وخانيونس، جنوب القطاع. وأدّت الغارتان إلى استشهاد نحو 15 عنصراً من الفريقين وإصابة العشرات. وقبلها استهدفت "إسرائيل" باحثين عن الطحين (الدقيق) شرقي مدينة رفح ما أدى إلى استشهاد نحو 20 مواطناً، وقبل ذلك ارتكبت مجزرتين في عزبة بيت حانون أقصى شمالي القطاع، وفي محيط مستشفى كمال عدوان بحق عائلتي الكحلوت وأبو الطرابيش وغيرهما.
تراجع الاهتمام الدولي
وتكرر استهداف فرق حماية المساعدات المشكّلة من عناصر حكومية وفصائلية في أكثر من مرة في غزة، وهذا الاستهداف يقول الفلسطينيون إنه مقصود لدفع أعمال سرقة المساعدات وعصابات اللصوص إلى الاستمرار في عملهم لتجويع النازحين وإضافة أعباء مالية عليهم من خلال شراء احتياجاتهم بأضعاف أسعارها.
ويستهدف الاحتلال في قصفه النازحين الذين يتنقلون في مناطق الشمال وغزة من منزل إلى آخر، ما يوقع عدداً كبير من الشهداء لا سيما مع تجمّع النازحين الكثيف في المنازل التي يتحركوا فيها في مناطق مثل جباليا وبيت لاهيا وأجزاء من المناطق الشمالية والغربية لمدينة غزة. وبحسب تقديرات غير نهائية، فإن قرابة 4 آلاف فلسطيني استشهدوا في العملية العسكرية الثالثة التي يشنها الاحتلال في مناطق شمالي القطاع بعد العمليتين السابقتين في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، ثم في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2024، فضلاً عن إصابة الآلاف واعتقال المئات ونقلهم إلى السجون الإسرائيلية في الداخل المحتل.
وتترافق مجازر غزة مع تحوّلات إقليمية في سورية ووقف إطلاق نار في لبنان، وسط تراجع في الاهتمام بالمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القطاع وعمليات الإبادة والتطهير العرقي التي تجري ومساعي الوسطاء في قطر وتركيا ومصر في الوصول إلى اتفاق يضع حداً للحرب المتواصلة في غزة. ووسط ذلك كلّه، فإن طواقم الدفاع المدني في مناطق مثل شمالي القطاع تغيب عن العمل بشكل كامل نتيجة للاستهدافات الإسرائيلية لطواقم الجهاز وعمليات التدمير التي طاولت غالبية معداتهم منذ بداية العملية العسكرية المتواصلة للشهر الثالث على التوالي في الشمال.
مجازر غزة .. إبادة وتدمير
في الوقت ذاته: عمل الاحتلال الإسرائيلي على استخدام كل أدوات التدمير، حيث دمّر منازل وأحياء سكنية كاملة في مناطق الشمال، تحديداً في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ومنطقة مشروع بيت لاهيا، بالإضافة إلى مدينة بيت لاهيا، فيما يواصل عمليات نسف المنازل في رفح. ويسمع الفلسطينيون بشكل يومي عمليات النسف على بعد كيلومترات جرّاء الكميات الكبيرة من المتفجرات التي يستخدمها الاحتلال وجنوده في عمليات النسف فيما تصل هذه الأصوات في بعض الأحيان إلى مناطق في مواصي خانيونس على بعد 33 كيلومتراً من شمالي القطاع.
وبحسب إحاطة لمدير مستشفى كمال عدوان - د. حسام أبو صفية: فإن عمليات القصف الإسرائيلية لا تتوقف في مناطق الشمال، حيث استخدم الاحتلال أخيراً أكثر من سبع طائرات مسيّرة محملة بالمتفجرات حول المستشفى ما أدى إلى قصف مبانٍ بأكملها وتدمير مربعات سكنية علاوة عن تسببت الحطام والانفجارات في ضرب المستشفى مباشرة.
وأدّى ذلك إلى تحطيم الأبواب والنوافذ، وزرع الرعب في نفوس المرضى بداخله حيث يعالج مستشفى كمال عدوان حالياً أكثر من 120 مصاباً.
وقال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة - محمود بصل: إن الليالي الأخيرة في القطاع كانت صعبة للغاية بالذات مع توالي عمليات القصف والنسف للمنازل في مناطق جباليا وبيت لاهيا بوتيرة متسارعة، وعمليات استهداف الباحثين عن الدقيق وفرق حماية المساعدات. وأضاف بصل أن المجزرة الأخيرة بحق عائلة أبو الطرابيش (في شمال غزة) فجر الأربعاء الماضي، شهدت وصول نداءات استغاثة بشأن وجود ناجين، إلا أن الطواقم لم تتمكن من الوصول إليهم. مبيناً: أن المواطنين وخلال عمليات القصف الأولى للمنزل، سمعوا أصوات استغاثة من أسفل الأنقاض بعدما تمّ تدمير المنزل على ساكنيه، غير أن غياب الدفاع المدني في مناطق الشمال يحول دون انتشال الجرحى والشهداء بشكل سريع.
ولفت "بصل" إلى أن الاحتلال مُصرٌ على عمليات القتل والقصف بشكل كبير وهو ما يظهر في تكرار مجازر غزة التي ترتكب بحق عائلات بأكملها مثل عائلة الكحلوت في بيت حانون منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء التي شهدت استشهاد 25 فرداً منها ومجزرة عائلة الطرابيش الأخيرة القريبة من بوابة مستشفى كمال عدوان.
ورأى المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني أن الاحتلال عبر هذه المجازر لا يريد أن يبقى أحد في شمالي القطاع وهو يضغط على السكان برفع وتيرة القصف والقتل في صفوفهم ومحاولة ترهيبهم للخروج من مناطق الشمال. وبحسب بصل، فإن الأمر لا يقتصر على مناطق الشمال فقط، بل يطاول مناطق في مدينة غزة كما هو الحال في حي الزيتون شرقي المدينة، حيث يعمد الاحتلال إلى تدمير المنازل ونسف بعض المربعات السكنية لمنع السكان من الوصول إلى مناطقهم واستهدافهم بمختلف الوسائل لا سيما عبر المسيّرات.
من جهته: أوضح نائب المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" - جميل سرحان، أن مجازر غزة التي تمارسها قوات الاحتلال تسير بنفس الوتيرة المرتفعة، أي بانتظام وبمنهجية محدّدة وبسياق واضح ومعروف.
وأضاف سرحان: أن هناك زيادة واضحة في مناطق شمالي القطاع منذ بداية العملية العسكرية في الشمال المتواصلة للشهر الثالث على التوالي، رافق ذلك نسف وتهجير قسري تحت النيران والقصف الكثيف. وأكد أن المستشفيات تعرضت للاستهداف بشكل واضح، حيث تعرضت مستشفى كمال عدوان للاستهداف خمس مرات فضلاً عن استهداف مستشفيي الإندونيسي والعودة.
ولفت: إلى أن الاحتلال قام باعتقال العشرات وممارسة التعذيب الميداني ونقل المعتقلين إلى أماكن احتجاز داخل غلاف غزة بما في ذلك سجن "سيدي تيمان" الذي يشهد عمليات تعذيب متصاعدة بحق المعتقلين فيه، مقدراً كذلك أن مستوى المجاعة وصل في مناطق الشمال إلى الدرجة الرابعة وهي الأخطر نظراً لمنع إدخال المساعدات ومواد التغذية وفقدان المواطنين في تلك المناطق للمعادن والإصابة بأمراض سوء التغذية.